مسعود بارزاني القمة العالية
عندما يحاول الاقزام التطاول على الكبار، يبدو منظر ظلالهم عند حافات أقدام العمالقة كاريكاتورياً ومضحكاً ويدعو الى السخرية أكثر مما يثير الاهتمام، هنا لا نشير الى الاقزام في طولهم، بل في تفكيرهم وضعف شخصيتهم ودرجة حقدهم وتنامي عقدهم النفسية وأرواحهم المريضة التي لا تجعل منهم أسوياء على الاطلاق.
الكبار يولدون كباراً وأقوياء، ذلك لان أصولهم مثل الجبال الراسخة، ونسلهم يتجذر عميقاً في أرض طيبة، وتربيتهم أصيلة ومباركة، فهم كبار في حبهم للآخرين وللأرض وفي أخلاقهم وإن كانوا متواضعين، وهم أقوياء بإيمانهم بالله وبمبادئهم وعقيدتهم وبشعبهم، يمشون على الارض ورؤوسهم عالية مثل قمم الجبال.
هكذا هو الزعيم مسعود بارزاني، القمة الناصعة والعالية، والشامخة، فعندما يتطاول عليه قزم قميء لا يُعرف أصله وفصله، حتى أنه يخجل من ذكر اسمه فيتستر وراء القاب ولائية لا تعني سوى تبعيته لسادته والاعلان عن عبوديته في محاولة لجلب الانتباه لوجوده البائس، يبدو الامر بالفعل مختلا ومضحكا ولا يستحق حتى الالتفاتة من زعيم كبير مثل بارزاني.
منذ متى وحجارة سائبة عند حافة الجبل تتطاول على القمة والصخور الصلبة العالية، وكيف لظل يعكس صورة قميئة ان يتحدى ضياء الشمس في وضح النهار، وهل صار ثعالب الليل يتخيلون انفسهم اسود الجبال لان لا قوة لهم سوى القتل والتخريب والنهب في زمن يعتقدون ان الباطل استفحل على الحق بقوة السلاح وابتزاز الضعفاء والفقراء من الناس، متناسين ان الحق شمسه وضاءة والباطل يسكن اعماق الظلام.
لا نريد هنا ان نستذكر تاريخ الزعيم مسعود بارزاني، نجل الزعيم الخالد ملا مصطفى بارزاني، سليل البطولة والنضال والمجد، القمة العالية، رمز الحق والتسامح، الاخ والرفيق والاب الذي يفتخر به الكورد وكل من استظل بفيئه من العراقيين وغير العراقيين، الشجرة الوارفة المعطاء والمضحي من اجل قضية شعبه باخلاص، فالعالم كله يعرف من هو بارزاني، ولا مجال لمقارنته او مقاربة سيرته بسواه على الاطلاق، اذ ليس هناك من يماثله او يملك صفاته النبيلة، لكننا نقول ان كل من يحاول، ولو مجرد محاولة، لان يتطاول على هذه القمة الشامخة فقد وضع نفسه في خانة البؤس والسخرية.
أمس طلع علينا زعيم ميليشيا منفلتة يتستر بلقب ولائي، لا نعرف اسمه ولا أصله، ليتطاول على الزعيم بارزاني مهددا شعب إقليم كوردستان بحرمانهم من حقوقهم الدستورية في الموازنة، وجاء الرد قوياً وحاسما من جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان، الذي اتهم ما يسمى بـ"الأمين العام لكتائب (سيد الشهداء) والمجاميع المماثلة، بالتسبب بالكوارث التي يعيشها الناس، مبيناً أن (الولائي) لا يملك أي سلطة على الموازنة".
جهاز مكافحة الإرهاب في الاقليم قال في بيان نشره على صفحته الرسمية، "انتم لا تمثلون العراق ولا تملكون أي منصب رسمي، انتم مجرد ارهابيون جبناء تدمرون البلد وأماكنه العامة ومطاراته المدنية بناء على طلب أسيادكم وتعتاشون على ما تتلقونه منهم"، وأضاف أنه "ليس من الغريب ان يعيش البلد بكوارث وتعيش الناس تحت خط الفقر وتبحث عن الغذاء في النفايات، وسط سيطرتكم على ميزانية العراق المالية".
واختتم الجهاز بيانه بالقول: "لقد حاولتم ان تجربوا حقدكم ضد الرئیس بارزاني منذ 16 اكتوبر لكنكم فشلتم".
ما يسمى بالأمين العام لكتائب "سيد الشهداء" ابو الاء الولائي، كان قد تطاول في رسالة إلى زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، واصفا إياه بـ"دكتاتورية بارزاني"، وقال في تدوينة على تويتر" اننا سنعمل جاهدين على منع تمرير قانون الموازنة".
نقول اذا كانت سياسة االزعيم مسعود بارزاني، حاشاه"دكتاتورية" حسب وصف الولائي، فنقول ما اروعها من دكتاتورية تلك التي حققت للكورد وبعد عقود من النضال الثوري، حياة كريمة واسست وعمرت اقليم كوردستان الذي يحتضن الكورد والعرب والتركمان من المسلمين والمسيحيين والصابئة والايزيديين والزارادشتيين والكاكائيين..اقليم يحلم اي عراقي ان يعيش فيه، ويفتخر كل عراقي منصف به وبانجازات قادته الحضارية.
اذا كانت (دكتاتورية) بارزاني انجزت كل ذلك، ووفرت حياة كريمة لشعب كوردستان، فماذا حققت"ديموقراطيتكم" وميلشياتكم واسلحتكم سوى الخراب والدمار للشعب العراقي. ان الولائي، غيره من الولائيين لسادتهم خارج العراق، الذين هددوا وما يزالوا يهددون اقليم كوردستان، بل وقصفوا عاصمته اربيل بالصواريخ، انما ينطلقون من احقادهم وامراضهم وحسدهم لما يتحقق في الاقليم من نجاحات وضعت اقليم كوردستان على واجهة العالم المتقدم، وليس لنا سوى ان نقول لهم"موتوا بغيضكم".