غزلان خليل وضحي

جاءت اتفاقية شنكال بين اربيل وبغداد بعد سلسلة من اللقاءات المشتركة والزيارات المتبادلة بين حكومة العراق وإقليم كوردستان، وتوّجت بقرارات تخدم الدستور والديمقراطية في العراق والتي تضع حداً للمأساة وعودة الاهالي الى مناطق سكناهم وإدارة أهلها لشؤونهم، بعد الجينوسايد التي تعرضوا لها من قبل تنظيم داعش الإرهابي ومن بين بنود اتفاقية شنكال إنهاء دور تنظيم ب ك ك والحشد الشعبي الشيعي ومغادرة كل المليشيات المرتبطة معها، لقد وُصِف هذا الاتفاق بالتاريخي من قبل الجميع لأنه يقطع الطريق أمام التدخل الخارجي من قبل تركيا وايران وفشل ذرائعهم وأطماعهم التوسعية في شوؤن العراق واقليم كوردستان.
من أجل عرقلة تنفيذ الاتفاقية تحركت طهران وانقرة بالإيعاز الى ادواتها بالتحرك ضد اقليم كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني، كان اقدام الحشد الشيعي الارهابي بالهجوم على مقر مكتب الحزب الديمقراطي الكوردستاني وإحراق علم كوردستان في تنفيذ حقدهم ووحشيتهم من جديد في استذكار شعبنا الكوردي بالهجوم على كركوك بالتعاون مع الخونة والجحوش بدعم ايران و مرتزقته في حكم بغداد انذاك، وتحرك بالتوازي أيضاً تنظيم ب ك ك لضرب استقرار اقليم كوردستان لخدمة أهداف تركيا في اعطاء الحجج بقصف القرى والبلدات في زاخو والعمادية، حيث انه لم يقتصر تنسيق ب ك ك مع استخبارات تركيا فقط بل عملوا الى اغتيال كوادر الحزب الديمقراطي الكوردستاني بأسلوب الغدر والخيانة، كما أنهم خططوا بضرب وتفجير المؤسسات الدبلوماسية الدولية لزعزعة الاستقرار والتقدم الاقتصادي والعمراني في اقليم كوردستان، بعد ان قدمت منظومة ب ك ك عبر ادواتها في سوريا عن طريق ب ي د خدمات جليلة للنظام في تركيا باحتلال عفربن وكري سبي، وتدمير كوباني ولازال ب ي د تقدم كل الذرائع للهجوم على مناطق كوردستان سوريا المتبقية من خلال القيام بمظاهرات مبرمجة بالتنسيق مع الاستخبارات والأمن التركي لخداع الشعب الكوردي في رفع صور اوجلان والعمل على توقف جولات الحوار الكوردي - الكوردي التي ليست هي من مصلحة نظام السوري والتركي على حد سواء، من هنا تأتي تصريحات بين فترة وأخرى من كهوف قنديل بالهجوم على اقليم كوردستان والرئيس مسعود بارزاني زعيم الامة الكوردية بالتنسيق مع انقرة وطهران، لكن باتت مكشوفة مخططات ب ك ك وحليفها الحشد الشيعي لدى شعبنا الكوردي.
بات اعلان الدولة الكوردية حقيقة وواقعاً، وستنهي لعبة الانظمة الغاصبة لكوردستان في استخدام ب ك ك وجلاوزة قنديل في تفتيت الشعب الكوردي الى مناطق ومذاهب وطوائف للوقوف في وجه وحدة الشعب الكوردي وبناء دولته القومية بشعارات طوباوية تخدم القومية التركية والفارسية والعربية.
المستقبل لشعبنا رغم الالام والتحديات، وستفشل كل المؤامرات امام قيادة زعيم الامة الكوردية مسعود بارزاني كما فشلت مؤامرتهم بعد الاستفتاء الذي هو قد وضع اعلان استقلال كوردستان في ازقة الامم المتحدة، وعلى طاولة صناع القرار الدولي.