كوردستان منجم الأبطال....جلال شيخ علي
ورغم بعض العقبات والمشاكل الداخلية الا ان القيادة الكوردستانية استطاعت التغلب على تلك العقبات و رويدا رويدا تم فرض سيادة القانون والتوجه نحو بناء مؤسسات ودوائر حكومية والأهم من كل ذلك تم نقل المجتمع الكوردي من مجتمع قبلي الى مجتمع حضاري متقدم الى ان وصل اقليم كوردستان الى ماهو عليه من تطور و رفاهية مادية كما نشهده اليوم ، ورافق كل ذلك ولادة جيل جديد مختلف عما سبقه ألا وهو جيل التسعينات والى حد ما نستطيع ان نضيف اليه جيل الثمانينات ايضا ،
وأبناء هذين الجيلين مختلفان عن الاجيال السابقة من حيث افتقارهم الى الخبرة القتالية والتمرس على فنونه مقارنة بالأجيال الاخرى
اضافة الى ذلك فأن انتقال عدد كبير من شباب الكورد الى البلدان الاوربية واطلاعهم على الثقافة الغربية والتطور الذي شهدته تلك الدول والعالم اجمع في مجال تكنلوجيا الألكترونيات و خاصة البرامج الرقمية....
هذه الامور برمتها ادى الى ظهور جيل بعيد كل البعد عن السلاح الذي طالما عرف عن الكوردي حبه وملازمته للسلاح ليس قسوة منه انما للدفاع عن نفسه ضد الاعداء المحتلين لأرضه
هنا ظن الاعداء ان الكورد انتهوا ولن يستطيعوا الدفاع عن انفسهم ضد اي خطر...لذا طمعت داعش و ربيبتها ومن كان يساندها سرا أو علنا طمعوا بكوردستان ظنا منهم انها ستكون لقمة سائغة لهم ويسهل بلعها...الا انهم لم يدركوا بأن الكوردي يبقى ذاك الشبل الذي لايغيره المغريات الدنيوية مهما كانت وجائهم الرد بقوة عندما هب ابناء هذين الجيلين للدفاع عن وطنهم مع ظهور أولى علامات الخطر الذي يهدد أمن كوردستان أذ شاهدنا كيف تصدى الشباب الكورد وهم في عمر الورود لأعتى الارهابيين وأكثرهم قسوة و وحشية واثبتوا ان كوردستان هي منجم الابطال ، أبطال ضحوا بأرواحهم من أجل أمتهم ومن هؤلاء الابطال الشهيد شيخ احمد الذي ضحى بنفسه للدفاع عن أرضه وعن افراد قوته عندما تصدى لمدرعة مفخخة ، ولاننسى الشهداء امثال العميد مغديد الهركي والبيشمركة هوجام سورجي وباقي الشهداء الابطال...
كما ان التجربة هذه انجبت لنا قادة شباب جعلنا نطمأن على مستقبل كوردستان فهاهو سيروان بارزاني المعروف بالنمر الاسود واللواء وحيد كوفلي مرعب الدواعش مرابطين مع زملائهم في الصفوف الأمامية لجبهات القتال امام داعش ولاننسى حكمة وشجاعة مستشار الامن القومي الذي يشرف على توفير الامن والامان في ربوع كوردستان التي اصبحت ملاذا لمن فقد الامن في مدينته كما ان المرأة الكوردية أبت الجلوس في البيت وقررت ان تشارك الابطال في تضحياتهم وساهمت بشكل مباشر في التصدي لهجمات الارهابيين في مختلف الجبهات ... هنا نستطيع ان نهنيء انفسنا بالعام الجديد ونحن اكثر ثقة وتفاؤلا بالمستقبل مع اجيالنا القادمة وكنا عند حسن ظن الشاعر الكبير الجواهري حين قال :
شعب دعائمه الجماجم والدم...تتحطم الدنيا ولايتحطم .