حرب تحرير العراق
١- أخطاء صدام حسين:
جاء صدام الدكتاتور مع البكر بقطار إنكلوامريكي، كان صدام نائبا لكن كان يحاول الاستيلاء على السلطة والعراق كله ولهذا قام بإعداد خطة جهنمية لذلك قتل العشرات من قيادة البعث والمئات من كوادر البعث من الذين لا يوافقون رأيه أو يشك في ولائهم له شخصياً وخاصة إعدامات قاعة الخلد في تموز ١٩٧٩ بعد أن أصبح رئيساً لجمهورية العراق بدون محاكمات.
- اغتيال وزير الدفاع عدنان خير الله وهو ابن خاله، وصدام كامل وحسين كامل أبناء عمومته وأزواج بناته وإعدام قيادات أمنية وعسكرية أخرى كثيرين.
- مشاكله مع زوجته ساجدة طلفاح وابنه عدي صدام.
- حربه ضد كوردستان من الاعتقالات والتهجير القسري وتغيير القومية والقتل والزج في السجون والحصار الاقتصادي وصولاً إلى استعمال الأسلحة المحرمة دولياً وعمليات أنفال الكورد الفيليين والبارزانيين وتغييب ١٨٢٠٠٠ في عمليات الأنفال الكبرى وقصف حلبجة بالكيمياوي الذي راح ضحيته ٥ آلاف شهيد و١٢ ألف جريح والحصار الاقتصادي.
- حربه ضد الشيعة من قتل وتهجير واعتقالات وتجفيف الأهوار وقتل رموزهم.
- حربه مع إيران وتداعياتها المخيفة.
- حربه مع الكويت ومعاداة العالم وإثارة غضب أمريكا والقوى الكبرى والمجتمع الدولي. ٣٥ سنة من الديكتاتورية والحروب الداخلية والخارجية ومعاداة مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان أدت إلى مشاكل أمنية واقتصادية واجتماعية هائلة جعل مكونات الشعب العراقي يتعاونون مع الشيطان لمحاربة صدام وإسقاط نظامه الدموي، مع كل ذلك صدام لم يستمع الى نصائح أصدقائه ولم يعتزل ولم يسلم السلطة، وهذا أدى إلى تشكيل تحالف سياسي وعسكري دولي أبادوا العراق في مرحلتين ١٩٩١ و٢٠٠٣ وأسقطوا النظام وعاقبوا أركان النظام من المجرمين.
٢- أخطاء أمريكا
كانت لأمريكا خطط سياسية وعسكرية محكمة لتشكيل تحالف دولي ضد صدام ونسج شبكة علاقات قوية مع المعارضة العراقية وتأمين دعم إعلامي كبير، وحسب الخطط المعدة استطاعت أمريكا وحلفاؤها أسقاط النظام، لكن لم تكن لدى أمريكا خطط لما بعد إسقاط النظام ولم يفكروا بأمر إدارة العراق.
كانوا فقط يفكرون بالنفط وأسلحة الدمار الشامل، ولهذا سيطروا على وزارة النفط وتمعنوا في أرشيفها تاركين الأمور الأخرى، تاركين الحدود مفتوحة، ودخل عبرها آلاف الإرهابيين وحلوّا الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي بدون تشكيل بديل مناسب وأتو ببريمر الذي ما كان يملك معلومات وافية عن المنطقة وتاريخ العراق ومكونات العراق وقضية كوردستان وخصوصيتها، وطرحت أمريكا نفسه محتلةً حسب قرار الأمم المتحدة رقم ١٤٨٣ بدل أن تكون محررة مثلما كان العالم يتصور، واصبح بريمر حاكماً مطلقاً على العراق ولم يسلم السلطة للعراقيين، ولم يصغ إلى ساسة العراق وخاصة المعارضة التي كانت صديقة لأمريكا سابقاً.
