كوردستان واليوم العالمي للديموقراطية
تحتفل المؤسسات الدولية والعديد من الأنظمة الخامس عشر من ايلول، باليوم العالمي او الدولي للديموقراطية، وهو امر جيد لتكريس المفاهيم والمبادئ والممارسات الديموقراطية في انحاء العالم، الا ان الامر كما يبدو لا يشمل كل الشعوب والاقوام التي ترزح تحت نير الانظمة الدكتاتورية او الاستعمار الاستيطاني والاحتلال الأجنبي كما هو الحال مع شعب كوردستان مما يثير الكثير من التساؤلات والشكوك لا حول المبادئ الديموقراطية ولكن حول مواقف الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها والدول والأنظمة التي تدعي وتزعم بانها ممثلة للديموقراطية وحقوق الانسان.
قبل ثلاث سنوات وبناء على مبادرة ودعوة السيد الرئيس مسعود بارزاني وبسبب وصول الأمور مع الحكومة العراقية الى طريق مسدود، أعرب شعب كوردستان بكل شفافية وبشكل سلمي حضاري ديموقراطي عن ارادته الحرة ورغبته في الاستقلال بنسبة 93% ومع ذلك لم تقف لا الأمم المتحدة ولا منظمات حقوق الانسان ولا الدول التي تزعم (الديموقراطية) الى جانب شعب كوردستان رغم العديد من القرارات (الديموقراطية) عن حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها واعيد ذكرها :
- الإعلان العالمي لحقوق الانسان في 10/ كانون الأول/ 1948
- القرار رقم 673 في 16/ كانون الأول/ 1952 الذي اعتبر حق الشعوب في تقرير مصيرها شرطا ضروريا للتمتع بالحقوق الأساسية جميعها وانه يتوجب على كل عضو في الأمم المتحدة الحفاظ على تقرير المصير للأمم الأخرى واحترامه، والعراق عضو في الأمم المتحدة.
- العهد الدولي لمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة المرقم 1514 في 14/ كانون الأول/1960 الذي نص في مادته الثانية على ان (لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها ولها بمقتضى هذا الحق ان تحدد بحرية مركزها السياسي) كما نصت المادة الثالثة على ان (لا يجوز ابدا ان يتخذ نقص الاستعداد في الميدان السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي او التعليمي ذريعة لتأخير الاستقلال).
- القرار 1803 في 14/ كانون الأول/1962 نص على حق الشعوب غير القابل للتصرف في السيادة على ثرواتها ومواردها الطبيعية باعتباره من الحقوق المنبثقة عن حق الشعوب في تقرير مصيرها.
- المادة الأولى من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المرقم 25/40 طالبت جميع الدول (ان تنفذ تنفيذا كاملا وامينا جميع قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بممارسة الحق في تقرير المصير والاستقلال للشعوب).
- المادة الأولى من وثيقة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادرة في مارس/ 1976 والتي تنص على (الاعتراف بحق جميع الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها).
- المادة 55 من الفصل التاسع الخاص بالتعاون الدولي وما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الانسان ووثيقتي العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية بتاريخ 1966 والتي دخلت حيز التنفيذ في 3/ كانون الثاني/ 1976 تحت اسم لائحة الحقوق الدولية.
كل هذه المواد والقرارات والاتفاقيات (الديموقراطية!!!) تم تجاهلها والتنكر لها على مذبح المصالح الاستعمارية سواء للقوى الإقليمية او الدولية التي تتبجح بالديموقراطية والدفاع عن حقوق الانسان وكرامته.
من المؤكد ان شعب كوردستان سيواصل نضاله الوطني، وعاجلا ام اجلا سينعم بالحرية والاستقلال وسيبقى العار يلاحق كل أولئك الذين يزعمون الدفاع عن الديموقراطية زورا وبوهتانا ويتنكرون لحق شعب كوردستان في الحرية والعدالة والسلام وبناء مجتمع ديموقراطي.
ليكن اليوم العالمي للديموقراطية يوما للتضامن والوحدة الوطنية وقبول الاخر في كوردستان.
k d p