• Thursday, 02 May 2024
logo

المستهدف اقليم كوردستان

المستهدف اقليم كوردستان
شريف علي

الهجمات الاخيرة التي تعرضت لها مكاتب المجلس الوطني في قامشلو وعامودا ودربيسية،ومقرات البيشمركة في الجانب الجنوبي من كوردستان يكشف صورة ما يريده البعض لمستقبل اقليم كوردستان و الشعب الكوردي وكيف يمكن ان تنتهي اليه اللقاءات بين المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي ، واذا كان هناك من يحاول ان يعتبر اللوحة غامضة و يسعى لتحريف الحقيقة بتوزيع مسؤولية ما حدث وتداعيات ذلك على مستقبل اللقاءات بين الطرفين، فان الهجمات الاخيرة لمسلحي الاتحاد الديمقراطي بالتنسيق مع مسلحي حزب العمال على مقرات البيشمركة في جنوب كوردستان وبالاسلحة الثقيلة شكلت الدليل القاطع على ضلوع حزب العمال في تلك الهجمات ، والتاكيد على ذلك عكسه البيان الذي اصدرته قيادة قوات سوريا الديمقراطية قسد - وان لم يكن بالصيغة الواضحة - بخصوص تلك الهجمات والرد غير الموفق على ما صدر بالشكل الموثق من حكومة اقليم كوردستان .

ان البرنامج العدواني لهكذا مجموعات تجاه الشعب الكوردي ، واذا كانت الاثار التي ترتبت على ذلك النهج العدواني مقتصرة فيما مضى على كوردستان الشمالية فانها باتت تشكل خطرا على كوردستان والشعب الكوردي برمته ، جراء دعواتها برفض اي مشروع قومي كوردي وهو الخط الذي يلتقي صراحة مع سياسة الانظمة الغاصبة لكوردستان، خاصة وان السياسة التي يتبعها حزب العمال خلال السنوات الاخيرة وباستغلالها للحالة السورية تعتبر ترجمة مباشرة للسياسة التركية والايرانية الى جانب سوريا والعراق حيال القضية الكوردية في المرحلة الراهنة ، ولكن تحت قناع كوردي مزيف هدفه حرف التوجه القومي للجماهير الكوردستانية عن مسار الكوردايتي بشتى الاساليب بما فيها استخدام القوة المفرطة وباسلحة من المفروض ان تستخدم لحماية الشعب الكوردستاني،لا لتشريده وتهجيره ، واستجرار العسكر التركي والايراني ومرتزقتهم للسيطرة على المناطق الكوردستانية وتقطيعها بالشكل الذي يخدم مشاريعها التوسعية الاستعمارية،وهدم النواة المتبلورة للدولة الكوردية في كوردستان الجنوبية كل ذلك بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الذي يتلقى توجيهاته اصلا من الدولة العميقة في كل من انقرة وطهران اللتان تجعلا الساحة الكوردستانية في سوريا والعراق ميدانا لعملياتهما بالضد من مصالح الشعب الكوردي ونقطة ارتكاز للعمل الاستخباراتي والعسكري لكلا الدولتين و المبرر القائم لمشاريعهما التوسعية والتقسيمية في العمق الكوردستاني،على غرار ما حصل في كركوك وعفرين وسري كانية وشنگال.





basnews
Top