• Sunday, 25 August 2024
logo

كوردستان السلام والاستقرار

كوردستان السلام والاستقرار
سربست بامرني




قبل حوالي ستة اشهر نشرت صفحة الحزب الديموقراطي الكوردستاني الغراء، مشكورة، مقالتي (أربيل العاصمة المهمة في المنطقة – 16/6/2019 ) وها هي الاحداث وسيل الزيارات الدولية المهمة لكوردستان ( اخرها زيارة وزير الدفاع الإيطالي) تثبت حقيقة ان العاصمة أربيل أصبحت احدى مراكز القرار الرئيسة المؤثرة في المنطقة وان العالم اجمع يحترم رأي القيادة الكوردستانية عموما والزعيم الوطني مسعود بارزاني شخصيا وتحديدا، ويستشيرها في اغلب ما يخص الشأن العراقي والكوردستاني والموقف من الاحداث في المنطقة والحرب ضد الإرهاب وباعتبار كوردستان شريكا موثوقا يمكن الاعتماد عليه من اجل السلام والامن والاستقرار في المنطقة.

الموقف الدولي والإقليمي هذا لم يأتِ من فراغ وانما هو نتيجة السياسة الواقعية وذات المصداقية العالية للقيادة والشعب الكوردستاني والمتمثلة في:

-الابتعاد عن سياسة التموضع لصالح هذا المحور او ذاك وعدم الانجرار الى الصراعات الإقليمية والدولية في المنطقة والوقوف على مسافة متساوية من القوى المؤثرة في العراق والمنطقة وبما يضمن دور كوردستان في تقريب وجهات النظر وتجاوز الازمات والالتزام بالحلول السلمية وأيضا بما يضمن حماية التجربة الكوردستانية والمصالح الاستراتيجية لشعب كوردستان.

-الواقعية والموضوعية والمرونة في التعامل مع الاحداث والابتعاد كليا عن ردود الأفعال المتسرعة والمتشنجة.

-التأكيد على الموقف الكوردستاني الموحد فيما يخص القضايا الوطنية الاستراتيجية والالتزام به.

-استقبال أكثر من مليون لاجئ من الداخل العراقي ومن دول الجوار وفتح الأبواب امام استقرار الالاف المؤلفة من أبناء بقية مناطق العراق وتوفير الأمان وفرص العيش الكريم لهم، رغم الوضع الاقتصادي الصعب في كوردستان، تجسيد لثقافة التسامح وقبول الاخر والمصالحة الوطنية الحقيقية.

-ضمان الامن والاستقرار والسلم الاجتماعي والانفتاح على الطروحات والمقاربات السلمية والدستورية لحل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد وداخل المجتمع الكوردستاني.

-الاستعداد الدائم لمواجهة الإرهاب العالمي ومحاربة فلوله وعصاباته المهزومة التي تحاول تجميع قواها المنهارة هنا وهناك

-إيلاء اهتمام خاص بتصفير المشاكل سواء مع المركز الاتحادي او مع المحيط الإقليمي والتفرغ لحل مشاكل المواطنين اليومية ووضع الأسس السليمة لبناء اقتصاد قوي من اجل التنمية والتطوير، اذ لا تنمية حقيقية دون اقتصاد قوي متعدد المصادر وبالاستفادة من الخبرات والمعونات والمساعدات الدولية وجلب الاستثمارات وتشجيعها وخلق فرص جديدة للعمل .... الخ

السياسة الهادئة والمتوازنة للقيادة الكوردستانية من اجل تصفير المشاكل وتوجيه الطاقات المشتركة من اجل البناء والتقدم وضمان الامن والسلام والاستقرار، تحوز على تقدير واحترام العالم الخارجي والمجتمع الدولي ويدفعهم الى المزيد من التعاون مع أربيل، سواء في مجال مكافحة الإرهاب او ضمان المصالح المشتركة أو تقديم المعونات والمساعدات الممكنة لواحة التجربة الكوردستانية الناجحة التي يعمها الامن والسلام والاستقرار في هذه المنطقة الملتهبة من عالمنا اليوم، واذا كان نجاح التجربة الكوردستانية (رغم بعض السلبيات والاخفاقات وكثرة العراقيل والاعداء) نتيجة لحرص القيادة الكوردستانية وعقلانية مواقفها من جانب، فمن جانب اخر هي نتيجة الصمود البطولي لشعب كوردستان تجاه الظروف القاسية التي مر بها والتضحيات الجسيمة التي قدمها والالتفاف الواعي حول قياداته الوطنية واصراره على بناء مجتمع حضاري متقدم يضمن الحياة الحرة الكريمة لأبنائه كما يضمن علاقات إنسانية إيجابية متقدمة مع محيطه الخارجي.

كوردستان السلام والامن والاستقرار تسير قدما نحو الامام وطوبى للجماهير الكوردستانية وقياداته الوطنية، صانعوا مجد المستقبل المشرق القادم لا محالة.








pdf
Top