• Sunday, 22 December 2024
logo

البارزاني قدر الامة الكوردية

 البارزاني قدر الامة الكوردية
مظفر مزوري

هكذا وصف المفكر الكوردي مسعود محمد مؤسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني الملا مصطفى بارزاني والذي وضع أسس الفكر السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ اكثر من 70 عاماً، هذا الفكر الذي يعنونه السيد فاضل ميراني سكرتيرالمكتب السياسي للحزب بالاختلاف والبناء في كتابه الذي يتناول فكر الحزب الكوردي منذ نشوئه والمحطات الكبرى التي مر فيها ضمن مسيرة كفاحه في العراق من أجل الحفاظ على الهوية الكوردية، فالسيد فاضل ميراني انتمى الى صفوف الحزب منذ عام 1966 وتدرج في المراتب الحزبية حتى وصل الى منصب سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني.

سنتجول بين صفحات هذا الكتاب الذي يتميز عن كافة الدراسات التي تناولت الحزب باطاره التأريخي، أما هذا الكتاب فيتناول الحزب باطاره الفكري، فيبدأ الكتاب بتعريف الحزب على أنه حزب وطني شعبي قومي ويعد من أقدم الأحزاب الكوردية التنظيمية، تأسس في 16 آب 1946 ويتخذ من الديمقراطية منهجاً والليبرالية فلسفة تؤمن بالمساواة والحرية، ويؤمن الحزب بحقوق الانسان وحق تقرير المصير للشعب الكوردي وكافة الشعوب، ويستلهم قيمه ومبادئه من تجاربه الماضية ومن الإرث الوطني للبارزاني الخالد الملا مصطفى، أما راية الحزب ودلالات ألوانها فهما اللونان الاصفر والأحمر، فاللون الأصفر يرمز الى ضوء الشمس التي تعني الحياة والطاقة والحكمة أيضاً، وقد وصفه الله تعالى بأنه (يسرّ الناظرين)، ويتخلل اللون الأصفر دائرة باللون الأحمر الذي يرمز الى الحيوية والسمو وهنا في راية الحزب يرمز الى دماء الشهداء

أفكار الحزب تنطلق من المبادئ التي عبّر عنها منذ تأسيسه والتي ضمنت نجاحه على المستويين التنظيمي والفكري إذ تركزت فلسفة الحزب على الديمقراطية منهجاً وبناءً وحرص الحزب منذ نشأته على عدم الوقوع في أسر الافكار الجامدة وركز على الأسس التقدمية التي يمكن من خلالها تبني نتاج المتغيرات الحديثة اليوم لان الحزب لم يقف عن الماضي بل أن الماضي والحاضر كوّنا إنطلاقته نحو المستقبل، ويؤكد فكرالحزب على أنه جزء من الحركة الإنسانية في نضالها ضد الظلم والتعسف ويطالب بحق المصير للشعب الكوردي والشعوب المظلومة بشكل عام، ويعتمد على العدالة والأخوّة الانسانية بين مختلف الأديان والقوميات التي تعيش على أرض كوردستان، ويتميز ببعده الاجتماعي الذي استطاع استقطاب الجمهور وفهم مطالب الشعب الكوردي ومعاناته، وعن تحقيق أهدافه فإن فكر الحزب يؤمن بالحوار طريقاً للنضال السلمي في تحقيق أهدافه، فبهذه الرؤية والتخطيط المبني على أسس علمية ونضالية يكون المستقبل السياسي للحزب مفتوح الافق على نجاحات مستندة الى عموم شعب كوردستان وليس لفئة معينة.

