• Friday, 03 May 2024
logo

كوردستان تنتصر مجددا

كوردستان تنتصر مجددا
زيدو باعدري


مما لاشك فيه إن حكومة اربيل تخوض معركة دفاعية مقدسة نيابة عن اكثر من 50 مليون كوردستاني منتشرين في الأجزاء الأربعة من كوردستان المقسومة وفي كثير من دول العالم.

لا غرابة فيما ذهبنا اليه من ثقة وتوكل لأن حكومة أربيل تترأسها قيادات بارزانية حكيمة وهم ورثوا تلك الحكمة والحنكة السياسية والميراث من أجدادهم الثوار المناضلين، وقراءة تأريخ القرنين الماضيين يثبت لنا ذلك ولأكثر من مرة، ولكن الملفت للنظر في هذه المرة هو حرب الدفاع عن ارض كوردستان ضد الدواعش المنظمة الاقوى شرا واكثرها ارهاباً في التأريخ المعاصر والتصدي لهم والانتصار المبين عليهم، فقد رأينا المسيحي النازح والمضطهد من البصرة إلى الموصل ومرورا ببغداد، قد أتخذوا من كوردستان ملجأ آمناً لهم منذو بدايات القرن المنصرم ولحد اليوم، ووثائق التاريخ المعاصر تثبت ذلك، ولا يعطي مجالا للنقاش أو الإنكار والشك، وما زيارة البابا التاريخية هذه إلا عرفان بالجميل الكوردستاني، وإن لهذه الزيارة الميمونة آفاق وأبعاد استراتيجية سوف تتبين نتائجها في المستقبل القريب والبعيد.

فجرائم داعش قد أخبرت العالم والمجتمع البشري بشقيه العلماني والديني، بأنه يجب على الجميع التوحد ضد ظاهرة الارهاب المتنامي الظاهرة الخطيرة على البشرية وانقاذ البشرية من هذا الخطر.

هنا نلاحظ الوضع الأمني المنفلت في بغداد ومعظم المدن العراقية بالأضافة الى الاضطهاد التي تتعرض اليه النساء والاقليات بشكل عام، وكذلك الحكومة العراقية الغير المستقرة، ولكن رغم ذلك فقد أصر البابا فرنسيس على أن يزور بغداد وهولير، طبعا وكما نعرف فإنه من غير الممكن زيارة أربيل (هولير) بدون زيارة بغداد، لذلك لجأ البابا إلى الدبلوماسية العالمية لإقناع بغداد بقبول أمر الزيارة، لأنه سبق ان تم رفض مثل هذه الزيارة من قبل بغداد بحجة (الحصار)، لكن في هذه المرة كان ذلك لأسباب سياسية، لهذا فقد رأينا بأن مراسيم الإستقبال كانت على انفراد من قبل رئيس الوزراء من جهة ومن قبل رئيس الجمهورية من جهة أخرى، وهكذا تم استقبال البابا في بغداد بشكل شبه خالي من المسيحيين والأقليات، وذلك لأن قتلهم تم ويتم في وضح النهار ومن دون حساب في شوارع بغداد ومدن اخری.

نشير هنا بأن مستشاري البابا قد عرضوا عليه زيارة النجف والمرجع الديني الشيعي علي السيستاني وذلك إدراكا منهم بأن العراق قد اصبح بلدا شيعياً وإلى الأبد وذهب البعض الی أنه ربما النجف اصبحت بدیلاً لمدينة قم الايرانية وانها تمثل اليوم كل المذهب الشيعي في العالم، هذا لا بد من ان نذكر ان البابا قد قام بزيارة الى الازهر (مصر) في ابريل 2007 لانها تعتبر رمز وممثلة السنة في العالم.

أما عن زيارة مدينة أور (الناصرية) التاريخية والتي تقع جنوب مدينة بغداد، فلها اكثر من دلالة ورواية وتفسير، وذلك لأن مدينة أور مدينة تعتبر مدينة تاريخية وفيها (الزقورة) الاثرية وخصصت لمناداة الرب الواحد في السماء، وكذلك بإعتبارها مكان ولادة ابراهيم الخليل جد كل الأنبياء، رغم أن هناك قول بوجود مكانه في مدينة أورفا (الرها) في كوردستان تركيا، أما عن زيارة الموصل فلأنها كانت طيلة 4 سنوات عاصمة للخلافة الداعشية وتم تدمير كل كنائسها ولم يبق لها حجر على حجر وتم طرد المسيحيين منها وخيروهم بين اعتناق الاسلام او طردهم من المدينة فذلك كان كفيلا بزيارته وردا قاسيا على خظاب الخليفة الداعشي:

[هدد خليفة الدواعش أبو بكر البغدادي من الموصل، أهالي روما، متوعداً بزحف المجاهدين إلى المدينة وفتحها، وإمتلاك أرضها بإذن الواحد الأحد، قائلاً: "سوف نحتل مدينتكم ونحطم صليبكم ونسبي نسائكم].

