• Sunday, 25 August 2024
logo

قانون قيصر .. هل يعاقب النظام أم الشعب السوري؟!

قانون قيصر .. هل يعاقب النظام أم الشعب السوري؟!
دلشاد بشير ملا



يرزح النظام السوري تحت العقوبات الدولية منذ عشرات السنين, و أولها العقوبات الأمريكية التي فرضت في عام 1979 عندما اتهمت واشنطن دمشق بدعم الإرهاب و رعايته، لكن على مر خمسين عاما لم تكن هناك عقوبات قاتلة، تستهدف بنية الدولة السورية أو تستهدف إسقاطه و تغيره. يعتبر قانون قيصر الأقسى حتى الآن ،حيث يهدف إلى دفع النظام لتبني الحل السياسي و تدوير عجلة المفاوضات في جنيف السويسرية.

منذ بداية الثورة السورية، فرضت الكثير من العقوبات على النظام السوري و شخصياته، و وصلت عددها-الامريكية فقط- إلى ثلاثة عشر قانونا و قرارا رئاسيا، بالإضافة إلى عقوبات من الاتحاد الاوروبي و معظم الدول الحليفة لأمريكا.

السؤال هنا : لماذا أثيرت كل هذه التساؤلات و ولماذا كل هذا التضخيم للقانون؟ و هل فعلا سيكون ذو تأثير كبير يدفع النظام السوري فعلا لتبني الحل السياسي و وقف العمليات و محاسبة مرتكبي الجرائم؟؟!

بداية المساحات الرمادية في القانون كبيرة، فالقانون الصادر من الكونغرس الأمريكي يلزم الرئيس الأمريكي -على خلاف قانوني 2011 و 2012 و التي أعطت الصلاحية و الخيار في فرض العقوبات، "قيصر"- بفرض عقوبات على من يتعامل أو يتعاون مع النظام السوري بشكل مؤثر، و الشكل المؤثر هذا يحدده الرئيس الامريكي، فمن الممكن ان يقيّم أي عمل مع النظام السوري على أنه مؤثر، أو غير مؤثر بالإضافة إلى أن الرئيس يستطيع إيقاف القانون و عقوباته في حال امتثل النظام، بمعنى آخر إذا أوقفت دمشق الهجوم العسكري و قدمت المتورطين بجرائم حرب و منتهكي حقوق الإنسان للمحاكمة، و تجاوبت في ملف المعتقلين، كذلك عادت إلى العملية السياسية و أظهرت حسن النية في تطبيق قرار 2254 ستعلق العقوبات.

فالقرار إذاً في جزئه الأكبر يخضع إلى تقيم و قرار الرئيس، بمعنى أن دونالد ترامب هو الذي يضع حدود القانون وماهية تطبيقه، ولأنه كثيرا ما يكون متقلب المزاج _كمان رأيناه في سحب القوات الأميركية من كوردستان سوريا و حتى كل العالم-لن يُعرف مدى وحدود هذه العقوبات...لكنها تبقى عقوبات يحسب لها النظام السوري ألف حساب.

الخط الائماني السوري لدى إيران و العشرات من الاتفاقيات بالإضافة إلى تواجد الروس، و التحضيرات التي دأب النظام على تنظيمها منذ ستة شهور، سيبقيه عائما و سيكون المتضرر بالدرجة الأولى هو المواطن السوري، و ما كان انهيار الليرة السورية إلا غيضُ من فيض، و للقصة بقية، وقد تبدأ أجزاء جديدة منها من دون خاتمات. فالرواية السورية إن صح التعبير ربما ستكون مختلفة و تكون إبداعاً جديداً في عالم الأدب.

العقوبات تستهدف قطاع الطاقة و مجال الطيران و هندسته، بالإضافة إلى المقاولات و عمليات الإنشاء و البناء، و تستثني المناطق الخارجة عن السيطرة الحكومية، أي أن شرق الفرات ستكون من المناطق التي لن تشملها العقوبات، لكن بسبب ارتباطها عمليا بدمشق و وتواجد النظام بقوة في قامشلو سيكون لها تداعيات و تأثيرات لا مفر منها، مثلها مثل لبنان التي ستعاني أيضا.

هذه الثغرة في القانون- مناطق خارج سيطرة الحكومة- سيستفيد منها النظام بشكل مدروس و كبير، ستكون هذه المناطق منبع للنفط و الدولار ولن تستطيع المراقبة الأمريكية أن تمنع تسرب النقد الأجنبي و النفط إلى دمشق، كما هو الحال الآن.

التجارب السابقة الامريكية في فرض العقوبات تحدثنا الكثير و أهم ما تخبرنا به بأن العقوبات التي فرضت منذ ما يقارب السبعين عام على كوريا الشمالية لم تردعها عن امتلاك السلاح النووي ، لم تطيح بالرئيس مادورو و النظام الفينزولي ولم تقييم السلوك الايراني ، و الأمثلة كثيرة. و تبقى العبرة في التطبيق و النتيجة






باسنيوز
Top