بطولات البيشمركة..حقيقة لا يحجبها غربال
أحداث احتلال تنظيم داعش لمدينة الموصل في حزيران 2014 ليست بعيدة، وغالبيتنا، أن لم أقل جميعنا نتذكر تفاصيلها المؤلمة والمخجلة في ذات الوقت، حيث استطاع هذا التنظيم من السيطرة على مساحات شاسعة من أراضي العراق بعد ان استولى على أسلحة ومعدات متطورة تابعة للقوات المسلحة العراقية، فيما كان القائد العام للقوات المسلحة ينعم بنوم عميق بعد أن أصدر أوامره للجيش العراقي بالانسحاب.
في بداية هذه الأحداث كمن قد وصلت من لندن الى أربيل، لأغطي صحافياً التفاصيل المؤلمة ونشر الحقائق بمصداقية عالية، وحسب تجربتي الصحفية والشخصية فان القيادة الكوردية، وأعني البارزانية والحزب الديمقراطي الكوردستاني خاصة، هم أكثر مصداقية من سواهم من السياسيين العراقيين، ويقولون عادة ما عليهم وما لهم.
وقتذاك لم أستطع مقابلة أي مسؤول عراقي في بغداد للحديث عن ملابسات احتلال داعش للموصل بهذه السهولة، وكان الجميع يتهرب من الرد على هذا السؤال الذي تكمن حقيقته في مكتب القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي، حيث باءت محاولاتي في الوصول إلى أي مسؤول هناك بالفشل، لكنني مقابل ذلك وفقت في إجراء أحاديث صريحة مع كبار المسؤولين في قيادة إقليم كوردستان، وبالذات مع مكتب رئاسة الإقليم، كان الزعيم مسعود بارزاني رئيساً للإقليم، كما أجريت حواراً مطولاً مع رئيس وزراء الإقليم، آنذاك، نيجيرفان بارزاني، والأكثر من هذا وذاك زرت بعض المواقع خارج أربيل والقريبة من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي.
المسؤولون الكورد أوضحوا الصورة كاملة وبالوثائق عن تداعيات احتلال الموصل من قبل التنظيم الإرهابي، فالرئيس مسعود بارزاني كان قد حذر القيادة ببغداد، وأعني رئيس الوزراء آنذاك وقبل أكثر من ستة أشهر من تحركات خلايات تنظيم داعش في الموصل وعرض عليه الوثائق والأدلة التي تؤكد ذلك، لكن القيادة ببغداد لم تلتفت لهذه التحذيرات، وعندما كانت أربيل على حافة مدى مدفعية أو صواريخ مقاتلي داعش، كان الرئيس بارزاني يصدر أوامره إلى مقاتلي البيشمركة ويشحذ هممهم لمواجهة هذا التنظيم الاجرامي، بينما كان رئيس حكومة الإقليم منشغلاً بإبعاد الإقليم عن نار الحرب والحفاظ على حياة الناس وإبقاء مدن الإقليم مستقرة أمنياً ومعيشياً، إلى جانب جهوده الكبيرة في إدامة علاقاته الدولية للحصول على الدعم الدولي وخاصة الأسلحة لمواجهة خطر تنظيم داعش الإرهابي.
في جبهات المواجهة، والمواقع التي زرتها وقتذاك، كانت تزدحم بمقاتلي البيشمركة، البيشمركة وحدهم ولم تكن هناك أية قوات معهم أو إلى جانبهم تدعمهم أو تقاتل معهم، وقد برهنت ذلك التقارير الإخبارية المصورة الدولية والمحلية، هذه التقارير التي أظهرت ولأكثر من مرة زيارات ومتابعات الرئيس مسعود بارزاني لمقاتليه في ميادين القتال حيث كان يشرف بنفسه على خطط المواجهة مستعيداً سنوات قتاله مع رفاقه في الجبل دفاعاً عن حقوق شعبه، وقد ضحت هذه القوات، البيشمركة، بخيرة شبابها من ضباط ومقاتلين دفاعاً عن أرضها وشعبها.
