• Sunday, 25 August 2024
logo

صراع على روجآفاي كوردستان

صراع على روجآفاي كوردستان
فاروق حجي مصطفى



عاملان يؤشران على حدوث تحول كبير في روجآفاي كوردستان من كل النواحي.

العامل الأول، وما إن قالت أمريكا بأنها ستنسحب من "شمال شرق سوريا" حتى تواجدت القوات الروسية وقوات النظام في منبج وكوباني وتل تمر.

العامل الثاني، هو عدول الأمريكان عن قرارهم والعودة ثانية إلى المنطقة ولكن بحجة أخرى!

في العامل الأول، وبعيداً عن جهوزيّة الإدارة الذاتيّة للاتفاق مع النظام، وكيف أن الاتفاقيّة تمت بعجالة حتى دون البحث والخوض في المستقبل السياسيّ للكورد ومؤسساتهم المنجزة خلال السنوات الثمان من الحرب، فإنّ سرعة تواجد الشرطة العسكريّة الروسيّة، وجنود الجيش الحكومي السوري وتعزيز مواقعها في كوباني ومنبج وأيضا محاولتها في مدن عامودا وقامشلو تشي بأن الروس أرادوا أن يخلقوا أمر واقع ليس لأجل تغيير التوازنات واستفادة الروس من لقاء (بوتين-اردوغان) في سوتشي، إنّما أبعد من ذلك، فالأمر كان متعلقاً بالدرجة الأولى بالتطورات والمقاربات سواء أ كان أوربيّاً أو أمريكيّاً.

وفي العامل الثاني، تراجع الأمريكان عن خطوتهم وبحجة مختلفة عن السابق، حيث حراسة النفط؛ في ظل أنّ النفط وبالرغم من أهميته لم يكن جزءاً مبرراً لتواجد الأمريكان في المنطقة، ولا حتى الكورد حسبوا حساب النفط وكونه سيصبح معضلة أو معادلة تجرى حراكاً دبلومسياً وقد تكون حرباً حولها.

وبعيداً عند اتهام الروس للأمريكان ب "اللصوصيّة"، فإنّ الواقع يبدو عكس ذلك تماماً، فالأمريكان يعرفون أكثر من أي طرف أنّ عودة أمريكا إلى المنطقة وتعزيز مكانها في مناطق نفطيّة بدون مشروعيّة سياسيّة وبدعم قضيّة سياسيّة أو شعب ما يُصنّف فعلياً "قرصنة" أو نهب ثروات، وهذا ما لا يمكن أن يقبله العقل الأمريكي الذي يطمح ليكون قوة عظيمة بين الدول الكبيرة.

هناك احتمالان، الإحتمال الأول هو شعور ترامب بمستقبله الانتخابي على أن ما جرى لا يخدم بتاتاً مستقبله السياسي؛ وعاد لكي ينقذ نفسه ومستقبله من بوابة النفط خاصة أن الجمهور الغربي كله يدرك أهميّة "دبلوماسيّة النفط" .

والاحتمال الثاني، هو أن الضغط الذي ناله ترامب من أمريكا العميقة دفع به للبحث عن حجة مقنعة حيث حراسة النفط لا أن يُحجب عن النظام إنّما لصرف عائداته لضرب الإرهاب (داعش).

ولا نستغرب، أنّ ما جرى كان لصالح روسيا بامتياز، وهذا يعني أنّ الأمة الأمريكية عملت أكثر من خمس سنوات لتحقيق المصلحة الروسية وتعزيز مكانة روسيا في مستقبل سوريا، ويبدو أنّ الروس هم أكثر من أي طرف منخرط في الرمل السوري كان جاهزاً لقطاف ما أفرزته الحرب، خاصة في جانبها الكردي؛ استطاعت أن تستقطب تركيا نحوها، ودفعت بالكرد للانخراط في الحوار مع النظام، واحراج أمريكا والتأثير مستقبلاً على المزاج أو المشهد الانتخابي الأمريكي، ودخول "سوتشي" كمفردة بخط عريض في تاريخ سوريا والكرد والأتراك.

بقي القول، إن وضع الكورد في روجآفاي كوردستان مقبل على مشهد مختلف فالصراع الذي دام لسنوات على سوريا، يتحول لأن يكون الصراع الراهن على المناطق الكردية... أكيد هناك نتيجة، والسؤال، هل تلبي تطلعات الكرد؟ هل هناك ثمن باهظ لذلك؟

و المقال بجملتين :

"صحيح إنّ ما يعيشه الكورد الآن من مآسي بسبب لعنة النفط، ومن يدري ربما يصبح النفط الآن سبباً لنصر قضيتهم!".











باسنيوز
Top