• Sunday, 25 August 2024
logo

ما مصير قوات سوريا الديمقراطية ؟

ما مصير قوات سوريا الديمقراطية ؟
علي تمي


عقدت قمة ثلاثية في بداية الشهر 7 بين ( اردوغان ، بوتين ، روحاني) حول سوريا وتمخض عن القمة بيان شديد اللهجة أكدوا فيها معارضتهم لأي أجندة "انفصالية " (تهدد) الأمن القومي للدول المجاورة لسوريا ، وأضاف البيان بان النزاع في سوريا لن يزول إلا بعملية سياسية يقودها السوريون بتسهيلات من الأمم المتحدة.

ولفت البيان إلى أن الزعماء أكدوا على أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتزامهم القوي بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.

وفي هذا السياق، شدد البيان على رفضهم أي محاولة لخلق أمر واقع جديد على الأرض ( في الاشارة الى المفاوضات الكوردية - الكوردية ) تحت ستار "مكافحة الإرهاب" في سوريا، بما في ذلك مبادرات الحكم الذاتي التي وصفوها ب "غير الشرعية" ، مقررين عقد القمة القادمة في طهران بناء على دعوة الرئيس الإيراني.


ما بعد لقاء (ثلاثي) استانا

استقبلت قيادة " قسد" قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكو، لبحث عدد من القضايا بينها انتهاكات تركيا لإتفاق 23 أكتوبر.
ويرى المراقبون ان قائد القوات الروسية قد وضع على طاولة قيادة" قسد " خيارين لا ثالث لهما ..
ان تتنازل " قسد "عن الرقة وديرالزور مقابل حماية "قسد" في الشريط الحدودي مع تركيا وتحديداً في الدرباسية وعين عيسى وكوباني ..
يبدوا ان القسد أصبحت في وضع حرج وسط غموض في الموقف الأمريكي والتماطل في تحقيق وحدة الموقف الكوردي وسط تسارع الأحداث على الأرض

ان عودة "قسد" الى مسلسل خطف القاصرات في المناطق الكوردية والتخبط في المواقف السياسية ( غير حاسمة ) و الحشودات العسكرية واستمرار حفر الخنادق ، و التحضير للمواجهة العسكرية مع المعارضة والأتراك يقودنا إلى بوابة واحدة وهي بان هناك طرف ثالث يتحكم بالأمور في مناطق سيطرة قسد ، وهذا يعتبر من أسوأ الخيارات يمكن ان تتخذها قيادة "قسد " في المرحلة اللاحقة

الكرة في ملعب النظام

تقول المصادر إن قيادة قوات سوريا الديمقراطية قد أبلغت قبيل لقاء ( ثلاثي استانا) في أوائل الشهر الجاري من خلال رسالة حاسمة الى النظام مفادها ان تخلى الأخير عن كوباني وعين عيسى ستقوم القسد بدعم الامريكي بطرد النظام من القامشلي والحسكة، و ان صحت هذه المعلومة فان المشهد قد أصبح معقداً اكثر فأكثر ، وان الخيارات باتت محدودة أمام الجميع والمنطقة مقبلة على حرب جديدة ولا مفر منها .


غياب الدور الأمريكي

الأمريكان يمارسون في سوريا سياسة ( العصى والجذرة ) وامتصاص الصدمات قدر الإمكان لانهم مقبلون على الإنتخابات الرئاسية في الاشهر المقبلة ، بمعنى عدم التصادم مع الجميع في شرق الفرات لأن سبب وجودهم في سوريا ( أصلاً) هو لمحاربة "داعش" فقط بالتالي ان دخلوا في أي مواجهة عسكرية مع طرف آخر فالأجندات ستتغير في سوريا وهذا ما يضع الرئيس ترمب أمام القانون والمحاسبة كونه برر في وقت سابق سبب وجود القوات الأمريكية في سوريا هو لمحاربة داعش والقضاء على خلاياه.. وإذا تعمقنا أكثر فان واشنطن تتحمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية ان تعرضت المنطقة لاي هجوم عسكري آخر لأنها ومنذ 2017 أعلنت عن أنتهاء الحملة على "داعش" في ديرالزور وبالتالي التماطل في إيجاد حل سلمي لكامل الوضع السوري وفي شرق الفرات على وجه الخصوص ، و إدخال الجميع في المستنقع السوري يستحيل الخروج منها قبل دفع الفاتورة ، جاعلةً من المنطقة فريسة لأطراف المتصارعة على شرق الفرات مكتفيةً فقط بحماية آبار النفط ، وترك حاضنة من حارب معهم طيلة السنوات الماضية عرضة للهجمات الخارجية لمواجهة مصيرهم أمام القوى المتصارعة على شرق الفرات .

الخلاصة :
يبدو ان ذهاب قوات سوريا الديمقراطية والتحضير للمواجهة عسكرية أمر غير محبذ بسبب عدم التكافؤ في القوة وبالتالي تتحمل هذه التشكيلات العسكرية المسؤولية الأساسية فيما آلت اليها الاوضاع في شرق الفرات والسبب الرئيسي هو موقف "الإتحاد الديمقراطي" المؤيد للنظام ضد المعارضة طيلة الأعوام الماضية واستهداف القوى الكوردية المعارضة للنظام المتمثلة بالمجلس الوطني الكوردي ، بناء على ما ذكر ، وجد هذا الحزب نفسه بين ليلة وضحاها في مواجهة الجميع معتمداً فقط على الوعودات الأمريكية الشفهية الذين تنكروا مرارًا وتكراراً بأنهم لم يعقدوا أي إتفاق سياسي مع قيادات "الاتحاد الديمقراطي" ..

يبدو أن خيارات" قسد " باتت محدودة.. فالحلول المتوفرة والممكنة هو التسريع في وتيرة اللقاءات مع المجلس الوطني الكوردي ، و عقد إتفاق شامل قبل فوات الآوان ، والكف عن سياسة ( العنتريات ) والغرور ، وإعادة القاصرات المختطفات إلى ذويهم وأهلهم ، والإعلان عن فك الارتباط مع "العمال الكوردستاني" بشكل واضح وصريح وباي ثمن ، وتشكيل وفد مشترك مع المجلس الوطني الكوردي للتواصل مع المعارضة السورية والدول الأوربية ، والبحث عن المشتركات فيما بينهم ، وإلا فإن العاصفة قادمة لا محال ، ولامجال للمناورة واللعب على التناقضات الدولية والإقليمية لان المصالح الدولية تتفوق على أحلام الشعوب وأهدافهم السياسية بالتالي لازالت هناك فرصة (ولو صغيرة) لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وحماية المشروع الذي ضحى من أجله اكثر من عشرة آلاف شخص لحياتهم وحتى لا تذهب دمائهم هدراً خدمة لأجندات خارجية بالتالي كي لا تتكرر تجربة إتفاقية ( الجزائر المشؤومة-1975) وتتسبب في تهجير ما تبقى من اهلنا على أرضهم وداخل منازلهم .






باسنيوز
Top