• Sunday, 25 August 2024
logo

الاتحاد في عهد لاهور

الاتحاد في عهد لاهور
ريبوار كريم ولي

(1)
إن المُراهنات على عدم عقد المؤتمر الرابع للاتحاد الوطني الكوردستاني في طريقها إلى الزوال، ومع أن الضغوطات لعدم عقد المؤتمر قبل نهاية العام، تجعل من المؤتمر العام في ما يتعلق بحجم المؤتمر من حيث الضيوف (الخارجيين والداخليين) يسبق صيت المؤتمر. يُعتبر المؤتمر تحدياً كبيراً وبدايةً لإعطاء الشرعية للتوريث (جعل الحزب حزب العائلة) مثل الأحزاب الأخرى. يوجد داخل الأجنحة الرئيسة الثلاثة في الاتحاد (لاهور شيخ جنكي، كوسرت رسول - الكركوكيين، بيت الطالباني – إبراهيم أحمد) شبه انفاق على دخول المؤتمر بالتوافق والخروج منه أيضاً بالتوافق، إلا أن هناك حقيقة وهي أن لاهور وفي الانتخابات الداخلية وبدون أن يستخدم لقب الطالباني فاز بأكثرية مراكز الاتحاد (وذلك كون أكثرية مسؤولي المراكز تم تعيينهم من قبله) وأدخل أكبر عدد من الأعضاء إلى المؤتمر وقد دفع هذا الأمر به في أن يجعل منصب رئيس الاتحاد نصب عينيه، ولكن لا يبدو بأن لاهور وفي هذه المرحلة يريد استلام القيادة ومشاكلها، فهو يعلم بأن الجناحين الثانيين لن يسمحا له بذلك بكل سهولة وهو لا يريد قيادة شبه مشروطة أو تشريفاتية.

سوف تقوم الأجنحة الثلاثة المشار إليها أعلاه، إلى جانب برهم صالح، بتسنم أكثرية المناصب في قيادة الاتحاد، إن هذا الواقع (من حيث القوة والسلطة) ظهر داخل الاتحاد الوطني بعد وفاة الطالباني وسوف يأخذ الشرعية بعد المؤتمر، والمهم في هذا الأمر بأن لاهور أياً كان منصبه وموقعه سوف يحدد السياسة والبعد الستراتيجي للاتحاد، ويعلم حلفاؤه هذا الأمر جيداً وقاموا بالاستثمار في ذلك.

إن الاتحاد في عهد لاهور عمل على إبادة حركة التغيير (التي تضعف يوماً بعد يوم). سوف يشكل ذلك تحدياً للديمقراطي الكوردستاني، حيث سيضع لاهور خطابه الخجول السابق جانباً، وبدل أن يُظهر نفسه كشريك وحليف للديمقراطي سيتحول إلى معارض لأن مصدر قوة لاهور ومن الأساس كان إظهار العداء للديمقراطي الكوردستاني.

رجل المؤتمر الضعيف
(2)
ليس من المعلوم حتى اللحظة إن كان برهم صالح سيشارك (كنائب ثان للسكرتير العام) في المؤتمر أم لا؟ فهناك أنباء حول عدم حضوره للمؤتمر بسبب الأحداث في بغداد، والحقيقة هي أن موقع برهم صالح داخل الاتحاد مرتبط بمدى دعم الأجنحة الأخرى له. بمعنى آخر هُم من سوف يقررون مصيره. في الانتخابات الداخلية لم ينجح أحد وليس له وزن، إلا أن الأجنحة الثلاثة الأخرى داخل الاتحاد يحتاجون الانفاق حول شخص مقبول من الجميع يتم تعيينه وليس انتخابه! آنذاك سوف يكون من السهل تنحيته.

لعل أكبر خطأ سياسي اقترفه الدكتور برهم كان عودته للاتحاد دون دعم الحزب، لذا فهو يحتاج الآن الاتحاد أكثر من احتياج الاتحاد إليه، وسوف يجد مصيره السياسي بين ثنايا الانفاق بين أجنحة الحزب وليس لكونه جزءاً فعّالاً من المعادلات.

بحسب الانفاق غير المعلن (إن لم يأخذ الحماس الزائد البعض وخربوا الانفاق) من المفروض الانتهاء من كل شيء في اليوم الأول، مع أنه ليس من المعلوم حتى الآن إن كان سيتم فرز صناديق الاقتراع في مكان آمن وفي بيت الطالباني، مثل ما حدث في المؤتمرين الثاني والثالث ولمدة أسبوعين!. ومن المفترض أن يصبح كوسرت رسول وعن طريق الانتخابات رئيساً لمجلس يمتلك حق النقض (الفيتو) للقرارات. وسوف يتم تحديد برهم صالح كرئيس للحزب بعد انتخاب أعضاء الرئاسة وتعيين عدد من النواب له والذين سيقومون فعلياً بإدارة الحزب. سيكون برهم صالح في بغداد واجهةً للاتحاد الوطني وسُيدعم للاستمرار في منصبه كرئيس جمهورية العراق لدورة ثانية، وسيلعب دور ملا بختيار في ما يتعلق بالهبوط والصعود في العلاقة مع الديمقراطي الكوردستاني.

من المؤكد بأن برهم صالح ليس بالسياسي الضعيف الوحيد داخل الاتحاد الوطني فهناك غيره من الذين يتموقعون خارج معادلات العائلة والمال والسلاح والتّمكُن، فهم إما يقبلون بما قُسم لهم أو يخرجون.

العبرة في المخصصات!
(3)
قرابة 53% من الأموال التي تصرف كرواتب في إقليم كوردستان هي عبارة عن مخصصات لأكثر من 20 نوعاً من المخصصات، والتي تم تنظيمها بقوانين وهناك قرابة 10 من هذا النوع تم تنظيمها بتعليمات. الطريف في الأمر، حين تم إعلان مسودة قانون الإصلاح في الرواتب والمخصصات والتقاعد من قبل مجلس الوزراء، قام كل حزب من طرفه بإعلان نفسه مدافعاً عن المخصصات! إن مسودة القانون لا تمُت من قريب أو بعيد بأي صلة بالقانون الذي تم إرساله من قبل الحكومة الثامنة إلى البرلمان والذي تم نقضه من قبل رئيس البرلمان. ففي القانون السابق تم تخمين المبلغ الذي ستتم إعادته للحكومة، بمعنى آخر كان عبارة عن خطة سريعة للتقليل من النفقات. إلا أن الحالي يتطلع إلى المستقبل دون تحديد الدخل ويبدو وكأنه جاء من أجل تخفيف الضغط على شركاء الديمقراطي الكوردستاني في الحكم. إلا أن هذا الأمر لن يغير شيئاً من نية الديمقراطي للإصلاح الجذري في كوردستان.






rudaw

Top