لم نقرأ أو نرى أو نسمع وقتذاك عن قوات أو متطوعين أو دعم من قبل أية جهة غير قوات البيشمركة، وإن قدمت قوات التحالف الدولي لاحقاً دعمها عندما اشتد خطر تنظيم داعش واتسع، لكن رأس الحربة في هذه المواجهة كانت قوات البيشمركة فقط، ودمائهم الزكية التي سالت على أرض المعارك خير شاهد على ذلك. ومن باب الاستغراب أن تشيع بعض الجهات من هنا وهناك بانها هي من دافعت عن اقليم كوردستان ضد تنظيم داعش الارهابي وهي من حمت ارض الاقليم وشعبه، وإن كانت بعض الجهات التي أرادت أن يكون لها دور دعائي في هذه الملحمة فقد جاءت متأخرة للغاية لأغراض إعلامية وسياسية فقط.
لهذا من حق الرئيس مسعود بارزاني، أن يؤكد اليوم بقوله "على الأطراف كافة أن تعلم أن من حمى كوردستان من تهديد داعش هم قوات البيشمركة".
الرئيس بارزاني أوضح في بيان، نشرته شبكة رووداو الإعلامية أمس، أنه "ومنذ أيام تتحدث أوساط إعلامية وسياسية عن حرب داعش. هناك حقيقة لا يمكن إغفالها وهي أن داعش ظاهرة معادية للإنسانية، والحرب على داعش ليست سهلة فهناك جبهة واسعة متعددة الأوجه، ولا تستطيع جهة لوحدها أن تهزم داعش".
ويأتي تأكيد الرئيس بارزاني بمثابة شهادة ووثيقة تاريخية عندما قال "مع ذلك يجب أن تعرف الأطراف كافة أن الذي واجه داعش على أرض الواقع وحمى بدمه وتضحياته كوردستان من تهديدات داعش كان قوات بيشمركة كوردستان. لا يستطيع أحد أن يطمس حقيقة أن أسطورة داعش تحطمت على يد أبناء شعب كوردستان الأبطال". أن ما ذهب إليه الرئيس مسعود بارزاني هو عين الحقيقة وله الحق أن يفتخر ببطولات قوات البيشمركة، فهذه حقيقة واضحة وضوح الشمس التي لا يحجب شعاعها أي غربال.، حيث استطاع هذا التنظيم من السيطرة على مساحات شاسعة من أراضي العراق بعد ان استولى على أسلحة ومعدات متطورة تابعة للقوات المسلحة العراقية، فيما كان القائد العام للقوات المسلحة ينعم بنوم عميق بعد أن أصدر أوامره للجيش العراقي بالانسحاب.
في بداية هذه الأحداث كمن قد وصلت من لندن الى أربيل، لأغطي صحافياً التفاصيل المؤلمة ونشر الحقائق بمصداقية عالية، وحسب تجربتي الصحفية والشخصية فان القيادة الكوردية، وأعني البارزانية والحزب الديمقراطي الكوردستاني خاصة، هم أكثر مصداقية من سواهم من السياسيين العراقيين، ويقولون عادة ما عليهم وما لهم.
وقتذاك لم أستطع مقابلة أي مسؤول عراقي في بغداد للحديث عن ملابسات احتلال داعش للموصل بهذه السهولة، وكان الجميع يتهرب من الرد على هذا السؤال الذي تكمن حقيقته في مكتب القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي، حيث باءت محاولاتي في الوصول إلى أي مسؤول هناك بالفشل، لكنني مقابل ذلك وفقت في إجراء أحاديث صريحة مع كبار المسؤولين في قيادة إقليم كوردستان، وبالذات مع مكتب رئاسة الإقليم، كان الزعيم مسعود بارزاني رئيساً للإقليم، كما أجريت حواراً مطولاً مع رئيس وزراء الإقليم، آنذاك، نيجيرفان بارزاني، والأكثر من هذا وذاك زرت بعض المواقع خارج أربيل والقريبة من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي.
