• Sunday, 25 August 2024
logo

حكومة السيد مسرور بارزاني ومائة يوم على تشكيلها

حكومة السيد مسرور بارزاني ومائة يوم على تشكيلها
سربست بامرني

في مقاربة غريبة وخبيثة يحاول البعض تقييم اداء حكومة كوردستان ومحاسبتها بمناسبة مرور مائة يوم على تشكيلها، بمقارنتها باكثر الدول الديموقراطية تطورا ورسوخا واستقرارا، دون الاخذ بنظر الاعتبار الاوضاع الخاصة بكوردستان وصعوبة المهام المطلوبة من الحكومة انجازها في هذا الوقت القصير.

صحيح ان هناك مهام ملحة تنتظر التنفيذ وقد اكد عليها البرنامج الحكومي المعلن كمثل تكريس حماية استقلال القضاء وضمان العدالة ومحاربة الفساد والبطالة والفقر وتوفير سبل العيش الكريم وتطوير البنى التحتية اللازمة للتنمية وفتح الابواب امام الاستثمارات........ الخ ولكن الصحيح ايضا ان هناك جملة من المعوقات الحقيقية ومنها:

- ان كوردستان خرجت قريبا من صراع دموي مع الارهاب العالمي الذي كلفها بالاضافة الى الضحايا البشرية الكثير من الاموال والديون وقرابة مليوني لاجيء لا تزال كوردستان تحتضنهم دون اي مساعدات او معونات حقيقية سواء من الدولة الاتحادية او العالم الخارجي.

- ان المشاكل مع الدولة الاتحادية خاصة ما يتعلق منها بالميزانية السنوية والتخصيصات والرواتب والاجور..... الخ والحصار الاقتصادي السابق اثرت سلبا على تغطية المصاريف اللازمة لتنفيذ البرامج، ورغم ان الامور تسير حاليا ببطء السلحفاة لحل هذه المشاكل الا انها تؤثر سلبا على سرعة التنفيذ ونوعية الاداء.

- ان كوردستان لاتزال تعيش تحت وطأة الهاجس الامني وامكانية عودة الارهاب العالمي وهو خطر لا يمكن تجاهله ويرغم الحكومة على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لاي تهديد مستقبلي وهي خطوات مكلفة تحد من قدرة تخصيص الاموال اللازمة للعديد من القطاعات.

- ان كوردستان تعاني من ترهل فظيع في الجهاز الاداري ولا يمكن عمليا الاستغناء عن هذه الكتلة البشرية دون تقديم البديل المناسب وفرص العمل لتامين حياتها ومستقبلها.

- ان كوردستان تفتقر حقا الى الاختصاصيين وذوي الخبرة في اغلب القطاعات وهو ما يؤثر سلبا على الاداء القانوني والاداري والتخطيط العلمي.

اضافة لما سبق فان مستويات التقدم العلمي والاداري والاجتماعي والفكري في كوردستان لا يمكن مقارنته بما وصلت اليه التجارب الديموقراطية الراسخة والمتطورة التي تحاسب حكوماتها بعد مائة يوم من تشكيلها حول مدى نجاحها والتزامها ببرنامجها اولا، والمقاربة التي يسوقها البعض حاليا حول اداء حكومة كوردستان لا تخرج عن كونها محاولة يائسة للنيل من التجربة الكوردستانية واحداث شرخ بينها وبين الشارع الكوردستاني.

المقاربة والمقارنة الصحيحة والعادلة هي في تقييم الخطوات التي اتخذتها حكومة الاجماع الوطني برئاسة السيد مسرور بارزاني وفيما اذا كانت لصالح المجتمع ام لا وهي خطوات ( رغم محدوديتها) استقبلها الشارع الكوردستاني بمزيد من التأييد والامل بتحسن الاوضاع نحو الافضل.

المطلوب هو السير في الطريق الصائب وفق الامكانات المتاحة وهو ما تقوم به حكومة السيد مسرور بارزاني وليشرب الذين يستهدفون تجربة اقليم كوردستان من ماء البحر.







pdk
Top