شيروان الشيمراني


يمكن رؤية الرد الإيراني على مقتل الجنرال الأول النافذ قاسم سليماني الثوري على القاعدتين العسكريتين الأمريكيتين في عين الأسد و حرير في أربيل باقليم كوردستان باقتضاب في النقاط التالية :

• مع أن الإيرانيين يقولون إن القصف الباليسيتي ليس كل شيء وأن هناك ما يأتي، إلا وبالنظر إلى الصدمة الإيرانية جراء اغتيال السليماني لم يُخلّف القصف صدمة قوية لدى الأمريكيين، بمعنى لم يكن رد الفعل بمستوى حجم و ضخامة الفعل، في حين كان المفروض أن يأتي الرد الايراني الأول صادماً و مزلزلاً و هو ما لم يحدث، ما يعني أنه جاء لامتصاص الهيجان الداخلي للتيار الثوري الايراني المحافظ، وأن القيادة الإيرانية لا تريد الزج بالدولة المتعبة اقتصادياً في حرب مع أعتى قوة عسكرية واقتصادية في العالم ..أنباء تقول أن القصف جاء بالترتيب مع الجانب الأمريكي، ولهذا لا خسائر بشرية في صفوف الجيش الأمريكي، وغالبية الصواريخ سقطت خارج سياج المعسكرين، و في معسر أربيل حتى الخسائر المادية معدومة نوعا ما؟ قاعدة عين الأسد يتواجد فيها نحو 2000 جندي أمريكي، لكن أيضا ما يقرب من 1500 جندي عراقي ايضاً.

• يوجد عدم التنسيق في ظاهر التصريحات الايرانية الرسمية٫ المرشد قال اننا وجهنا صفعة للامريكيين لكنها غير كافية٫ قائد الجيش قال ان ردنا المقبل يعتمد على التعاطي الامريكي على قصف القاعدتين٫ هـذان التصريحان متفقان بان الضربة وجهت الى الامريكيين ٫ الحكومة تقول القادم متعلق بالسلوك الامريكي٫ لكن التكملة عند المرشد الثوري وهي ماجرى من قصف غير كافي٫ و المعنى حسب قناعتي هو ان الدولة الايرانية - الحكومة - لن ترد بل الثورة - المرشد - ترد٫ و الثورة اجنحتها المستعملة خارج الدولة الايرانية هي التي ترد او تكمل ان كانت هتالك تكملة أصلاً٫ و هـذا ما يفسر تعليق زعيم عصائب اهل الحق الفصيل المسلح في الحشد الشعبي بان الرد العراقي انتقاما لابي المهدي المهندس يكون اقوى من الرد الايراني .

• منذ عام 2003 والايرانيين والامريكيين يتصارعان على الأرض العراقية، مباشرة في الجانب السياسي، و عبر وكلاء في الجانب العسكري، و الوقود كان من العراقيين، لكن بعد مقتل السليماني و القصف الايراني، تغيرت قواعد الاشتباك الى المواجهة المباشرة، و العراق لا حول لها و لا قوة، الدولة العراقية هي القوة تحتل المرتبة الثالثة على ارضها بعد طهران واشنطن… الهوى غير الوطني يمزق العراق بين الدول.

• تم تحييد الحكومة العراقية في هذا الصراع، فهي تنظر وتتفرج وتشاهد، عاجز عن المبادرة، تتوسل، و تستنكر، و تدين، فقط ، تقريبا حالها حال غيرها، تنتظر التشجيع من الدول الاخرى الصديقة حتى تتقوى، وإلا فهي لا تملك من الامر شيئاً، ولن يسمتع اليها اطراف الصراع، لان جسد الدولة مخترقة بالميول الاقليمية و الدولية، أرضها مستباحة و سيادتها مداسة، الخلاف واضح بين رئاسات الحكومة التي لا تقدر على عصيان طهران صراحة، و الجمهورية التي تريد ان تتصرف كدولة، و البرلمان التي تتأرجح بين المواقف حسب الرياح، مع الثبات و مداراة الجانب الايراني وفق صفقة تشكيل الحكومة العام المنصرم.

• اختيار عين الاسد في الانبار المنطقة السنية، و اربيل الكوردية، هل جاءت مصادفة؟ ام مقصودة من الجانب الايراني لارسال رسالة استنكار الى الطرفين بعد موقف نوابهما السلبي تجاه قرار البرلمان القاضي بالاستغناء عن القوات الدولية ؟ سقوط صاروخ قرب مطار اربيل الدولي في اقليم كوردستان كيف حدث ؟

و قد رفضت رئاسة اقليم كوردستان تلميحات صحيفة كيهان الايرانية، لسان حال الحرس الثوري الايراني بأن اربيل كانت على علم او ساهمت بشكل ما في القصف الامريكي الذي اسفر عن مقتل مهندس السياسة الاقليمية الايرانية قاسم سليماني، تلميحات كيهان لم تأتي عن فراغ.









روداو