• Sunday, 25 August 2024
logo

الكورد وساحة التحرير

الكورد وساحة التحرير
شيروان الشميراني


حديث كثير دار خلال الفترة الماضية حول موقف الطرف الكوردي مما يجري من جركة احتجاجية في العراق، قسم منه كان سلبيا للغاية، وبعض منه عتابية من المثقفين و الناشطين و السياسيين المشاركين في التظاهرات .

لكن ما هو غير معقول أن يخاطب رجل قبيلة في أقاصي جنوب البصرة تجمعا معترضاً، بأن القوة التي ستهاجم اعتصامهم هويتها كوردية قادمة من كوردستان….الحق انه في اشد الايام دموية بين النظام السابق والجانب الكوردي، لم يحدث ان وصل الشقاق الى المستوي الشعبي في الشارع، لكن في هذه الايام بدأ ينزل الى الدرك الأسفل من الارض … هناك مغرضين يعيشون في الاحقاب الميتة ينفخون في الكير …

يقوم الموقف الكوردي او ينبغي أن يقوم على الأسس التالية:-

١- مبدئي فكري قائم على المبادئ الحقوقية الشرعية - دينا و دنيا-، و اخلاقية، ان لا مفر من تأيد المتظاهرين، هذا المبدأ أخذ ثلاثة اتجاهات :

أ- تاييد مطلق، و هو آتٍ من المثقفين و الناقمين على الاوضاع، تجلى في البلاغ الموقع من ١٠٦ ناشطا و مثقفا و برلمانيا و اكاديميين و سياسيين ..

ب- التعامل الاعلامي الذي غطى تفاصيل الحركة الاحتجاجية، لكنه تعامل حذر..

ج- سياسي، من السلطات الكوردية و الاحزاب الحاكمة، و هو الاكثر تاثيرًا و صدى في الشارع العربي، يقوم على التأييد المتحفظ، التحفظ من جانب نوعية حركة المتظاهرين، ان تبقى سلمية بعيدة عن العنف والتخريب، و من جانب آخر الحديث عن مكتسبات و حقوق قومية كوردية في اطار العراق الواحد، بمعنى ان للكورد مخاوف من الدعوات المطلقة التي تصدع بها حناجر المحتجين في الساحات …

هذه المخاوف تأتي عبر ثلاثة اشياء كلها مخلوقة في الاذهان نتيجة التأريخ و تجاربها المرة ..

خوف من التحول من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي، و ذلك لثلاثة اسباب :

السبب الاول ، ان الثقافة السياسية و الطبيعة الانسانية في العراق، نظرا الى ١٦ سنة من الحكم هي ان الصلاحيات المطلقة تخلق دكتاتوراً، في الماضي و على الرغم من الاستناد الى النظام البرلماني إلا أنَ الحكم في بعض الاحيان كان مطلقاً لا دستورياً .

السبب الثاني . ان الكورد لن يكون لهم دور في العراق المركزي الاتحادي، نظرا لما تقتضيه طبيعة النطام الرئاسي خاصة اذا كان عبر الانتخاب الشعبي المباشر و ليس عبر البرلمان.

السبب الثالث ، الخوف من المس بالنظام الفدرالي، و هو الذي اعطى دفعة قوية لكوردستان ان يتطور و يزدهر، و اسكن الشعور الكوردي بالغبن، فشئنا ام لم نشأ، ان القومية الكوردية هي غير القومية العربية، والنطام الفدرالي معمول به في الدول المتعددة القوميات .

كما ان الكورد حذرون من استغلال الهيجان الشعبي من قبل الحاقدين للنيل من الجانب الكوردي و احياء القومية المتعصبة المبنية على التعصب الى رابطة الدم، من مثل التراجع عن الحقوق الدستورية و كتابة دستور في اجواء غير صحية، بالاضافة إلى قضية النفط و الغاز و الموازنة الاتحادية.

هذه الامور هي التي تتحكم في الموقف الكوردي، و يرون فيه جانباً او مرحلة جديدة من النضال المدني، مع الوقوف الكامل بجانب المتظاهر المظلوم و المخدوع من قبل الطبقة السياسية الحاكمة في تلك المناطق .









روداو
Top