• Sunday, 25 August 2024
logo

أي مستقبل ينتظرنا؟

أي مستقبل ينتظرنا؟
فاروق حجي مصطفى



نشرت صفحات السوشيال ميديا صور تصادم بين قوات أمريكية وعناصر من النظام السوري في تل تمر (الجزيرة)، وكما تم نشر مقاطع فيديو تظهر معارضة عناصر النظام لمرور دورية أمريكية.

بطبيعة الحال، ما جرى ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، قبل أشهر حرض النظام حاضنته في إحدى القرى النائية في الجزيرة للخروج في مظاهرة ضد دورية أمريكية، وبعد تفاقم الوضع قُتل أحد أبناء تلك القرية.



وبين هذه الحوادث الصدامية العابرة بين النظام وأمريكا في الجزيرة وحرب الملاسنات ولوي الذراع، يظهر بين الفينة والأخرى حالات قطع الطرق على مستوى القوات الأمريكية والروسية.



صدام النظام مع أمريكا وقطع الطرق على الدوريات، أمريكية أكانت أو روسية، لايفرق، أي بمعنى أن مصدر الاعتراضات هي روسية، عندما تمل روسيا تطلب من النظام فعل أمر ما، وعندما ترغب روسيا ببسط سيطرتها تقوم هي بذلك، مثلما جرى في الأسبوع الأخير على طريق سيمالكا (منطقة ديريك).



المثير للدهشة أن قوات سوريا الديمقراطية هي من تقوم بعملية فصل الصدام، وهو ما حدث في مرات عديدة.



ومن الملفت أن هذا التناحر العامودي، على مستوى القوات العسكرية المتواجدة في كوردستان سوريا لا تنعكس على المستوى الأفقي أو المجتمعي، ويبدو أنه لا ضرورة لدى الحواضن الإجتماعية لتلك القوات لنقل الصدام إلى مستوى الحواضن، وهذا ما يؤشر إلى أمرين:

الأول: أن الناس، وعلى مختلف انتماءاتهم لم يعد يهمهم ما يجري عامودياً، فهم وصلوا إلى حد الملل من هذا التواجد دون حدوث أي جديد يلوح بمستقبل مبّشر.

والثاني: هو أنّ الناس وصلوا إلى قناعة تامة بأنّ المناوشات، والملاسنات، والاعتراضات على مفارق الطرق لا تعني أنهم يتنافسون على تأمين الاستقرار للناس وتمهد للمرحلة الأخرى.

وبين الأمرين، يظهر أنّ الأماكن التي يتوزع فيها الكورد أو يحدث فيها الصدام، لا من قبل الناس، ولا من قبل القوات العسكرية، ومع أنّ أقل منطقة كوردية يتواجد فيها ثلاث قوات ما عدا القوات المحلية، في كُوباني مثلا توجد ثلاث قوات، في حين أن في الجزيرة خمس قوات.

في الحقيقة إنّ الناس باتوا في محل آخر، وهم يديرون مصالحهم بمعرض عن تواجد القوات العسكرية، وفي كثير من الأحيان وهم يرون تصادم القوتين لا يكلفون أنفسهم للوقوف للحظة لمعرفة ما يحدث، في حين يتظاهرون ويرمون الحجارة على الدوريات المشتركة التركيّة-الروسية.

ومع أنّ القوات المحببة لدى الكورد هي القوات الأمريكية، لكنهم ولا مرة صودف بمعارضتهم للقوات الروسية!

بقي القول إنّ ما يجري في مناطقنا هو أمر لا يطمئن البال كما هو المأمول بقدر من تواجد هذا الزخم العسكري المتنوع والمتعدد بسحبهم إلى مكان آخر وهو المكان الذي يطرح السؤال الكبير، ترى هذا التواجد المتنوع لخيرنا أم لشرنا، فأي مستقبل ينتظرنا يا ترى؟!






باسنيوز
Top