• Sunday, 25 August 2024
logo

نوروز كوردستان مثار إعجاب

نوروز كوردستان مثار إعجاب

أوليغ ليفين فلاديميروفيتش



نوروز عيد تحتفل به أمم عديدة في 21 آذار من كل عام في كل من روسيا، العراق، إيران، أفغانستان ودول أخرى. لكن لهذا العيد مكانة خاصة عند الكورد. ما يميز نوروز عن غيره من الأعياد هو أنه يأتي في الربيع، وكلنا يعلم أن الربيع هو فصل الخضرة والورود في كل العالم، كما أن طقس الربيع مناسب جداً وخاصة في إقليم كوردستان، وهذا يساعد الكورد على الخروج في نزهات وسفرات في هذه المناسبة.

لنوروز، بصفته عيداً قومياً للكورد، تاريخ عريق. فهذا العيد يأتي في أول أيام السنة الجديدة وبداية الربيع، ما يعني أنه فصل تجدد الحياة بعد أن نودع الشتاء وفصل الثلوج والأمطار القاسي، حيث يعود ضياء الشمس مع الربيع. اسم نوروز يعني "اليوم الجديد" ولهذا يعرف بعيد الربيع وانبعاث الطبيعة من جديد وإنبات بذور الأمل والتفاؤل في قلوبنا جميعاً.

إننا كممثلية وقنصلية روسيا الاتحادية في أربيل، نتقدم بأحر التهاني إلى شعب كوردستان في كل مكان من العالم وخاصة في إقليم كوردستان، وأنا بصفتي قنصلاً عاماً في أربيل يسعدني أني أشهد هذا العيد المجيد للمرة الثانية في أربيل، وقد شهدت في السنة الماضية الاحتفال به عن كثب وقد كان حقاً مثار إعجابي، عندما رأيت الأخوات والأخوة الكورد يشاركون بشغف وشوق في هذا العيد ويخرجون للتنزه وتناول الطعام، ثم يعبرون عن فرحتهم من خلال ألعاب ربيعية ونشاطات جسدية واحتفالات ودبكات كوردية، ولما كان موقع مبنى قنصليتنا يطل على طريق بيرمام الذي يؤدي إلى العشرات من المواقع السياحية في كوردستان، مثل هنارة ودلوبة وشيرة سوار وشيخ تراب وغيرها من المواقع الخلابة، فإننا كنا نشاهد عن قرب هؤلاء الناس وهم يتخذون زينتهم ويتوجهون أفواجاً بسياراتهم ومع عوائلهم إلى تلك المناطق الجميلة الخلابة.

في هذه الفترة الحساسة، ندعم الخطوات الفعالة والمتوازنة التي تتخذها حكومة إقليم كوردستان – العراق لمواجهة كورونا في جمهورية العراق. فكل العالم يمر اليوم بمرحلة صعبة، لكننا واثقون أننا سننتصر على آثار (كوفيد 19) بجهودنا جميعاً.

اليوم وبعد مرور 32 سنة على قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي من قبل نظام صدام حسين، ننحني إجلالاً لضحايا تلك الفاجعة الكبرى في التاريخ الحديث للعراق، حيث تعرض خمسة آلاف مواطن بريء في مدينة حلبجة في آذار 1988 للقتل بصورة وحشية.

في هذا اليوم الحزين الحافل بالمآسي، تحيي قنصلية روسيا الاتحادية في أربيل مع شعب كوردستان العراق، ذكرى الضحايا والمصابين والمتضررين. نتقدم بتعازينا لذوي وأقارب ضحايا القصف الكيمياوي لحلبجة ونرجو الشفاء للذين مازالوا وبعد مرور 32 عاماً يعانون من آثار هذا الحادث المفجع على صحتهم.

كما نعبر عن مساندتنا ومواساتنا لكل مواطني العراق الذي كان دائماً دار العرب والكورد والمكونات المتنوعة الدينية والقومية ومثالاً للتعايش والمصالحة.

لقد اعتبر التقدميون في كل أنحاء العالم من هذه الكارثة، وعليهم أن يبذلوا كل جهد لمنع تكرار مثل هذه الأفعال المعادية للإنسانية التي سيتم تقييمها مستقبلاً تقييماً محايداً عادلاً، وتجري إدانتها.

في هذا السياق، نود أن نجدد تهانينا لأبناء حلبجة على قرار الحكومة الاتحادية العراقية الإقرار رسمياً بحلبجة محافظة رابعة في إقليم كوردستان – العراق.

باسم روسيا الاتحادية، وإلى جانب تهنئة شعب العراق بهذا العيد، أرجو للجميع مستقبلاً مشرقاً، آملاً الاحتفال بهذا العيد في كل سنة بسعادة وخير.

مبارك نوروزكم.

* القنصل العام لروسيا الاتحادية في أربيل.









روداو
Top