• Wednesday, 13 November 2024
logo

الشهيد محمود ايزدي يبقى خالداً.!

الشهيد محمود ايزدي يبقى خالداً.!
نايف رشو الايسياني

تمر اليوم الذكرى الـ40 على استشهاد القائد المغوار محمود ايزدي، أحد أشهر ثوار القرن العشرين، كان الشهيد البطل قد أطلق الرصاصة الاولى في ثورة كولان التقدمية في 1976/5/26 متجاوزاً بذلك مشاعر الخيبة والانكسار التي خلفتها(اتفاقية الجزائرالمشؤومة 1975). ومنذ تلك اللحظة زعزع استقرارالعدو وتحركه في كوردستان فلم يسمح للعدو ان يهنأ بمصايف كوردستان الجميلة، كان محمود قائداً شجاعاً مميزاً سارعلى نهج وأخلاقيات مدرسة البارزاني الخالد في تنفيذ الواجبات بدقة وأمانة في الجبل والسهل والمدن والقرى، وهو من بعث الدم في الثورة الكوردية وكان الامل المنشود لبراعم الثورة اولاد الشهداء والمناضلين. سرعان ماقام بنشر الوعي القومي للكورد والتهيؤ للثورة الجديدة، لذا لقب ببطل حرب العصابات في تحرير الشعوب المضطهدة.

اسمه الحقيقي ( هاشم الياس سلو) من عشيرة الهكارية ومن عائلة فقيرة، ولد في قرية باعدرة عام 1944، واستشهد المناضل فى مثل هذا اليوم المشؤوم ليلة18-19/08/1979 وقدعم جو من الخشوع والاحترام في كوردستان بارتداء الثوب الاسود.

بدأ الشهيد محمود ايزدي بالتحرك بعد ان التقى بالاب الروحي البارزاني الخالد قائد ثورة ايلول العظيمة ورئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني والقادة المناضلين منهم الشهيد ادريس بارزاني ورئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني الحالي الرئيس مسعود بارزاني في ايران، ومن معسكر مهران في ايران الذي كان فيه تحت الاقامة الجبرية حاول العبور الى تركيا وثم الى سوريا وهناك التقى ببعض المناضلين ونظم خلية حزبية هناك واخذ المشورة والتوصيات اللازمة، وبعدها ترك سوريا مع بعض اصدقاءه المناضلين المخضرمين وعبروا الى تركيا ودخلوا كوردستان العراق، وقبل انطلاق ثورة كولان بدا مسيرة التنظيم والنضال السري من قرية جيلكي سيدا ومن كوماتة اتخذ مقرا لقيادته المؤقتة وتحرك نحو تشكيل تنظيم حديدي داخل المدن والقرى في الجزء الجنوبي من كوردستان حيث في هذه الاثناء زار مسقط راسه في باعدره و دخل الموصل ودهوك والى بغداد متنكراً لخداع العدو وفي كل مرة يغير هويته ويتنكر بملابس عسكرية ومرة كمعلم مدرسة وعامل بناء، ذاع صيته وخافه ازلام النظام حتى في فراش النوم وظل كابوساً يلازمهم، وفشل العدو في العديد من المواجهات العسكرية معه نذكر على سبيل المثال(بيلكيف، القوش، سرسنكي، كلي كورتكي، شمكاني، شكفتي، زاويتي،،،،،،الخ) وكان ذلك تحدياً كبيرا للنظام حيث مفرزة مسلحة صغيرة من المناضلين الأشداء بإمكانات محدودة يقف بوجه الترسانة العسكرية العراقية، وقد حاول العدو عدة محاولات لاغتياله لكنه فشل.

اهم المهام التي قام به الشهيد في تلك المرحلة الحرجة هو إفشال خطط النظام رغم ان العدو كان في ذلك الوقت في غليان البراكين ضراوة وشراسة يفوقه ورفاقه بكافة صنوف الاسلحة الثقيلة والخفيفة محمياَ من السماء بالطائرات الحربية المتطورة تكنولوجياً ولوجستياً، وابدى ذلك البطل المغوار مقاومة عنيفة واسقط برامج العدو لتعريب المنطقة وترحيل الكورد من موطنهم كوردستان الى جنوب العراق، كما وافشل خططهم ضد الپێشمه‌رگة الذين رفعوا شعار(يان كوردستان يان نه مان) من استمرار النضال.

ان الصفات النبيلة التي التي كان الشهيد يتمتع به من صفات نضالية نادرة، الهدوء والتحلي بالصبر ويستمد القوة من إيمانه بقضيته العادلة واصراره على النضال في سبيل تحرير كوردستان والعمل في توحيد صفوف الپێشمه‌رگة والسير بتوجيهات القيادة الكوردية للوقوف بوجه الخطط التي تعتبر معوقات في سبيل تحقيق انجازات شعب كوردستان وفاءا لشعبه الذي انجب مناضلا من هذا الطراز وللحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي الهم الشهيد بافكار ليكون نبراسا ورافعا لراية لا للتبعيث ولا للتعريب ونعم للنضال من اجل كوردستان وبقاء راية كوردستان عالياً ترفرف فوق كل شبر من كوردستان.

وبناءً على رغبة عائلته تم نقل جثمانه الطاهر إلى معبد لالش بمراسيم كبيرة وبحضور عدد كبير من المسؤولين الحزبيين والإداريين وجمهور غفير حيث دفن في مثواه الأخير بمعبد لالش. وفي عام 2002 قامت حكومة إقليم كوردستان العراق بفتح مدرسة في باعدرة أطلقت عليها إسم محمود ايزيدي، وإختيار إبنه الأكبر محمود عضواً في قياة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كما قامت حكومة إقليم كوردستان العراق بنصب تمثال له عام 2011 في تقاطع مفرق قضاء شيخان.

ان البرلمان وحكومة اقليم كوردستان والفدرالية وما تنعم به كوردستان من استقرار سياسي وامني واقتصادي ليس إلا ثمرة من ثمار دم الشهيد محمود ودماء الاف الشهداء الأبطال امثاله، نتمنى من القادة الجدد الحفاظ على هذا الانجاز التاريخي للكورد وكوردستان (الاقليم).

فالف تحية لروح الشهيد محمود ايزدي الذي ستبقى ذكراه حية بيننا.

المجد والخلود للشهداء الابطال مفجري الثورة الكوردية وعلى رأسهم الاب الروحي للامة الكوردية الخالد ملا مصطفى البارزاني والشهيد ادريس بارزاني مهندس المصالحة الوطنية.

الف تحية لشهداء الحركة التحررية الكوردية وشهداء الكورد الايزديين الذين استشهدوا في الفرمانات الـ 73 من اجل الحفاظ على الارض والدم واللغة الكوردية نبعا نقيا صافيا من دون شائب الى اليوم.





p d k
Top