المسؤولون الكورد أوضحوا الصورة كاملة وبالوثائق عن تداعيات احتلال الموصل من قبل التنظيم الإرهابي، فالرئيس مسعود بارزاني كان قد حذر القيادة ببغداد، وأعني رئيس الوزراء آنذاك وقبل أكثر من ستة أشهر من تحركات خلايات تنظيم داعش في الموصل وعرض عليه الوثائق والأدلة التي تؤكد ذلك، لكن القيادة ببغداد لم تلتفت لهذه التحذيرات، وعندما كانت أربيل على حافة مدى مدفعية أو صواريخ مقاتلي داعش، كان الرئيس بارزاني يصدر أوامره إلى مقاتلي البيشمركة ويشحذ هممهم لمواجهة هذا التنظيم الاجرامي، بينما كان رئيس حكومة الإقليم منشغلاً بإبعاد الإقليم عن نار الحرب والحفاظ على حياة الناس وإبقاء مدن الإقليم مستقرة أمنياً ومعيشياً، إلى جانب جهوده الكبيرة في إدامة علاقاته الدولية للحصول على الدعم الدولي وخاصة الأسلحة لمواجهة خطر تنظيم داعش الإرهابي.
في جبهات المواجهة، والمواقع التي زرتها وقتذاك، كانت تزدحم بمقاتلي البيشمركة، البيشمركة وحدهم ولم تكن هناك أية قوات معهم أو إلى جانبهم تدعمهم أو تقاتل معهم، وقد برهنت ذلك التقارير الإخبارية المصورة الدولية والمحلية، هذه التقارير التي أظهرت ولأكثر من مرة زيارات ومتابعات الرئيس مسعود بارزاني لمقاتليه في ميادين القتال حيث كان يشرف بنفسه على خطط المواجهة مستعيداً سنوات قتاله مع رفاقه في الجبل دفاعاً عن حقوق شعبه، وقد ضحت هذه القوات، البيشمركة، بخيرة شبابها من ضباط ومقاتلين دفاعاً عن أرضها وشعبها.
لم نقرأ أو نرى أو نسمع وقتذاك عن قوات أو متطوعين أو دعم من قبل أية جهة غير قوات البيشمركة، وإن قدمت قوات التحالف الدولي لاحقاً دعمها عندما اشتد خطر تنظيم داعش واتسع، لكن رأس الحربة في هذه المواجهة كانت قوات البيشمركة فقط، ودمائهم الزكية التي سالت على أرض المعارك خير شاهد على ذلك. ومن باب الاستغراب أن تشيع بعض الجهات من هنا وهناك بانها هي من دافعت عن اقليم كوردستان ضد تنظيم داعش الارهابي وهي من حمت ارض الاقليم وشعبه، وإن كانت بعض الجهات التي أرادت أن يكون لها دور دعائي في هذه الملحمة فقد جاءت متأخرة للغاية لأغراض إعلامية وسياسية فقط.
لهذا من حق الرئيس مسعود بارزاني، أن يؤكد اليوم بقوله "على الأطراف كافة أن تعلم أن من حمى كوردستان من تهديد داعش هم قوات البيشمركة".
الرئيس بارزاني أوضح في بيان، نشرته شبكة رووداو الإعلامية، أنه "ومنذ أيام تتحدث أوساط إعلامية وسياسية عن حرب داعش. هناك حقيقة لا يمكن إغفالها وهي أن داعش ظاهرة معادية للإنسانية، والحرب على داعش ليست سهلة فهناك جبهة واسعة متعددة الأوجه، ولا تستطيع جهة لوحدها أن تهزم داعش".
ويأتي تأكيد الرئيس بارزاني بمثابة شهادة ووثيقة تاريخية عندما قال "مع ذلك يجب أن تعرف الأطراف كافة أن الذي واجه داعش على أرض الواقع وحمى بدمه وتضحياته كوردستان من تهديدات داعش كان قوات بيشمركة كوردستان. لا يستطيع أحد أن يطمس حقيقة أن أسطورة داعش تحطمت على يد أبناء شعب كوردستان الأبطال". أن ما ذهب إليه الرئيس مسعود بارزاني هو عين الحقيقة وله الحق أن يفتخر ببطولات قوات البيشمركة، فهذه حقيقة واضحة وضوح الشمس التي لا يحجب شعاعها أي غربال.