- الانسحاب من العراق في عهد أوباما مما أدى الى سيطرة إيران على كل مفاصل السلطة في العراق.
٣- أخطاء الشيعة
- الأحزاب الشيعية لجأت إلى الانتقام وقتلت أعداداً كبيرةً من الضباط والقادة العسكريين والأمنيين والحزبيين وعدداً من العلماء والأساتذة مما جعل الكثير من أصحاب الكفاءات يهربون للخارج.
- دخلوا في حرب طائفية مع السنة وقتلوا الكثيرين على الهوية وشقّوا الجبهة الداخلية.
- فرضوا الأغلبية الشيعية في الحكم وسيطروا على جميع المفاصل الحساسة في الدولة وسيطروا على الداخلية والخارجية والدفاع والمالية والنفط، الخ، وقاموا بزج أفرادهم في تلك المؤسسات خاصة وبدأوا بالعبث بالمال العام والفساد وبيع وشراء الذمم والمناصب.
- شقّوا صفوف السنة وفرّقوهم وحاولوا شق صفوف الكورد ونكثوا وعود بناء العراق الجديد على أساس الشراكة والتوافق والتوازن بين الكورد والسنة والشيعة.
- تقربوا من إيران على حساب أمريكا ودول الخليج والدول العربية السنية حتى وصل الأمر ببعضهم إلى محاربة الأمريكان على ساحة العراق خدمةً لإيران، وسلموا مفتاح العراق لإيران، بحيث اهدروا المليارات ولم يعمروا البنية التحتية ولم يهتموا بالصناعات واستوردوا كل شيء من تركيا وخاصة إيران وكسروا طوق الحصار الغربي على إيران أصبح البعض منهم يخدمون ايران اكثر من العراق بقراراتهم الولائية المذهبية.
- وقفوا بالضد من حقوق الكورد خاصة المادة ١٤٠ وجمّدوا الدستور ولم يهتموا بمواده غير التي هي من مصلحتهم وهمّشوا الكورد والسنة وتوجهوا نحو الأغلبية والمركزية وتدريجيا نحو الديكتاتورية.
٤- أخطاء الكورد
- الكورد أخطأوا في منح الثقة الزائدة للأمريكان والإنكليز في حل مشاكلهم في العراق الجديد، وكان من الأفضل المطالبة بالكونفدرالية بين الوسط والجنوب وكوردستان وإدراجها في الدستور والتصويت عليه أو الموافقة على الفيدرالية بشرط تشكيل فيدرالية الجنوب والوسط إضافةً إلى الحاق مناطق المادة ١٤٠ فوراً بكوردستان أو إجراء الاستفتاء في كركوك ومناطق المادة ١٤٠ قبل التصويت على الدستور الجديد.
- كان خطأً كبيراً الموافقة على هذا الكم الهائل من الصلاحيات في الدستور لرئيس الوزراء الذي كان متوقعاً أن يكون شيعياً، مقابل الصلاحيات القليلة والرمزية لرئيس الجمهورية المتوقع أن يكون كوردياً.
- الكورد أخطأوا في المواد التي تخص النفط والغاز والجنسية وصلاحيات المطارات والجمارك والموارد غير النفطية لم يعطوها الصفة القطعية لصالح حكومة الإقليم.
- المرحوم الطالباني أخطأ عندما وافق على مبدأ 32٪ في تقسيم رؤساء الدوائر في كركوك بين المكونات، لأن العرب والتركمان لحد الآن يطالبون بهذه النسبة للمدراء فقط وليس للموظفين والعاملين، مع أن الكورد هم الأغلبية في المدينة.
- بعض الأوقات كان رأي الكورد غير موحد في بغداد والمناطق المتنازع عليها ضمن المادة ١٤٠ تجاه بعض القضايا مثل سحب الثقة من رؤساء الوزارة ومشروع الحشد الشعبي والاستفتاء وقانون المحكمة الاتحادية، استفاد المكون الشيعي والسنّي من هذا الانقسام إلى الآن.
