• Sunday, 22 December 2024
logo

الإصلاح في كوردستان

الإصلاح في كوردستان
سربست بامرني

اخذت حكومة الاجماع الوطني برئاسة السيد مسرور بارزاني على عاتقها مهمة اجراء إصلاحات جذرية شاملة في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والمالية والإدارية الى جانب محاربة غول الفساد والتسيب وسرقة أموال الشعب تحت هذا المسمى او ذاك، وما سبق يعني جهودا كبيرة ومركزة لاكتشاف مكامن الخلل والقصور ومعالجتها بالإضافة الى اصدار القوانين والتعليمات اللازمة لذلك وقبل كل هذا وذاك فالإصلاح الشامل ومحاربة الفساد يحتاج الى الوقت والزمن الكافي لاتخاذ الإجراءات اللازمة ولكي تثمر هذه الإجراءات عن نتائج إيجابية لصالح المجتمع والشارع الكوردستاني الذي يعاني من الخلل والقصور في الأداء العام.

من الواضح انه ليس لدى حكومة الاجماع الوطني عصى سحرية لتحقيق برامجها وهي بحاجة ماسة الى الزمن اللازم لذلك والى تعاون بناء وايجابي من قبل قطاعات الشعب ككل ومن قبل الأحزاب المشاركة في السلطة بالدرجة الأولى، وليس من المعقول والمقبول ان يكون هذا الطرف او ذاك في السلطة ومراكز القرار وفي نفس الوقت في المعارضة، مثل هكذا ازدواجية في الموقف والعمل السياسي لا تخدم الشارع الكوردستاني من جهة وتلحق اضرارا بالغة بسمعة ومصداقية وجماهيرية أي حزب او تنظيم سياسي يمارس الازدواجية في العمل الوطني.

الدول والحكومات واي سلطة تحتاج في الواقع مع خلوص النية الى تجارب طويلة في الحكم والإدارة والى تقاليد وثقافة تنمو وتتراكم خلال عقود من الزمن وليس بين ليلة وضحاها، وتجربة إقليم كوردستان والمشروع الديموقراطي فيها سواء بالنسبة للشارع الكوردستاني او للأحزاب والمؤسسات السياسية جديدة بكل المقاييس ومرور عقد او عقدين من الزمن لا يكفي لتراكم الخبرات الإدارية والاقتصادية وكيفية مواجهة الازمات.

ما سبق لا ينفي القصور في الأداء والخلل في التعامل الإداري والمالي وانتشار الفساد مع الاخذ بنظر الاعتبار مواقف الحكومة الاتحادية والحصار الاقتصادي والاحتلال العسكري ل 51% من أراضي كوردستان وانتشار الوباء المعدي وتأثيره على سير الأمور، ولكن العبرة تكمن في وضع حد فاصل بين الاستمرار على الخطأ وبين إعادة التنظيم ومعالجة المشاكل وبما يكفل تحقيق الأهداف التي يريدها المجتمع الكوردستاني في العيش الكريم.

غني عن البيان ان هناك فرق كبير وشاسع بين النقد البناء وتقديم المشورة المخلصة والكشف عن نقاط الضعف ومكامن الخلل بهدف الإصلاح والتطوير وبين مزاعم المتصيدين في الماء العكر الذين يجعلون من (الحبة قبه) ويستغلون كل فرصة ومناسبة لا لإصلاح الوضع وانما لإسقاط الحكومة والتجربة الكوردستانية الوليدة، هؤلاء الذين اعمى الله بصرهم وبصيرتهم يتناسون ان حكومة إقليم كوردستان وحتى النظام الاتحادي في العراق كان وسيبقى نتيجة نضال شعب كوردستان وقرابة ربع مليون ضحية، هذا الشعب نفسه هو الذي يقاوم اليوم بكل نكران ذات وشجاعة لا مثيل لها الازمة الاقتصادية ومشكلة الرواتب والبطالة وشظف العيش ويحمي بإرادته الفولاذية تجربة كوردستان الديموقراطية الوليدة.

انه من الضروري ان يقف الجميع بمختلف اتجاهاتهم السياسية الوطنية الى جانب حكومة الإقليم وبرامج الإصلاح الشامل والمشاركة الواعية في تنفيذ البرامج المتعلقة بمحاربة الفساد وتطوير التضامن الاجتماعي والشعبي لمواجهة استحقاقات المستقبل.





k d p

Top