• Sunday, 25 August 2024
logo

اتفاق المبادئ الذي هزّ العالم

اتفاق المبادئ الذي هزّ العالم
عمر كوجري


عقدت بين المجلس الوطني الكوردي في سوريا ومجلس الشعب لغرب كوردستان اتفاقيتان هولير 1 وهولير 2 في 2012 و2013 وبين المجلس الكوردي وحركة المجتمع المدني (Tevdem) اتفاقية دهوك العام 2014 وتكللت هذه الاتفاقياتُ بالتوقيع وبجهودٍ شخصية من الرئيس مسعود بارزاني، وكان فخامته قد ترك ساحة المعركة لحين ضد تنظيم داعش الإرهابي في العام 2014 وجاء الى دهوك ليرعى اتفاق كورد روجافايي كوردستان.

بنود اتفاقية دهوك كانت متقدّمة عن بنود الاتفاقيتين السابقتين، حيث "تقرر تشكيل مرجعية سياسية كوردية مهمتها رسم الاستراتيجيات العامة للكورد وتجسيد الموقف الكوردي الموحد في كافة المجالات المتعلقة بالشعب الكوردي وتقررت الشراكة الفعلية فيها وتطوير الشكل الراهن لإدارة المناطق الكوردية، وتوصّل الجانبان إلى قرارات بشأن تعزيز القدرات الدفاعية" ومعروف للجميع الجهة التي كانت تتنصل من بنود الاتفاقيات وإفراغها من محتواها، وبالتالي كأنك "يازيد ما غزيت"!!

في السادس عشر من حزيران الماضي توصّل المجلس الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي بدعم أميركي وفرنسي، ودعم الرئيس مسعود بارزاني، ورئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني في التوصُّل إلى رؤية سياسية مشتركة يعرف مضمونها الجميع.

منذ المؤتمر الصحفي لممثل المجلس الكوردي وممثل أحزاب الوحدة الوطنية والسفير الأمريكي تتالت بيانات الاستهجان والاستنكار والرفض التام من فعاليات عربية سورية بمختلف شرائحها الثقافية والسياسية والاجتماعية، ومفكرين و"فلاسفة" ورموز من المعارضة السورية، كما ظهر عدم الارتياح من جهة نظام دمشق، واتهم الكورد بأنهم يريدون تشكيل دويلة كوردية في شمال البلاد، والنظام التركي قال علانية إن تركيا ستستهدف- في إشارة تهديد واضحة- كلّ مَنْ يجلس الى طاولة واحدة مع حزب الاتحاد الديمقراطي.

لقد كان متوقعاً أيضاً أن يكون تأثير تركيا قوياً في اجتماع رؤساء روسيا، فلاديمير بوتين، وتركيا، رجب طيب أردوغان، وإيران، حسن روحاني، من خلال البيان المشترك، وقمة عبر الفيديو يوم 1-7 الجاري، أبدى الرؤساء عزمهم على "مواجهة المخططات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها وتهدد الأمن القومي للدول المجاورة".

وبحثوا خلال القمة الوضع في شمال شرق سوريا حيث "أكدوا على أنه لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة إلا على أساس احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، واتفق القادة على تنسيق جهودهم في هذا الاتجاه". وعبّروا عن معارضتهم "عملية الاستيلاء على عائدات النفط، التي يجب أن تكون مملوكة لسوريا، ونقلها بشكل غير قانوني".

وهذا أيضاً عدم رضا الدول الجارة لسوريا والمدعومة من روسيا، والواضح انه يهدف اتفاق المبادئ بين الأطراف الكوردية، علماً ماتم الاتفاق عليه في اجتماع قامشلو لم يكن سوى الانتهاء من المرحلة الأولى من الحوار وإنتاج رؤية سياسية تحدد ملامح سوريا المستقبل، وأن تكون اتفاقية دهوك المرجعية لاستمرار هذا الحوار.

ورغم أن اتفاقية دهوك لم تتعرض لحرب مسعورة وقتها، هل هو التخوف الاقليمي والدولي الناتج من الرعاية الامريكية المباشرة على سير الاجتماعات، وبالتالي محاولة إفشال التقارب الكوردي في غرب كوردستان؟ ويُعتقد أن الرسالة موجّهة لأمريكا الدولة الراعية لهذا المشروع الوحدوي، ولهذا لابد لأمريكا ان تقوم بدورها ليس فقط بالتوصل إلى اتفاقية شاملة لوحدة الصف الكوردي، وإنما بحماية الشعب الكردي من أية مخاطر قد تهدد مصيرهم اثر هذا الاتفاق، وخاصة هناك دول كبرى تقف بالضد من الاتفاق أو الحوار الكوردي، كما ينبغي على الأطراف المتحاورة بالعمل الجدي لخلق كل الفرص المتاحة للوصول الى اتفاق شامل يحفظ للكورد حقوقهم في سوريا، ويكون لهم كمكون رئيسي مشروعه من أجل سوريا المستقبل.

إذا الاتفاق الكوردي على مبادئ عامة عمل كل هذه الضجة، ماذا لو تم اتفاق شامل؟ لربما سنكون إزاء حرب عالمية ضده!!

العالم في كثيره يقف ضد وحدة القرار الكوردي، فهل الكورد مستعدون لتحدي ذواتهم، وإعلان قوة كلمتهم؟





روداو
Top