• Friday, 03 May 2024
logo

حدثان في تاريخ واحد

حدثان في تاريخ واحد
يونس حمد

من أهم إنجازات ثورة ايلول سبتمبر المجيدة توقيع اتفاقية 11 آذار التاريخية بين القيادة الكوردية بقيادة الخالد مصطفى بارزاني وحكومة بغداد في 11 آذار 1970. كان هذا يومًا تاريخيًا ليس فقط في كوردستان والعراق ، وانما في المنطقة باكملها أهمها حول وقف الحرب و بناء رؤية متكاملة لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم خاصة في كوردستان والعراق بشكل عام ، رغم الانسحاب التدريجي لحزب البعث من بنود الاتفاقية، لكن الذاكرة ستبقي يوم الاتفاق عيد يفتخر الشعب به أولا للخلاص من الدمار والحروب، ثانيا اعطاء دليل تاريخي للكورد وانتصار قضيتهم التاريخية. الحدث التاريخي الثاني في نفس اليوم الاثنين 11 اذار 1991 انتفض اهالي اربيل ضد حكم الديكتاتورية البعثية وخلال نصف يوم تم تحرير المدينة بكاملها من قبل المتظاهرين ومواطني أربيل العاصمة ، كانت تلك الانتفاضة رسالة واضحة للعالم الحر مفادها أن الشعب الكوردي لن يتنازل أبدًا عن حقه في العيش بحرية على أرضه التاريخية، هذا هو السبب في اندلاع الانتفاضة ضد الاستبداد البعثي العفلقي ، نعم كانت ايلول ثورة شعبية كبرى في التاريخ الكوردي المعاصر. قبل الانتفاضة بسنوات قليلة، شن النظام البعثي جميع أنواع حملات الإبادة الجماعية ضد الشعب الكوردي، لكن كان للشعب صوتًا قويًا خلال انتفاضة مارس التاريخية، تمثل هاتان المناسبتان نقطة تحول مهمة في تاريخ الشعوب المضطهدة لأنهم يحملون معاني الحرية والكرامة، ويتذكرون علامات الرجولة والفخر وأواصر الشجاعة والقوة التي تميز شعب كوردستان في الدفاع عن النفس في كل الأوقات والازمنة، ولأن هاتين المناسبتين عزيزتين على المواطنين في جميع الأوقات من أرض هذا البلد العظيم، الجميع حريص على الاحتفال بها كل على طريقته الخاصة، هذا اليوم "يوم الاتفاق التاريخي لشهر آذار ويوم تحرير أربيل العاصمة ، يعني الكثير بالنسبة للكوردستانين وما تعنيه هاتان المناسبتان الوطنيتان ، نأمل أن نخاطب جيل اليوم من الشباب الذين هم ركائز المستقبل والتغيير بان الثورات الكوردية لها دلالاتها الخاصة في توعية الانسان و كرامته. نعم ستبقى اتفاقية 11 آذار عام 1970 رمزا لثورة ايلول والتحرر ، تماما كما تحرير مدينة أربيل في نفس اليوم ، ولكن في تاريخ اخر الأيقونة لانتفاضة ربيع مارس 1991 ، ستظل هاتان المناسبتان وحدثان في يوم من تاريخ واحد يوما تاريخيا مجيدا للحاضر والمستقبل ، سوف نستمر في تخليد ذكراهما لعصور والأجيال القادمة على دروسها الرائعة ونتائجها في شرف وشجاعة وكرامة. نعم يومان في نفس التاريخ سيجعلان الشعب الكوردي دائما فخورا بتاريخه المشرف.






pdk
Top