PKK بارع في صناعة كل ما يسيء إلى القضية الكوردية
منذ أن تأسس هذا التنظيم وكفرع تابع ومؤصل في حزب العمال الكوردستاني PKK من الطبيعي أن تكون أسسه قد ارتكزت على قاعدة أنه التنظيم السياسي الأوحد ، هذه القاعدة التي بنيت - أيضا - على أرضية التصدي لكل القوى السياسية الفاعلة كانت منذ عقود وأيضا مواجهة القوى المتشكلة حديثا .
وعليه فقد كان ارتهان هذه المنظومة مبنية على تأجيج التوتير والتناقضات في البيئة السياسية الكوردية وداخل المجتمع الكوردي ومن ثم التأسيس لمرحلة الإرتهان على التناقضات خاصة بعد انقلاب إفرين العسكري والتي برزت وتبرز من خلال علاقاته مع المتناقضين بزعم الإستفادة من تلك المتناقضات مثل النظام السوري والعراقي والإيراني ، في حين ان كل دولة استخدمتها لمصالحها.
وهي وللآن هي ذات العقلية التي تتمظهر بشكل او بآخر من خلال حقيقة كون المنطقة بؤرة صراع بينية، وأيضا في الاطر العالمية ، ورأينا ما آلت إليه الظروف في استيلاد هذه المنظومة وفي كل بقعة كردستانية بلواحق أشبه ماتكون بالنظم الراديكالية الشيوعية او القومية منها كالبعث وايضا حتى نمطية الإيديولوجية المذهبية كما النظام الإيراني من حيث التمدد وايجاد الصيغة شبه الطائفية كالقيادة القومية أو المجالس والتنظيمات الشيعية الرديف كأحزاب الله وما شابه.
بتصوري أن الرهان على المتناقضات وبالتالي الإرتكاز على ما يطيل أمد البقاء لا أمد بناء افق يؤسس لحالة تفاهمية بينية ، فهذا التنظيم كما أسلفت هو في أسسه تنظيم مركزي عقائدي ، لا يرى سوى في قائده و ايديولوجيته الحل ، وكل من لايمر من تحت سقف قائده وقناعاته فهو ليس فقط لا يستحق العمل السياسي ! بل لا يستاهل الحياة ، ومن هنا فأن كل توجهاته العملية ونقاشاته أراه شخصيا نوع من السفسطة ونوع من إطالة الأمد ارتهانا من جديد على آفاق لربما ستتغير، وهذا ما لمسناه خلال مرحلة الانتخابات الأمريكية وعملية انتقال السلطة فيها .
وكان ظاهرا للعيان الممارسات التي قامت بها الأيادي العميقة في هذا التنظيم والتي استكمل عليها آلدار خليل في تصريحاته الأخيرة وكعصي وضعها مسبقا في عجلة الحوار الكوردي - الكوردي ، هذا الحوار الذي لولا ضغط المخلصين وايضا رباطة جأش وصبر المجلس الوطني الكوردي لكانت قد نسفت حتى قبل نهاية ٢٠٢٠ من جهة والنقطة الأخرى هي ذات النمط المتتالي في عقلية هذه المنظومة فهي تؤزم جدا وتثق دائما بأن حلقات النقاش يجب أن تمط وتطول وهي ترتهن على المتغيرات التي - ربما - تحدث .
ومن هنا وبصراحة فأن كل المؤشرات تؤكد على منحى لأداة ضغط ستفرضه أمريكا بقوة، لأن هؤلاء يدركون بأن أمريكا ولمجرد أن توقف دعمها اللوجستي فانهم سيصبحون مثل كل التنظيمات التي كانت ممتدة على الخارطة السورية بدءا من درعا حتى حلب وغيرها ، وبالتالي فانهم سيكون على مرمى أعداء كثيرين خلقوهم بيننا وفي المحيط ، ولهذا فلطالما هناك مجال لهم للمناورة وأيضا الخناجر المخفية المهيأة دائما لضرب أية إطار أو أية مرحلة التفاوضية بنجاح يبرز بعضهم سواء على شاكلة جوانين شورشگير ، أو حتى على الأيادي العميقة من كادرو والجهاز الأمني العميق التابعة لقنديل ويدها الضاربة حتى في عمق PYD بالذات والتي بتنفيسة واحدة قد تجرد أي كان من مهامه أو لربما وهذه استبعدها لمدى بتصوري تعمق PKK داخل الأطر القيادية التي اختاروها بعد أن أمرروها بتجارب عميقة والمتحكمة لازالت حتى وهم في مراكزهم القيادية .
لازالت يد قنديل هي التي تؤشر والتي لربما تؤكد، وهذه ستكون مرهونة بمدى تحقق النية الجدية عند أمريكا وتشكيلها لتحالف دولي قد تكون إيران في المرمى الرئيسي لهذا التحالف وبالتالي فكل التوجهات الملحقة بها التي تديرها بعمق اليد الإيرانية الغميقة ، لربما تبدأ قليلا او تحاول التفكك أو الخلاص منها، لا أفق صريح وسياسي واضح بالرغم مما ينشره مظلوم عبدي من تويترات وجمل رنانة، وايضا ما يبديه المجلس الوطني الكوردي من دور إيجابي ولكن كل المؤشرات لاتزال تتحوط لتؤكد بأن عقلية التشارك وعقلية الإقرار بوجود الآخر ملغية في ذهنية هذه المنظومة ، وأن هذه المنظومة كما اسلفنا لا تختلف عن كل الأحزاب الراديكالية كالبعث يرون في قناعاتهم القيمة المطلقة وما على الآخرين سوى القبول ببعض من الإمتيازات لا اكثر ولا اقل .
أما حول امكانية خروج PKK من إقليم كوردستان وغربي كوردستان فهي من المستحيلات أن تخرج بإرادتها كما وإرادة كل من سهل لها الوصول الى مواقعها هناك تاركة ورائها مساحة جغرافية واسعة ومحصنة وخزان بشري كبير إضافة الى شرعية نسبية كانت ستكتسبها كونها كانت ستقاوم ومن على أرضها دفاعا عن شعبها ولكنها للأسف رهنت بزخمها وإمكاناتها وجعلت من تنظيمها مجرد أداة تتقاذفها مصالح عدة دول ، ولتنعكس تركها لساحتها الرئيسية وبشكل سلبي على مجمل أوضاع كوردستان تركيا فتتقدم فيها سياسة التتريك على قدم وساق وتفريغ وتهجير السكان الكورد إن الى الداخل أو أوروبا وبناء مشاريع وسدود تستهدف المس بالبنى التاريخية والاثرية لشعب كوردستان .
وباختصار : إن هذا الحزب بعطالته بارع في صناعة كل ما يسيء ويشوه القضية الكوردية والمبدع فيه أكثر : هو صناعة الكراهية وسياسة الفرقة والتقاتل وبامتياز
باسنيوز