في ذكرى الاستفتاء الشعبي التاريخي
في الخامس والعشرين من أيلول عام 2017 واستجابة لنداء ومبادرة السيد الرئيس مسعود بارزاني التأريخية بإجراء الاستفتاء الشعبي حول استقلال كوردستان بعد ان وصلت الأمور مع الحكومة الاتحادية الى طريق مسدود، خرجت الالاف المؤلفة من أبناء وبنات كوردستان، من القرى والقصبات والمدن، من الازقة والشوارع والدرابين، من المعامل والمصانع وورشات العمل، من الحقول والمزارع والبساتين، من المدارس والجامعات ومعاهد التعليم، العمال والفلاحون والكسبة والحرفيون، من كل حدب وصوب، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والدينية والطائفية، ليدلوا بأصواتهم ويعبروا عن ارادتهم الحرة في اختيار الحرية والاستقلال بنسبة 93% من مجموع السكان وبأكبر قدر من الشفافية والحرية والتنظيم الحضاري تحت انظار العالم والاعلام دون تردد او نظرة للوراء.
الاستفتاء الوطني الكوردستاني في 25\9\2017 القانوني والشرعي والإنساني بكل المقاييس دليل واضح على إصرار شعب كوردستان على الكفاح من اجل الحرية والعيش بكرامة رغم بشاعة وهمجية الاستعمار الاستيطاني ورغم الرفض والتطويق المحلي والإقليمي والدولي غير المشروع واللاإنساني والمتعارض تماما مع حقوق الانسان ومبادئ الأمم المتحدة وكافة القوانين والأنظمة المتعلقة بحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها.
الاستفتاء الوطني الكوردستاني في 25/9/2017 يشكل انعطافا تاريخيا بنيويا في طبيعة حركة التحرر الوطني الكوردستاني التي لن تقبل عمليا بعده بأقل من الحرية والاستقلال وسيتخذ النضال الوطني الكوردستاني (عاجلا ام اجلا) اشكالا جديدة تولد من رحم المعاناة (في هذا الجزء من كوردستان او ذاك) وايضا بسبب خيبة الامل المريرة من كل الأطراف التي وقفت ضد الاستفتاء القانوني والإنساني السلمي والحضاري المشروع، لاسيما من الجهات التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان وحرياته الأساسية.
الاستفتاء الوطني الكوردستاني في 25/9/2017 وضع النقاط على الحروف وكشف حقيقة مواقف كل الجهات التي تزعم صداقة شعب كوردستان والتي وقفت الى جانب الحدود المرسومة على الرمال لكيان لم يكن له وجود قبل الحرب العالمية الأولى وتم دمج كوردستان به غدرا وعدوانا واثما لا يغتفر فقط لضمان المصالح الاستعمارية للمنتصرين واطماعهم وجشعهم.
الاستفتاء الوطني الكوردستاني في 25/9/2017 كشف حقيقة البعض الذي يدعي تمثيل شعب كوردستان في بغداد زورا وبهتانا وكل ما يستهدفونه هو الإضرار بالقضية الوطنية الكوردستانية لتحقيق اطماعهم الشخصية لا أكثر.
الاستفتاء الوطني الكوردستاني في 25/9/2017 هو يوم الإرادة الوطنية ويوم الوحدة الوطنية ويوم الاجماع الوطني ومن يرفض إرادة شعب بحاجة ماسة الى إعادة النظر في أفكاره التي تتعارض تماما مع روح العصر والتقدم الذي حققته مسيرة البشرية نحو احترام حقوق الانسان وكرامته.
لقد سبق وان اقترحت العام الماضي ( وقبل ذلك أيضا) على برلمان كوردستان اعتبار الخامس والعشرين من أيلول عيدا او يوما للوحدة الوطنية في المقالة التي نشرتها صفحة الحزب الديموقراطي الكوردستاني الغراء بعنوان (25/9/2019يوم الإرادة والوحدة الوطنية) ولكن يبدو ان القضية لا تعنيهم او ليس لديهم الوقت الكافي لدراسة هكذا اقتراح من كثرة مشاغلهم !!!!!.
من المؤكد ان الأجيال الكوردستانية الجديدة ستواصل الكفاح من اجل الحرية ولن تنخدع بزبد الوعود الذي يُدس في عسل الكلام وستطور وسائل جديدة أكثر فعالية وتقدما وتأثيرا من اجل تحقيق الحرية والعدالة والاستقلال وتحرير بلادهم من ربقة الاستعمار الاستيطاني العنصري المتخلف ( وإذ كيف تخمد ثورة شعب يناضل من اجل الحرية وهو مستعد لدفع الثمن ) جواهر لآل نهرو حول المسألة الوطنية الكوردستانية.
pdk