• Sunday, 25 August 2024
logo

الخير والجشع في جائحة كورونا

الخير والجشع في جائحة كورونا
ماجد الدباغ


جائحة كورونا، اظهرت لنا المعادن الحقيقية للناس في أوقات الأزمات. اظهرت بطولات وتضحيات بعض فئات الشعب، وتخاذل واستغلال وجشع بعض منهم.

فقد اظهرت الفرق الطبية العاملة في المستشفيات من اطباء، ممرضين وممرضات، مسعفو ومسعفات مدى تفانيهم واخلاصهم النابع من ايمانهم وعزيمتهم الفريدة في تقديم العون والمساعدة لإنقاذ المصابين بالوباء وحماية الكوردستانيين في هذه الأوقات العصيبة، ووضعوا نصب أعينهم هدفا واحدا هو أنقاذ ارواحنا وارواح أحبتنا في ظروف استثنائية قاهرة وإمكانيات ومستلزمات طبية تكون شبه معدومة.

جائحة كورونا، اظهرت لنا الدورالريادي لقوات الشرطة والاجهزة الامنية في أقليم كوردستان في توحيد الجهود وزيادة مستوى التنسيق والتعاون المستمر بينها في فرض قيود صارمة على الممارسات اليومية وحظرالتجوال والعزل المنزلي، اضافة الى تحقيق الامن والاستقرارالذي يبنى عليه تقدم المجتمعات وتطورها في شتى المجالات ، كل ذلك يأتي في ظل تمرد بعض جهات وشخصيات لتسييس الأزمات للنيل من اداء الحكومة أو الثأر السياسي.

جائحة كورونا ، اظهرت مدى جدية بعض المؤسسات الاعلامية في اقليم كوردستان في التعامل مع هذا الوباء بل اصبحت من منظوري الشخصي ، هي أساس المواجهة، لعدة أسباب، أبرزها، توعية المواطنين، ومن ثم الترفيه عنهم وضرورة التزام الناس ببيوتهم للسيطرة على مخاطر انتشار الوباء وتجنبهم الاختلاط ، وتنوير المجتمع، بطبيعة الأزمة واثارها السلبية، والسّبل الكفيلة على سبيل التعاطي معها ، وكما هي دأبها تعاطفت مع المصابين ونقلت هموم الشارع الكوردستاني الى القيادة السياسية في البلد ، في حين لعب بعض وسائل الإعلام أدوارا سلبية خلال فترات الأزمة عن وعي أو عن غير وعي، همها الوحيد هو كسب المشاهدة والانتشار والشهرة عبر تضخيم الأحداث ونشر الإشاعات والابتزاز وإثارة الفوضى في البلاد.

جائحة كورونا، بّينت لنا اتساع مفهوم ثقافة المساهمة في إقليم كوردستان لمكافحة الفيروس عبر حملات التبرع، في خطوة إنسانية أثارت إشادة واسعة من قبل المواطنين وضحايا وباء "كورونا" الآخذ في الانتشار يوماً بعد يوم، اظهرت، نماذج وطنية جميلة من رجال الاعمال والمستثمرين والاحزاب والجمعيات والمراكز الخيرية والمتطوعين من الشباب، نماذج تبرعوا ببناء المستشفيات بتمويل شخصي لمعاجة المصابين وتأمين جميع مستلزماتها الطبية والأدارية، نماذج حاولت في ايصال المواد الغذائية والسلع الاساسية الى ممن فقدوا عملهم بسبب فرض حالة الطوارئ الصحية جراء انتشار هذا الوباء وتأمين هواتف ساخنة للوقوف على مطالبهم واحتياجاتهم على ارض الواقع في إطار من العدالة والمساواة، كما اظهرت لنا هذه الجائحة نماذج اخرى من التجار الجشعين (مصاصي دماء الشعب) الذين استغلوا الأزمة وتاجروا بأقوات البسطاء وكدسوا البضائع في المخازن ورفعوا اسعار السلع الغذائية وخصوصا اسعار الكمامات والمطهرات والأدوية وبالتالي شحتها في الصيدليات.

جائحة كورونا، اظهرت لنا بعض اصحاب العقارات ممن يخافون الله سبحانه وتعالى والذين فهموا المسؤولية الاجتماعية ، قرروا التخلي عن استحصال قيمة الإيجار الشهرية من المؤجرين مساهمة منهم في تخفيف الاعباء عن كاهل المواطنين ومراعاة الظروف القهرية التي تمر بها البلاد.

ايها الشرفاء من ابناء وطني: التأريخ يسجل كل كبيرة وصغيرة ولابد ان تنجلي هذه الغمة وتنكشف بجهود الخيرين والمخلصين وستعود الحياة الى سابق عهدها، وتذكروا جيدا ان هذه المواقف النبيلة تسجل في نفوسنا وضمائرنا، لن ننسى من ضحى وسهر الليالي لتقديم جزء بسيط لبلده ولمن استغل الازمة.

لن ننسى الكوادر الطبية الأبطال والاجهزة الامنية ورجال ونساء الاعلام الشرفاء والتجار والمستثمرين وممن يعملون في الخفاء ، هؤلاء جازفوا بحياتهم من اجل البشرية جمعاء .لن ننسى كل مواطن التزم بتعليمات وارشادات وزارتي الصحة والداخلية ورفع لافتة كتبت عليها شعار(خليك في بيتك).

وكذلك لن ننسى ممن باعوا ضمائرهم ومبادئهم وأخلاقياتهم وتاجروا في اقواتنا ومارسوا الفساد واستغلوا العباد من اجل حفنة من المال الزائل.

جائحة كورونا كشفت لنا لحظة صدق تاريخية جوهر مجتمعاتنا في تجاوزهذه الازمة وتدعوننا الى التضامن والتداعي والتآخي إلى بعضنا البعض إذا أصاب أحدنا مكروه أو سوء، فمواقف وبطولات الرجال والنساء لا تنتظر ثمناً، فهي شيمة النبلاء وصفات اهل المروءة والشمم.. فشكرا لمواقفكم هذه وبفضلكم سيكون كل شيء على ما يرام.. شكرا، بفضلكم ستبقى كوردستان ان شاء الله أمنة.




rudaw
Top