• Sunday, 25 August 2024
logo

كورونا، ويال الخسارة!

كورونا، ويال الخسارة!
فاروق حجي مصطفى



الملفت أنّ مؤشرات التغيير السياسي من تداعيات كورونا لم تتبلور بعد، فهذا البعد يبدو أكثر تعقيداً، وهو لا يشبه لا البعد الصحي، ولا البعد الاقتصادي.

صحيح أننا نشاهد بين فترة وأخرى مناوشات اعلامية ذات بعد سياسي بين بعض الدول الكبيرة، ولا سيما بين امريكا والصين، إلا أنها لم تبلغ حد الصدام السياسي ذو مضمون النفوذ/ القوة.

وفي البعد الاقتصادي من تداعيات كورونا ثمة تحضيرات قوية في روزنامة الحكومات، ولعل البحث عن الحلول جاري، وهناك احتمال لإنقاذ الدول من الانهيار الاقتصادي، وربما اجتماع دول الاتحاد الأوربي -وزراء المال- والبحث عن التداعيات الاقتصادية في ضوء كورونا تؤسس لرزمة من الحلول المستدامة، وتصبح نموذجاً للمعيار الاقتصادي على مستوى الدولة.

ومن يدري ربما فك الحظر عن التبادل التجاري هو بداية لكيلا تنزلق الاقتصادات نحو الانهيار.

ما هو ملفت، فإن البعد السياسي لم يتضح بعد، وأنّ صيحة الأمين العام للأمم المتحدة لم تأت من فراغ، وهو طلب غوتيريس لاستراحة سياسة وامنية وصولاً إلى نظام سياسي جديد منسجماً مع الحالة التي أفرزتها فترة كورونا!

بعض الدول لم تأخذ في حسبانها بعد أن لكورونا تداعيات سياسية، وأن سياسات الدول (الداخلية والخارجية) بعد كورونا تختلف عما قبلها، ولذلك نرى أنّ ثمة تدفق عسكري سواء في اليمن، أو في ليبيا أو في سوريا، ما زال سيد الموقف وإن تتم هذه الخطوات من قبل الجدار الاقليمي لبلدنا بشيء من السريّة، بيد أنّ القوى المحلية المجتمعية والسياسية والعسكرية تشاهد هذا الاختراق.

من المثير للانتباه، أن الدول التي ما زالت ترى قوتها في مدى تدخلها العسكري في الدول الاخرى لا تعير اهتماماً لما تنتجها فترة كورونا من معطيات جديدة تغيير انماط كثيرة في الحياة العامة للدول، وهذا يسحبنا إلى أنّ ما تفعله تلك الدول من إجراءات وفرض آليات وقائية ليست مقتنعة بكورونا وتأثيراتها الكارثية على مستوى الانسان بقدر من أنها تفعل فقط لتقول لمن حولها بأننا أيضاً نشعر بالوضع الخطير.

قبل يومين، أسقطت القوات الليبية عدد من الطائرات المسيرة التركية، في وقت نشاهد كيف أن القوات التركية تزيل الجدان من حدودها مع سوريا وتدخل العتاد الجديد الى منطقة غربي كري سبي/ تل ابيض.

ماذا يعني هذا؟

للوهلة الأولى، قد نحكم بأن كورونا ليست هم لهذه الدولة التي لم تقطع صلتها بتفعيل الاشتباك الامني/ العسكري، هنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر، تركيا، وإيران، والاخيرة وبالرغم من غرقها في الوباء ولها ضحايا بالمئات كل ٢٤ ساعة فإنّ وفودها الامنية/ العسكرية لم تقطع صلاتها مع القوى الحليفة لها في كل من العراق وسوريا، ولبنان واليمن.

بقي القول، إن ما نشاهده الآن من مقاربات الدول سياسياً في حالها وأحوالها تؤشر بأنّ تداعيات كورونا سياسياً أكثر وطأة من تداعيات كورونا صحياً واقتصادياً، وهذا ربما يكون عامل أكثر مخيفاً.

مهما كانت الأوضاع فإنّ التغيير في المشهد السياسي آت، ولكن ربما يكون جزئياً، وليس بصورة كاملة كما نتمناه... ويال للخسارة!





باسنيوز
Top