• Sunday, 25 August 2024
logo

حرصا على مكونات العراق الحالي

حرصا على مكونات العراق الحالي
سربست بامرني



تبذل القيادة الكوردستانية كل ما في وسعها لرأب التصدع الذي تعيشه العملية السياسية في العراق والشرخ الكبير الحاصل بين الشارع العراقي والنظام الحاكم من خلال التأكيد على ضرورة الالتزام بالدستور الاتحادي واجراء التغييرات المطلوبة وفق السياقات الدستورية والقانونية وبما يحفظ وحدة البلاد الاختيارية وتنفيذ مطالب الجماهير المشروعة وتوفير مقومات واسس دولة المواطنة والعدالة والمساواة.

الجهد الوطني هذا، في الوقت الذي كان ولايزال من المفروض احترامه وتقديره والتجاوب معه، يقابل من عدة اطراف بالكثير من الجحود والتنكر وتتعالى الأصوات الحاقدة والعنصرية المتخلفة المرتبطة بأجندات خارجية، ترعد وتزبد وتهدد اقليم كوردستان بالويل والثبور وتطالب باكتساح مدنه وإعادة عقارب الساعة لزمن (شمالنا الحبيب) بكل مل كان يحمل من مأسي وجرائم ضد شعب كوردستان، يشجعهم في ذلك حفنة من المرتزقة ودونكيشوتات الفضائيات، لتصب جام حقدها العنصري الكريه على التجربة الكوردستانية ونجاحها في توفير الامن والاستقرار وفرص التنمية رغم ما تعرضت له من معادات وحصار اقتصادي وحتى هجوم عسكري عدواني.

ما سبق يثير للمرة الالف التساؤل المشروع حول حقيقة المشكلة العراقية وفيما إذا كان الوقت قد حان لإعادة النظر في هذا الاتحاد الذي فرضته المصالح الاستعمارية بداية القرن الماضي، فالمشكلة العراقية أساسا هي مشكلة بنيوية نابعة من التجميع العشوائي لمكونات لا يجمعها جامع، لا من الناحية القومية ولا من الناحية الدينية والطائفية، وكان السبب ولايزال في كل الماسي التي شهدها العراق ومكوناته وتخلفه المريع عن الركب الحضاري وتحقيق مجتمع متناغم منسجم مع نفسه ومع محيطه الخارجي.

الأصوات العدائية النشاز التي تتعالى هنا وهناك ضد الشعب الكوردستاني وتجربته الديموقراطية، تشكل دليلا صارخا على ان هذا التجميع القسري لم يعد قابلا للحياة ومن مصلحة مكونات العراق التوافق على التقسيم الودي ليتفرغ كل طرف لبناء مجتمعه وفق مصالحه الأساسية وبما يضمن السلام والاستقرار في المنطقة ويضع حدا حاسما للمحاولات الطائفية او القومية المستمرة لسيادة هذا الطرف او ذاك على مقدرات الاخرين، خاصة ومكونات العراق قد شبعت من القتل والدماء والدمار والتنكر لحقوق هذا المكون او ذاك.

ان حل مشكلة العراق البنيوية يكمن في تفكيك هذا التجميع العشوائي لمكوناته وهو ليس بالأمر المستحيل ولا من المقدسات التي لا يمكن المساس بها، فقد شهد العالم خلال الفترة القريبة المنصرمة تفكيك العديد من الدول القسرية التكوين كيوغسلافيا السابقة وجيكوسلوفاكيا والجنوب السوداني ..... الخ وكان هذا التفكيك سببا رئيسا في ضمان السلام والامن والاستقرار وحماية أرواح الناس وممتلكاتهم ومستقبلهم.

الازمة الحالية والصراعات الإقليمية والدولية في العراق وانجرار هذا الطرف او ذاك لتنفيذ اجندات خارجية وفشل العملية السياسية .......الخ تدعوا مكونات العراق الى وقفة تأريخية للاتفاق حول التقسيم الودي قبل ان تنزلق جميعا الى الاقتتال والحرب الاهلية ويدفع الجميع ثمنا فادحا..... فهل من يسمع؟ عسى ولعل.








pdk
Top