• Sunday, 25 August 2024
logo

حل الأزمات يبدأ من أربيل

حل الأزمات يبدأ من أربيل
معد فياض

في حديث سابق لي مع سفير الولايات المتحدة الامريكية الأسبق، زلماي خليل زاد، وكان في عاصمة إقليم كوردستان، عن سبب زياراته او زيارات كبار المسؤولين الأمريكيين المتكررة لاربيل، أجاب، وبصراحة " ذلك لأننا نثق بالكورد، واعني القيادة الكوردية، اكثر مما نثق بالحكومة الاتحادية (كانت برئاسة نوري المالكي) وبالاحزاب العربية العراقية، سنية وشيعية".

هذا الكلام لا يحتاج الى الكثير من الأدلة او الوثائق لتأكيد صحته، فلو رصدنا حركة زيارات كبار المسوولين الأمريكيين لإقليم كوردستان، أربيل خاصة، لتاكدنا ان هناك علاقات وثيقة للغاية بين الإدارة الامريكية والإدارة الكوردية في الإقليم.

ان تماسك القيادة الكوردستانية وثباتها على مواقفها المبدأية ونبذ الطائفية والعنصرية وعدم التفريق بين أبناء الإقليم، بل وبين أبناء الشعب العراقي جعل الإقليم الكوردي موضع ثقة قادة العالمين العربي والغربي، وهذا ما يشجعهم لزيارة أربيل والتباحث مع القيادة الكوردية في مستقبل العراق وأمنه وأمن المنطقة لثقتهم بمواقف قيادة الإقليم، خاصة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وهي مواقف مبدأية نابعة من حرص القادة الكورد على شعبهم بصورة خاصة وعلى العراقيين عامة. وهنا اشير بوضوح إلى زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس واجتماعه مع رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني، في 23 تشرين الثاني 2019، بعد زيارته لقاعدة عين الأسد في الانبار دون المرور ببغداد، والزيارة الأخيرة التي قام بها وفد حكومة الولايات المتحدة برئاسة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية ديفيد شنيكر، ولقائه مع الرئيس مسعود البارزاني. يضاف الى هذا أن ما من مسؤول غربي زار بغداد الا ويزور أربيل للاجتماع بالقيادة الكوردستانية ليستعين برأيها بعد ان تكون الآراء التي جمعها ببغداد متناقضة وافقدته بوصلة اتجاهات الآراء، فكل حزب او جهة تبدي رأياً مغايرا للاخرى وتنبع من توجهات قياداتها.

وكان لموقف الكتلة الكوردستانية في البرلمان العراقي بعدم حضورها، مع الكتل العربية السنية، جلسة البرلمان الهزيلة التي طالبت فيها بعض الأحزاب الشيعية خروج القوات الامريكية من العراق صداه الإيجابي بين العراقيين ولدى الإدارة الامريكية.

كل هذه المواقف ترشح قادة الإقليم ليلعبوا دورا فاعلا في حل الازمات الداخلية والاقليمية، باعتبار ان الزعماء الكورد محايدين وليس لديهم خطاب طائفي ولم يتورطوا في الدم العراقي، بل على العكس من ذلك ايدوا مطالب المتظاهرين لمحاربة الفساد والمحاصصة وتشكيل حكومة تكنوقراط، واستنكروا في ذات الوقت استخدام القوة المفرطة لقمع المتظاهرين.وكان بإمكان القيادة الكوردستانية ان تبادر لوضع الحلول لازمة لتشكيل الحكومة، بعد استقالة حكومة عادل عبد المهدي، لولا خشيتها من اتهامها من قبل بغداد بتحريض المتظاهرين ضد العملية السياسية.

وعلى مستوى الاحداث الإقليمية والدولية، فان الثقة التي يوليها القادة الغربيون للزعماء الكورد، لالتزام قيادييه بكلمتهم وثبات مواقفهم المبدأية، ولعدم انحيازهم لهذا المعسكر او ذاك ولارتباطهم بعلاقات جيدة مع الدول الإقليمية والغربية ترشحهم للقيام بدور متميز لحل الخلافات بين طهران وواشنطن انطلاقا من موقع الحفاظ على مصالح العراق وابعاد شبح الحرب عن المنطقة، وهذا ما اكدت عليه رئاسة إقليم كوردستان في "رفضها خطوات تصفية حسابات الدول على أرض العراق وانتهاك سيادته، داعيةً كل الأطراف إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس".

وعلى صلة بالموضوع يستعين عبد المهدي، بالقيادة الكوردستانية ويلجأ اليها، خلال زيارته لاربيل، لايجاد سبل إيجاد مخرج للازمات الراهنة التي يمر بها العراق. وهذا ما يؤكد ما ذهبنا اليه هنا من ان مفتاح حلول الازمات الداخلية والإقليمية يكمن في أربيل حصرا.






rudaw
Top