• Sunday, 25 August 2024
logo

إطلاق النار على كوردستان

إطلاق النار على كوردستان
اكو محمد








أدى هجوم أربيل إلى جرح إقليم كوردستان وزاد أنقرة قوة. مثلما حدث عند قتل السفير الروسي في أنقرة في كانون الأول 2016، فلم تهزم روسيا جراء ذلك الهجوم، بل بدت تركيا ضعيفة. لذا فإن رصاص المسدسات الثلاثة الكاتمة للصوت التي كانت في أيدي ثلاثة شباب في 17 تموز بأربيل، وقبل أن تصيب موظف القنصلية التركية، أصابت أمن واستقرار إقليم كوردستان.

لن يغير من الأمر شيئاً كون (عثمان كوسة) موظفاً في القنصلية التركية، أو "ضابط ميت في مكتب إيران" كما قالت عنبرين زمان في تقرير للمونيتور. فالذي استهدف في هذا الهجوم كان كوردستان وليس تركيا. لذا فإن الرئيسين المشتركين لحزب الشعوب الديمقراطي، أصابا عندما أدانا من خلال جملة قصيرة الهجوم "في مكان بعيد عن ساحة الحرب" على "الدبلوماسيين".

خرب قتل عثمان كوسة في أربيل، السعي الجاد من جانب إقليم كوردستان لإعادة بناء عملية السلام. فقد بذلت جهود كثيرة، وكانت هناك أرضية جيدة تمهد، لكن هجوم أربيل أعاد إقليم كوردستان إلى مرحلة الاهتمام بتعزيز استقراره، بدلاً عن بناء السلام في محيطه.

أعاد هجوم 17 تموز، رسائل أوجلان الداعية إلى إقامة توافق سياسي لاستئناف المحادثات، وتعزيز المكانة السياسية الكوردية في إسطنبول، إلى نقطة الصفر. حتى أن حزب الشعب الجمهوري، الذي كان يستعد للتباحث في الإقرار بجزء من حقوق الكورد من خلال خطاباته وبرامجه، بعد أن صارت أصوات الكورد عاملاً حاسماً في إسطنبول، تحول خطابه بسبب هجوم أربيل إلى إدانة الهجوم على فريق القنصلية التركية في أربيل، مثل القوى الإقليمية والعالمية. إن هجوماً كهذا يقوي الذين يهاجمون علم كوردستان ويحذفون اسم كوردستان من الكتب القديمة والحديثة في تركيا.

مقال جميل بايك، في جريدة واشنطن بوست، والذي يقول فيه إن الوقت الحاضر هو أوان السلم مع تركيا وإنهاء الحرب بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا، توجه صحيح، وعدم تغيير هذا التوجه يصب في مصلحتهم ومصلحة تركيا وكل الكورد.قبل شهر من الآن، كان المطلعون من الكورد يقولون إن الكورد قد عززوا مكانتهم بصورة جيدة، إن لم يعمدوا هم لتخريب ذلك، لكن في 17 تموز، قامت يد كوردية بتخريب الحالة بالضد من مصلحة الكورد.

يستطيع إقليم كوردستان، من خلال استقراره وقوته، تعزيز مكانته ومكانة كل الكورد، وليس من خلال استدراج جيوش الدول إلى عمق أرض إقليم كوردستان كل يوم وتنفيذ هجمات في وضح النهار في مطعم بعاصمة إقليم كوردستان. كلما كان إقليم كوردستان أكثر أمناً ومصدر أمان لمحيطه، كلما برز وتعزز نموذج السلطة في إقليم كوردستان، ومنح القوة لجميع الكورد.

لم يعلن حزب العمال الكوردستاني مسؤوليته عن هجوم أربيل، ولم ينفها. كما لم تعلن حكومة إقليم كوردستان نتائج التحقيقات ولم تحدد الجهة المنفذة. لكن الإعلام الإقليمي والعالمي، أشار بأصابع الاتهام إلى حزب العمال الكوردستاني. تنفيذ هجوم في أربيل، له نتيجة واحدة، غضب وسخط الجماهير ورد فعل الحكومة في إقليم كوردستان. كما سيكون لكل الذين يرون أن إقليم كوردستان موضع أمل للكورد، يشعرون نفس الشعور.

يؤكد حزب الاتحاد الديمقراطي في مرات كثيرة على نقطتين: لن نسمح ولم نسمح بالهجوم على الأراضي التركية من جهتنا. لن نسمح بتواجد أي قوة في غرب كوردستان وشمال سوريا خارج إطار قوات سوريا الديمقراطية.

فإن كان هذا صائباً بالنسبة إلى غرب كوردستان، فهو أكثر صواباً بكثير بالنسبة إلى إقليم دستوري كإقليم كوردستان، وينبغي لحزب العمال الكوردستاني أن يستصوب هذا المنطق بالنسبة إلى إقليم كوردستان.

يُبرز هذا الحادث الحاجة الملحة إلى قانون خاص بتنظيم عمل الدبلوماسيين والقنصليات والبعثات الدبلوماسية في إقليم كوردستان، لتنظيمه وفقاً للسياقات العالمية.في نفس الوقت، من المهم جداً أن تأخذ تركيا وكذلك إقليم كوردستان في الحسبان، بأنه كلما كانت هناك جهود لتحقيق السلام ستكون هناك محاولات علنية لتخريبه، وفي كثير من الأحيان تكون الأيدي المتورطة في هذا خليطاً من أيد محلية وإقليمية. أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، اليوم، طريقان لا ثلاثة، وهما تحسين الوضع الاقتصادي والتقارب مع الكورد. لذا فإن التعامل الدقيق وتعزيز طرق ورسائل السلام هو الحل لكل المشاكل. في كل مرة، كلما اشتدت الحرب وسفك الدماء سيكون الاتفاق من أجل السلام ضرورياً أكثر.











روداو
Top