• Sunday, 22 December 2024
logo

من يقف وراء قصف اربيل؟

من يقف وراء قصف اربيل؟
معد فياض

ميليشيا شيعية مسلحة تقصف ليلاً محيط مطار اربيل بالصواريخ المحمولة على طائرة بدون طيار(درون)، بعد ساعات، في نهار اليوم التالي تدوي تفجيرات في منطقة الحبيبية، شرق بغداد، ذات الغالبية الشيعية لتقتل الابرياء من العراقيين، وقد يخرج علينا تنظيم داعش الارهابي ليعلن مسؤوليته عن هذا الحدث الاجرامي، انه موسم التفجيرات الذي تديره اجهزة دول الجوار.

وسواء كانت هذه الميليشيا مسؤولة عن قصف محيط مطار اربيل وبعشيقة في سهل نينوى، على مشارف تخوم اقليم كوردستان، او ذلك الفصيل المسلح الذي فجر منطقة الحبيبية، باعتبار ان داعش تنظيم ارهابي مسلح شأنه شأن الميلشيات الموالية لايران ، فان هدف طهران هو زعزعة امن واستقرار العراق من زاخو الى الفاو ليبقى نفوذها مسيطراً على مقادير البلاد والعباد.

ياتي ذلك في وقت أعلن فيه عن تشكيل فصيل مسلح شيعي جديد، أطلق على نفسه "كتيبة السابقون" تبنيه "مقاومة الأميركان" وإخراج القوات من كل بلدان المنطقة، حسب ما نشرته"رووداو" على شبكتها الاخبارية.

"كتيبة السابقون" ذكرت في وثيقة اعلانها، أن "شرطنا الأساسي هو خروج الاحتلال من كل المنطقة وسوف نستهدف قواعدهم في جميع بلاد المسلمين".

وأبدى الفصيل المسلح رفضه الحوار الستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، عاداً نفسه "جزءاً لا يتجزأ من محور المقاومة الاسلامية الشيعية ضد المحور السعودي الأميركي".

الفصائل (الميلشيات) المسلحة الخارجة عن القانون تتكاثر في العراق على مرأى من الاجهزة الامنية وعلمها، والمعروف ان ايران تقف وراء تشكيل هذه الفصائل وتسليحها وتمويلها، وهذا ما يؤكده حادث قصف محيط مطار اربيل بواسطة طائرة بدون طيار، وهذه امكانيات دولة وليست مجرد ميلشيا عادية.

كانت وسائل اعلام ايرانية قد بثت، قبل يوم من قصف محيط مطار اربيل، خبرا كاذبا عن هجوم على مكتب او مقر للمخابرات الاسرائيلية في اربيل، وقد كذبت ونفت حكومة الاقليم هذا الخبر المفبرك والرخيص، هذا الخبر الذي مهد لقصف قاعدة لقوات التحالف الدولي في عاصمة اقليم كوردستان، والحدث يتناسب مع الاهداف المعلنة لفصيل "كتيبة السابقون" لاخراج القوات الاميركية.

ايران تحرك اذرعها في المنطقة كنوع من الرد على قصف مفاعل نطنز النووي جنوب طهران حيث تعتقد طهران ان اسرائيل وراء الحادث، لكن ردها جاء بتوجيه الميلشيات الحوثية، الموالية لطهران، في اليمن لقصف مواقع داخل المملكة العربية السعودية، قبل ان توجه ميلشياتها في العراق بقصف محيط مطار اربيل.

وحسب مزاعم الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين أن طائرات "إف-16" إسرائيلية دمرت "معمل تخصيب اليورانيوم الأكبر في إيران"، فيما سخر منه إعلامي إيراني شهير ودعاه إلى إطلاق "كذبة يستوعبها العقل".
وزعم كوهين أن "إسرائيل استخدمت طائرات "إف-16".

وكتب كوهين عبر "تويتر" مساء الأربعاء قبل إعلان طهران عن وقوع حادث بإحدى الوحدات قيد الإنشاء في مفاعل نطنز النووي جنوب طهران "خاص وحصري من مصادر استخبارية غربية: إسرائيل قصفت معمل تخصيب اليورانيوم الأكبر في إيران، ودمرته، وحالات تسمم إشعاعي وإجلاء للسكان من موقع الضربة وتعتيم شامل، وإيران استنجدت بخبراء روس للتعامل مع التلوث الإشعاعي".

طهران كانت قد توعدت اسرائيل بالرد عليها في الوقت والطريقة التي تختارها، ويبدو انها اخطأت الاتجاهات وضيعت الخرائط بتوجيه صواريخها الى السعودية واقليم كوردستان والانتقام من قوات التحالف ومن يؤيدها في المنطقة، حسب وثيقة الاعلان عن تشكيل (كتيبة السابقون) والتي أعلن فيها أن "الامارات والصهيونية والسعودية الحليفة للكيان الصهيوني جميعهم في خانة واحدة مع المحتل الأميركي وجميعهم تحت نيران المقاومين". وكان الأجدر بايران ان تصفي حساباتها مباشرة مع الجهة التي تعتقدها مسؤولة عن تفجير مفاعلها النووي وتوجه صواريخها نحوها، ان استطاعت، وليس بقصف مناطق مدنية آمنة لاستعراض عضلاتها الوهمية.




روداو
Top