للحزب أهداف سياسية أيضاً تتمثل في العمل على تطبيق الدستور، وتأسيس دولة مدنية والنهوض بالوضع الاقتصادي في كوردستان، والعمل على تطبيق معايير وأسس الديمقراطية الليبرالية التي ترتكز على التعددية والمساواة، وقبول الرأي الاخر والاستناد الى مبدأ الحوارالعقلاني البنّاء، وتعزيز دور المرأة الكوردية، والاهتمام بالشباب، ومناهضة العنف والطائفية سواءً كانت دينية أو سياسية، والنهوض بالمجتمع من خلال وضع مناهج واستراتيجيات ودعم النظام التعليمي والعمل على انتهاج سياسة خارجية تدعم وضع الاقليم من أجل الحصول على دعم دولي واقليمي للقضية الكردية لتأخذ كوردستان مكانها الحقيقي بين شعوب العالم .

يتطرق الكاتب الى مواضيع مهمة أخرى لشرح أفكار الحزب وتطلعاته، حيث يذكر الكاتب في هذا الكتاب صراع الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع الحكومات العراقية في المطالبة بحقوق الشعب الكوردي، وتطور الجانب الفكري للحزب مع بدايات القرن الحادي والعشرين، ويتطرق ايضا الى مفهوم الديمقراطية والتعددية الحزبية في فكر الحزب، ودولة كوردستان في فكر الحزب، والحزب والدين، وتطلعات الجماهير في فكر الحزب وعن أهدافه السياسية.

أما عن الاستنتاجات فقد توصل السيد فاضل ميراني الى استنتاجات يجدر بنا أن نذكرها كونها استنتاجات مهمة عن فكر الحزب ومطالباته، فيعتبر أن القضية الكوردية كانت وما تزال سبباً في عدم استقرار الشرق الاوسط ولذلك فان نشاة الحزب تعد ضرورة قومية ملحة للتعاطي مع المتغيرات السياسية للنهوض بالوعي السياسي الكوردي من أجل ضمان حقوقه، وأن الحزب ينادي طيلة فترات نضاله المسلحة والسلمية بتحقيق العدالة والمساواة وضرورة منح الشعب الكوردي حقوقه المشروعة، ويذكر الكاتب ان القضية الكوردية هي الاساس الذي أدى الى تشكيل الحزب وهو أعمق الاحزاب الكوردية في فكره واقدمها على المستويين التنظيمي والفكري في تشكيله، وأن الحزب استطاع أن ينشر اهدافه ويصل بها الى مستوى الفكري التنظيمي المثمر بمساندة العشائر الكوردية بسبب طبيعة المجتمع الكوردي الذي تتصدر فيه الولائات القومية، ويعتبر ان استثمار طاقة الشباب للصالح العام هي من اولويات بناء الدولة في الحزب، ويعد الاقليم نواة الدولة المستقبلية، والقومية في فكر الحزب ليست مدعاة للتعصب كما يظن البعض وإنما تحمل في داخلها رسالة انسانية قوامها التخلصمن الظلم والطغيان، ويعتبر ان الفدرالية هي الحل الامثل للقضية الكوردية كونه النظام الامثل للحكم في العراق، والمطالبة بحق تقرير مصيرالشعب الكوردي، وتشكل المراحل الزمنية الثلاث الماضي والحاضر والمستقبل مجمل فكر الحزب فالتاريخ باصالته والحاضر الذي يمثل النزول لمطالب الناس من أجل المستقبل.

من خلال قرائتي للكتاب وجولتي بين صفحاته أيقنت وتأكدت من تميز هذا الكتاب عن كافة الدراسات والكتب السابقة عن الحزب، كون هذا الكتاب يسلط الضوء على الحزب الديمقراطي الكوردستاني من الناحية الفكرية ويوضح نقاط مهمة من اهداف وتطلعات الحزب، والكاتب السيد فاضل ميراني معروف بحكيم السياسة والعمل الحزبي وصاحب اراء سياسية سديدة طيلة نضاله وعمله الحزبي والسياسي، خاصةً وان طريقة الكتابة سلسة جدا وتوصل الفكرة بطريقة سهلة للقارئ في مثل هكذا كتاب مهم.





k d p
Top