- الكورد أعطوا ثقة زائدة للشركاء السنة والشيعة في المعارضة قبل التحرير حول مبادئ العراق الجديد الديمقراطي الفدرالي التعددي الدستوري ومبادئ الشراكة والتوازن والتوافق، لكنهم مع الأسف استغلّوا هذه الثقة وتنصلوا شيئاً فشيئاً من تفاهمات مؤتمر لندن وصلاح الدين للمعارضة العراقية.
في كل هذه المواقف كان على الكورد إشراك الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والدول العظمى في عملية التفاوض والتفاهمات رسمياً وتوقيع مسودة الاتفاق النهائي رسمياً لئلا تتنصل الجماعات الشيعية والسنّية المتنفذة من وعودها كما حصلت مع الأسف لاحقاً.
٥- أخطاء السنّة
- عدد غير قليل من السنّة كانوا مستفيدين من نظام صدام الدموي بعكس الكورد والشيعة، ولهذا قسم منهم لم ينخرطوا في العملية السياسية إما حبّاً بالبعث أو خوفاً من رجوعه للحكم خاصة قبل المسك بصدام وقسم آخر غازل الأحزاب الإسلامية وبعضها أصبحوا معارضة وقسم منهم اتصلوا بالقاعدة والمتشددين وحاربوا أمريكا ورفضوا العملية السياسية في العراق بدايةً وبذلك سدّ الشيعة فراغهم في السلطة وخاصة في وزارتي الدفاع والداخلية.
- قسم كبير منهم وقف ضد الدستور والانتخابات، السنة انقسموا على أنفسهم وأصبحوا ضعفاء أمام الأكثرية الشيعية لحد الآن
- مواقفهم كانت ضد مصالح وحقوق الكورد وخاصة المادة ١٤٠.
- لم يكن لديهم رموز سياسية وطنية قوية موحدة بعكس الكورد والشيعة.
- لم يكن لديهم هدف واضح وكانوا غير متحدين لذلك همشتهم الأغلبية الشيعية المسيطرة المتنفذة.
- كانوا على خطأ عندما لم يطالبوا بفدرالية الوسط السني وتشكيل إقليم وحكومة وبرلمان وجيش خاص بهم مثل كوردستان.
- قسم من السنّة تقربوا للأحزاب الشيعية وأصبحوا موالين لإيران بسبب منافع شخصية وحزبية.
٦- أخطاء الدول العربية
الدول العربية وخاصة الخليجية منها أخطأت في البداية حينما تركت العراق لوحده وسهلت تدخل إيران في العراق وربطه بمصالحها السياسية والاقتصادية، وكذلك نقل حربها مع أمريكا إلى الساحة العراقية وجعل الساحة العراقية سوقاً جيداً لمنتجاتها وكسر الحصار الغربي عليه، وإضعاف السنّة وكسب البعض منهم ومحاربة السعودية من خلال جماعاتها في المنطقة وخاصة ميليشياتها في العراق، ومحاولات إيران تشييع العراق وتغيير ولاء الشيعة العراقيين لمراجع قم وطهران بدلاً من المرجعية العراقية في النجف وكربلاء.
هذا إضافة إلى خطأ أمريكا الفادح بالانسحاب من العراق وتسليمه على طبق من ذهب لداعش وإيران، وكذلك السياسة الخاطئة لأوباما وترامب في العراق والمنطقة، ألحقت أضراراً كبيرةً بالقوى الديمقراطية العلمانية في العراق والمنطقة وأدت إلى المزيد من العنجهية والغرور للإيرانيين وتكثيف محاولاتهم للتدخل في البلدان العربية وخاصة العراق ولبنان وسوريا واليمن ومعادات دول الخليج خاصة السعودية ونشر التشيع الفارسي التوسعي.
كوردستان24