أما زيارته الى قرقوش (الحمدانية) القريبة من الموصل، والتي ما زال الكثير من سكانها يعيشون كنازحين في دهوك أو زاخو أو أربيل أو السليمانية ليحثهم على الرجوع الى ديارهم التأريخية والتمسك بأرض الاباء والاجداد، فقد كان البابا في حماية أمن كوردستان حسب مصادرنا الموثوقة، أما اختياره أربيل لزيارتها فيعود إلى وجود الأمن والأمان بين الأديان ووجود حكومة علمانیة فيها، وهذا وكما ذكرناه ناتج عن الميراث التسامحي الذي تم توارثه من قبل الأب الروحي للأمة الكوردية (البارزاني الخالد)، وكما هو معلوم فإن حقوق المسيحيين في كوردستان اكثر ضمانة منذ عهد السيد المسيح وميلاده.

لنكن واقعيين وبعيدا عن الثغرات الأخرى، أنا كاتب هذه السطور كبيشمركة كوردي أيزيدي اقول الحمد لـ (خودي) قد شاركت في تحرير قصبة تلسقف مرتين وباطنايا وبعشيقة والحمد للخالق (خودي) قد اشتركت شخصيا في رفع الصليب ووضعته في مكانه اللائق والمحترم، كما واشتركت في عملية بناء الكنائس المدمرة، لذلك واعتمادا على ما ذكرته فإنني ككوردي أيزيدي لي الحق في أن اعاتب الاخوة الذين نظموا زيارة البابا وحرموا شنكال الجريحة صاحبة أكثر من 80 مقبرة جماعية وبالأخص قرية كوجو الشهيدة من زيارة البابا او احدی كمبات الشنكالین الاكثر تضررا من داعش، هذا من جهة ومن جهة أخرى كيف تم تجاهل البابا لزيارة معبد لالش النوراني خميرة الدنيا، وخاصة أنه كان بين قرقوش ولالش النوراني بضع كليومترات لاأكثر؟

وهنا انا أرى ان تجاهل البابا واللجنة المنظمة لزيارته لنا كأيزيديين تعود لعدت اسباب من اهما:

1- هزالة الدبلوماسية الإيزيدية وضعفها والتشرذم والتشتت في الصف الصف الإيزيدي.

2-المنظمون لزيارة البابا الذين قد يكون لديهم اطلاع قليل على الايزيديين ومعاناتهم وتضحياتهم، يبدو انه لا علم لهم بأنه بسبب الابادة الايزيدية التي حصلت ودموع النائبة (فيان دخيل) كانت من الاسباب الرئيسية لاجتماع 63 دولة في العالم لمحاربة ذلك التنظيم الارهابي وتسريع انهاء وجوده، فهي كانت الشرارة الاولى لليقظة العالمية على خطر ذلك التنظيم.

كيفية أستقبال البابا والفرق الشاسع بين بغداد واربيل:

أما عن انتصار كوردستان الأخر فقد رأيناه في مظاهر الإستقبال بالورود والنرجس وأغصان الزيتون والملابس الشعبية وافساح المجال للصلاة الجماعية المفتوحة على الملأ وذلك بعكس سيوف بغداد البتارة التي تولد الخوف والرعب في عيون وقلوب الأطفال والنساء ونحن في عام (2021) ورأينا وحدة شرائح المجتمع الكوردستاني والشكل الحضاري الراقي.

هنا أكرر مرة أخرى وكما ذكرت عدة مرات، بأنه ليس للإيزيديين سوى عدالة الفكر البارزاني، فنتمنى من الأقطاب الإيزيدية أن لايحرموننا من هذه العدالة، حتما كان من الافضل لو أشترك وفد من المجلس الروحاني مع الدف والشباب المقدسين مع مجموعة صغيرة من شهود العصر على الظلم اللواتي تم تحريرهن بعد بيعهن في اسواق النخاسة في المدن العربية السنية اكثر من مرة، في استقبال البابا.

نداؤنا الأخير هو أن يراجع الأقطاب الإيزيدية انفسهم قبل أن نصبح جزء من الماضي وفي خبر كان ونكون أثرا بعد عين.









باسنيوز
Top