معاداة البارزاني نطح للصخور
الهجمات الإرهابية التي استهدفت قوات البيشمركة خلال الفترة الماضية، والهجمات الصاروخية التي استهدفت أربيل، والهجوم الوحشي على مقر الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد ونهبه وحرقه، والوقوف ضد اتفاقية تطبيع الأوضاع في شنكال، والإنتقادات التي توجه دون وجه حق للسلطة في الإقليم والحزب الديمقراطي الكوردستاني وللرئيس بارزاني في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت ديدن جميع المرتزقة والطفيليين والإنتهازيين وشرذمة أصحاب الأقلام المأجورة المتجردة من الضمير الإنساني والقومي والوطني، والتي تسترزق من وراء الدعوة إلى تخريب وتدمير كل شيء جميل في الوطن. جميعها تحركات وتصرفات متشابهة من حيث فداحة العدوان وشناعة التصرف الذي ينم عن فقدان الرجاحة وانعدام الحكمة في إتخاذ القرار، ومن حيث أنها مدفوعة الثمن، ووقوعها في خانة رمي الشجرة المثمرة بالحجارة ونطح الصخور.
وبمناسبة ذكر مصطلح (نطح الصخور)، لابد من سرد حكاية الوعل الكبير الذي بلغ به البغض والحقد والغرور والتكبر، الى أن يعزم على مناطحة جبل شاهق شامخ ليزيله من الوجود أو في الأقل ليزحزحه من مكانه طمعاً في الوجاهة وسماع تصفيق الآخرين له وإشادتهم بشجاعته وقوته.
ففكر في الأمر وطلب المساعدة من إخوته الوعول، وبعد أن وعدهم بشتى الوعود، استطاع حشد بعض الوعول الغبية والحمقاء. وبدأوا ينطحون الجبل بقرونهم، ومع كل نظرة وصيحة لصاحبهم الأحمق الكبير، كان الأغبياء يزيدون من شدّة وقوة نطحاتهم. ولكن بعد فترة تكسرت قرونهم وسالت من رؤوسهم دماء كثيرة، حينها إكتشفوا غباءهم في إطاعة صاحبهم المغفل، وقرروا تركه، والنجاة قبل الهلاك. أما الوعل المغرور فقد بقى وحيداً وواصل نطح الجبل وضربه وركله.
خلال العقود الماضية حاول الكثيرون من النطاح التجمع حول الرئيس بارزاني، من أجل نطحه وإحداث الشقوق والخدوش بين صفوف شعبه وحزبه والنيل من مكانته، ولكنه ولأنه جبل أشم، صمد وإنتصر. وفي كل مرة وبعدما كان يتبين جهل الجاحدين ويظهر حقدهم، إختفوا جميعاً وإختفى آثارهم ولم يبق من أخبارهم، وحتى أوزارهم إلا ما ندر. ومن بقايا تلك الأوزار النادرة يستقي الناطحون الجدد، القادمون من كل حدب وصوب، ومعهم بعض النكرات الذين يحاولون طمس الحقائق، وإلباس الباطل لباس الحق، ونطح حكومة الاقليم والرئيس بارزاني، فيبدو إنهم لم يتعظوا من هزيمة مَن مضوا وهاموا في التيه وإختفوا، ويعتقدون أنهم أذكى من غيرهم في المكر والكيد، وفي التصويب وهدم كوردستان والتنقيص من مكانة حكومة الإقليم، ويظنون إنهم أقوى من غيرهم في النطح، لذلك يجمعون أمرهم على مهاجمة البارزاني والطعن في مقاصده وأهدافه.
الفهم المتأخر لمن يفكر في معاداة البارزاني، والعدول عن نطح الجبل الشامخ، خيرٌ له من الاستمرار في التخبّط والتلعثم والعنجهية الغبية والحماقات، وعليه أن يتعظ من دروس التاريخ ويسأل نفسه ومن الذين حوله: لماذا هذا الإستجماع لكل ما بالدواخل من مخزونات الغباء والعناد والحقد، ومحاولة هدم الجبل الأشمّ الذي لايمكن حتى إضعافه أو النيل منه؟.
وأخيراً نقول: شتان بين رجل أغاظ الأعداء وأذنابهم طوال حياته، همه الأول تنمية الإنسان والوطن وتحقيق النجاحات في مختلف المجالات ومقارعة الإرهاب والإرهابيين وحصول أبناء شعبه على حقوقهم المشروعة. وبين أشباه رجال، أعداء وفاشلين وعملاء وخونة، يسعون بالتعليمات والأوامر والأموال القادمة من وراء الحدود الى نشر الفوضى والرعب وزرع الفتن.
روداو