• Sunday, 25 August 2024
logo

أزمة كورونا درس للاقتصاد العالمي

أزمة كورونا درس للاقتصاد العالمي
محمد العراده



منذ بداية الأزمة في الصين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي تجاهل العالم الاقتصادي الدولي هذه الأزمة واعتبرها أزمة عابرة بل ومحفزة للاقتصاد في الغرب لمواجهة التنين الصيني الذي سيطر في العقد الأخير بشكل شبه كامل على الاقتصاد الدولي، حتى بات يفرض شروطه الخاصة في ذلك وأصبح ملاذاً للاقتصاد العالمي والمساهمين بما فيهم من بلاد الغرب.

وما أن امتدت الأزمة للمحيط الدولي حتى قلل الخبراء ورجال الاقتصاد من شأنها وذلك بعدم اتخاذ أية تدابير، حيث كان الهدف هو استغلال تعطل الاقتصاد الصيني.

واليوم ومع دخولنا في الشهر الخامس نجد الاقتصاد الصيني يتعافى بينما نرى العجز في القارة العجوز والولايات المتحدة الأميركية، هذه الرقع الجغرافية التي كنا نراها تحكم العالمين السياسي والاقتصادي نراها اليوم بعجز وشلل تام عن محاربة فيروس ما زال يتمدد بشكل سريع دون جدوى، بينما نرى الصين تبادر المبادرة الكاملة لتوزيع المساعدات الإنسانية على تلك الدول وعرض خبراتها بمواجهة هذه الجائحة التي عصفت ولا نعلم كم ستستمر.

وبالرغم من أن الصين ليست معصومة فهي شرارة هذه الجائحة، وهي شريك أساسي في انهيار الاقتصاد الدولي، وشريك أساسي كذلك بالذنب بعد تسريح ملايين الموظفين حول العالم.

ففي الولايات المتحدة الأميركية وحدها تم تسريح أكثر من 700 ألف موظف حتى الآن، ومن المتوقع أن يكون إجمالي من تم تسريحه من وظيفته حول العالم يصل إلى 25 مليون موظف وموظفة.

ولكن يجب علينا ألا ننسى دور الصين بالمبادرة بعد أن أكلت الدول الأوروبية بعضها بعضاً بالأدوات الطبية والتي ستمهد لعزلة لدول هذا الكيان – الاتحاد الأوروبي – وكأن المنطق يقول: "خرجت بريطانيا العظمى ولن يبقى الاتحاد الأوروبي موحداً"!.

سيكون عام 2020 عاماً للتعافي لا أكثر وذلك بمحاولة إنهاء تمدد هذه الجائحة واستعادة كل دولة من الدول عافيتها بعزلة، والاعتماد على الناتج المحلي للداخل المحلي، ونحن لا نستثني هنا دول العالم الثالث أو كما تسمى الدول النامية، فلعل ما يحدث فرصة لها لصحوتها واعتمادها على الموارد البشرية المحلية وإعادة صقلها لصنع الاكتفاء الذاتي الداخلي، فلا شيء مستحيل، كما أن الدول يجب أن تعتبر من الصدمات وتسعى لتعويض ما حدث بعد ذلك.

بينما أرى أنا بأن الاقتصاد الدولي سيحتاج وقتاً طويلاً لاستعادة عافيته، بينما ستحتاج الدول وقتاً قصيراً لإعادة ترتيب الصف الداخلي وتقوية الإنتاج المحلي، والدول التي لا تعتبر وترى مواطنيها مجرد أرقام للسلطة الداخلية ستنهار ذات يوم، فكم من دول لا تملك مقومات الحياة أوجدت نفسها منافس وبقوة دولياً ككوريا الجنوبية مثلاً وسنغافورة ذوات المساحات الصغيرة، كما يجب ألا ننسى خطوات كوريا وسنغافورة بمواجهة كورونا المستجد والتي اعتبرتها منظمة الصحة الدولية خطوات إيجابية.

ولا ننسى كذلك هنا موقف دولة الكويت تجاه اليمن وفلسطين والمسؤولية الدولية والإنسانية، كما أن دولة الكويت وعلى الرغم من اختلاف التوجهات السياسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا أنها تبرعت بـ 10 ملايين دولار كموقف إنساني يسجله التاريخ.

في النهاية وجب علينا أن نستوعب هذا الدرس، درس الاكتفاء الذاتي، وشراء المستلزمات الأساسية فقط، ودرس هام بأن كل الاقتصادات قائمة على الانهيار والتعافي، وعليكم مشاهدة الصين في يناير/ كانون الثاني، والصين في مارس/ آذار وذلك للاعتبار!






روداو
Top