• Sunday, 22 December 2024
logo

عمار يا كوردستان

عمار يا كوردستان
يونس حمد - أوسلو

في العقود الأخيرة من القرن العشرين ، تعرضت كوردستان من جهة للتدمير والإهمال من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة ، ومن جهة أخرى كانت هناك إجراءات تعسفية وإبادة جماعية ضدها. في ثمانينيات القرن الماضي كانت فترة بائسة للشعب الكوردي الذي تعرض لهجمات شرسة من قبل النظام الحاكم في ذلك الوقت ، واستُخدمت كل الأدوات والطاقات في الإبادة الجماعية التي بدأت بالتهجير القسري وعمليات الأنفال واستخدام الأسلحة المحظورة دولياً كانت تلك فترة عصيبة لا يحسدون عليها. استغل الشعب الكوردي فرصته التاريخية من خلال احتلال الجيش العراقي للكويت عام 1990 ، وسيطر الشعب على الجهاز القمعي في مدن كوردستان ، بما في ذلك فيلقان من الجيش العراقي ، وبعد ذلك شكلوا حكومة إقليم كوردستان. منذ البداية كانت الظروف الاقتصادية والداخلية صعبة بعض الشيء بسبب تراكمات السياسات السابقة التي خلفها النظام العراقي ، بعد كل هذه الظروف الاقتصادية والحرب السيئة ، ولكن سرعان ما عادت الأمور خطوة بخطوة حتى سقوط النظام عام 2003 ،هنا جاءت مرحلة إعادة الإعمار والتنمية ، ووفقاً لخطة تعبئة القوى العاملة نفذت الحكومة سياسات لتعزيز التموضع الاستراتيجي للقوى العاملة لإعادة البناء والنمو ، فقد شهدت كوردستان إعادة إعمار ونمو اقتصادي شبيه بالمعجزة ، حيث يبني الاعمار ورصف وتبليط الشوارع ويبني المدن والقرى الحديثة في اربيل العاصمة والمدن الاخرى ، والاهتمام بقطاع السياحة وللسياحة دور أساسي في إنعاش الاقتصاد الوطني ، فقد جاء هذا التطور كنتيجة حتمية ومتوقعة للرعاية الكبيرة التي أولتها المنطقة لهذا القطاع الحيوي من خلال ما تقدمه من مراكز سياحية في عدة مناطق ، خاصة المناطق الجبلية والخلابة ، وإنشاء وتطوير العديد من المدن والسياحة والفنادق في مختلف المناطق وتزويدها بكافة الخدمات والتسهيلات ، حيث كان للتنمية العمرانية في مدن إقليم كوردستان نصيب الأسد من اهتمامات حكومة الإقليم ، حيث شهدت اهتمامًا كبيرة بقطاعات الترميم وتشييد البنية التحتية في هذه المنطقة ، حيث يشيد ويمتدحها من يزور المدن الكوردية، على الرغم من تقليص او قطع ميزانية ورواتب الموظفين من قبل حكومة بغداد منذ عام 2014 ، لكن حكومة كوردستان لم تقف مكتوفة الأيدي أمام إعادة الإعمار والنمو ، نعم هناك الكثير من الاخطاء والسلبيات قد تكثر ولكن مع هذا وتزايد مصلحتها مع مرور الوقت وخاصة في مجال التنمية والنمو وهذا يدل على اهتمام أربيل بكل جوانب الحياة للمواطنين ، لهذا دائما نقول عمار يا كوردستان .
Top