• Sunday, 25 August 2024
logo

رسالة مفتوحة الى السياسيين

رسالة مفتوحة الى السياسيين
ماجد دباغ



يستحق الشعب العراقي ان يسعد ويفرح بعد سنوات من الظلم والاضطهاد ، سنوات حالكة لم تمر بمرور الكرام ، لقد دفع هذا الشعب الابي مهرا غاليا من دموع الامهات الثكالى ودماء الشهداء الابرار وصرخات الابرياء والمظلومين والصبر على المكاره والأذى للوصول الى مبتغاه ، لمعنى أن تكون عراقيا تحلم بالامن والاستقرار وسيادة القانون.

رأيت أن أقدم بهذه الكلمات لأخاطب كل من هم في سدة الحكم ، رؤساء الاحزاب والتيارات السياسية العراقية ، نحن ايها السادة في أصعب أيام العراق وفي أحلك الظروف ، والايام القادمات ستكون اكثر تعقيدة في حياة العراقيين بكافة مكوناتهم واطيافهم ، فقد تأملنا بكم خيرا بعد سقوط الصنم وأوشكنا على انتهاء الظلم والتهميش والدخول في معترك سياسي جديد قوامه تأمين الحياة الكريمة والرغيدة للشعب العراقي الاصيل، لكن مع الاسف الشديد لم تكونوا بمستوى الطموح ، فقد كان حكمكم منذ عام 2003 وحتى الان ، لا يستحق المدح والثناء حتى النهاية ، في البدايات أتقنتم فنون المراوغة واللف والدوران على الشعب ، وفي النهايات أدمنتم سفك دماءهم فمنيتم بالفشل فخرجتم مشيعين بالسخرية واللعنات، نقضتم العهد والموثق وطغيتم وتكبرتم وتجبرتم على الشعب، لم تدبروا امرالعراقيين والتعاطي معهم بالحب، كنتم غائبين طوال السنوات العجاف من حكمكم وحين تستهل ايام الانتخابات تخرجون من عزلتكم وسباتكم وتتوسلون للشعب لحصد الأصوات ببرامجكم الأنتخابية ببهرجة زائدة ووعود لم تستطيعوا الأيفاء بها وحولتم ساحات وشوارع المحافظات الى (زرق ورق) ، وتمرير الصفقات السياسية المشبوهة وتمديد سنوات حكمكم دون اكتراث لمعاناة الشعب ، نأمل ان تكون استقالة الدكتورعادل عبدالمهدي ، بمثابة ورقة نجاة لكم ولكل النخبة السياسية التي لم تستطع الخروج من مراهقتها السياسية لاستعصاء الحالة ، وبالتالي عجزتم عن خلق نظام ديمقراطي وادارة البلاد بكفاءة وحكمة ، وعليكم الاعتراف بفشلكم وتغادروا مناصبكم قبل ان يسقط اخر قطرة حياء في جبينكم، والحق ما يقال ان السيد عادل عبدالمهدي لم يخذل شعبه وانصاع لمطالب المتظاهرين وغادر منصبه ليس من موقع الضعف والتشبث بالمنصب بل كان واثقا بعدم وجود رغبة صادقة من قبلكم للنهوض بواقع البلد ، و يخطئ من يظن انكم سترحلون بعد ان عثتم في الارض فسادا ، وذكرتموني بصدام حسين حين توعد الشعب العراقي بقوله سأترك العراق ورائي خرابا, وتوعد ابن القذافي سيف الاسلام شعبه بقوله سأمزق ليبيا وأجعلها قطعة قطعة ولابد ان تنسوا شيئا اسمه (بترول) ، وما تفعلونه اليوم بالمتظاهرين من القتل والخطف والتهديد هو اكثر وحشية واجرامية بما تفعله اسرائيل بحق الفلسطينيين حتى اختلط علينا الامور ان كانت المظاهرات تجري في شوارع الفلسطين او في العراق او الجزائر اولبنان او اليمن او غيرها من البلدان ، اعترف بأنكم اجدتم لعبة محاصصة سياسية وبأمتياز ولولاها لما اثريتم على حساب اموال الشعب العراقي المسكين ، مستمدين قوتكم بما سيقوله الدستور ويفرضه على الحراك الشعبي :

١- انه مهما كان الامر، فإن رئيس الجمهورية هو الذي سيكلف رئيس الوزراء الجديد !

٢- الحكومة الجديدة، تسمى من قبل مجلس النواب ، وليس غيره، بجميع نوابه المنتمين لاحزاب وتيارات سياسية ودينية الحالية وهو الذي سيعطيها الاغلبية النيابية الجديدة.

في رأي الشخصي المتواضع أن الشعب العراقي عليه ان لا ينتظر الاحزاب لتقرر له ماذا يفعل بل هو الذي يملك ساعة الصفر ، واستغرب حينما اسمع اجراء انتخابات مبكرة او تكليف رئيس وزراء جديد بتشكيل حكومة جديدة علما بأن الحكومة المستقيلة استغرقت تشكيلها اكثرمن سنة واحدة ، ما هي الحيضيات والضمانات الكفيلة للوصول الى الصيغة النهائية لتشكيل الحكومة في اقرب وقت ، متناسين بأن كل دقيقة او ساعة تمر تدمر البلاد وتحتاج الى سنوات لأصلاحها ..فمن استطاع ان يغيرالنظام فليفعل قبل ان یعم الفوضى في البلاد، المهم ان نسير بمنظومة تصنع التغيير والتأثير الأيجابي في ادارة البلاد.











روداو
Top