• Saturday, 29 June 2024
logo

القواد يقتل أبنائنا ويُجْهِزْ على جرحانا

القواد يقتل أبنائنا ويُجْهِزْ على جرحانا
سمير أحمد
اليوم كما نعلم هناك حرب حقيقية. يقوم بها نظام بشار الاسد ضد الشعب السوري بكل اطيافه وتوجهاته
.حيث دمر هذا النظام ,الحجر والبشر وشرد أكثر من ستة ملايين سوري, داخل سوريا وخارجها .وعشرات الالاف من الشهداء والجرحى, واكثر من مائة ألف سجين ومفقود .والعالم كل العالم يتفرج دون ان يقدم دعماً حقيقياً للشعب السوري, للتخلص من محنته تحت حجج واهيه, لاتصمد أمام الحقيقة. مرة يتحججون بعدم وحدة المعارضة, ومرة أخرى بالخوف من البديل القادم. كل هذه الحجج التي يسوقونها هدفها تبرير لموقفهم السلبي واللاأخلاقي تجاه الثورة السورية .الشعب السوري منذ اليوم الاول خرج بمظاهرات سلمية كان شعارهم الحرية والكرامة للشعب السوري .
أما بالنسبة للموقف الكردي السوري من الثورة السورية. ظهر موقفان1- موقف شعبي غير رسمي, كان متعاطفاً ومشاركاً في الثورة السورية منذ اليوم الاول من إنطلاقتها.2- الموقف الرسمي اي الحزبي على مستوى الحركة الكردية إنقسم بدوره الى قسمين, الاول: فكان موقفاً متردداً وخجولاً, لم يرقى الى مستوى تضحيات الشعب السوري . متحججين ببعض المواقف السلبية, من بعض أطراف المعارضة السورية, من القضية الكردية التي وقفت بالضد من طموحات الشعب الكردي في سوريا, وبدعم ومباركة من تركيا لمنع حصول الكرد في سوريا على حقوقهم القومية في سوريا المستقبل .ولكن هنا يجب ان لاننسى بان الطرف الكردي فشل من الناحية الدبلوماسية في إيصال مطالبه المشروعة. سؤاء للمعارضة السورية, أو للخارج. بسبب عدم وجود خطاب كردي موحد وعدم وجود تصور واضح لمستقبل سوريا. أي بقي الكرد في المنطقة الرمادية وبدون إستراتيجية واضحة .القسم الثاني : موقف الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني (ب ي د )
حيث تم إستدعاء هذا الحزب (ب ي د) منذ الايام الاولى من الثورة السورية من قبل النظام الامني السوري وتحرك وفق سياسة وخطة وضع له من قبل الاجهزة الامنية ضد الثورة السورية وخاصة في المناطق ذات الغالبية الكردية لأن حزب العمال الكردستاني لم يقطع يوم من الايام صلته بالنظام الامني السوري بالرغم ما تعرض له من عمليات الاعتقال والقتل في صفوفه من قبل النظام السوري بعد طرد زعيمه من سوريا لان الحبل السري بين النظام وقنديل بقيت على احسن حال .والدليل على ذلك أثناء الانتفاضة الكردية في 12 أذارلم يحرك قنديل أي ساكن وبقي ساكتاً ولم يبادرالى مساعدة الشعب الكردي في كردستان سوريا ولم يبعث لهم قوة لحمايتهم وحماية ممتلكاتهم من النظام وشبيحته أي سقط ورق التوت عنهم وكشف عوراتهم أمام الشعب الكردي في كردستان سوريا .
وإن الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني( ب ي د )ومن خلال علاقاته مع النظام الامني السوري وممارساته اليومية بحق أبناء شعبنا وموقفه من الثورة السورية والازمات التي يفتعلها مع هذا الطرف أو ذاك قد تؤدي الى صراع كردي كردي أو عربي كردي يكون الخاسر فيها الشعب السوري بكرده وعربه والمستفيد الوحيد هو النظام السوري .ويجب علينا مواجهة الحقيقة والتي قد تكون مرة ويجب أن لانضع رؤؤسنا في الرمال.
لقد مارس هذا الحزب جميع الوسائل من أجل تحييد الكرد ومنعهم من المشاركة في الثورة السورية من أعمال ضرب وتهديد وخطف وقتل للناشطين وإهانة الرموز الكردية وحرق وتمزيق العلم الكردي لإكثر من مرة وكانوا دائماً يعتبرونها أعمال فردية أو بأنهم لم يرتكبوها وانها مجرد إشاعات من قبل خصومهم واعدائهم وكانوا دائماً يتهربون من المسؤؤلية بسبب عدم وجود دليل تدينهم حسب إدعائهم.
ولكن الاحداث الاخيرة التي جرت في منطقة عفرين (برج عبدالله,باسوطة....) وإعتقال كوكبة من حرائر عفرين وقتل ثلاثة أشخاص من قرية تل غزال العائدة لمدينة كوباني (عين العرب) والجريمة البشعة التي
إقترفتها قوات مايسمى بوحدات حماية الشعب بتاريخ 27.06.2013 في مدينة عامودا تلك الجريمة التي راحت ضحيتها سبعة شهداء وثلاثين جريحاً وإعتقال العشرات من النشطاء لاذنب لهم سوى مطالبتهم
بالحرية والكرامة والتخلص من الاستبداد سلاحهم الوحيد حناجرهم وصدورهم العارية .
كانت جريمة منظمة بكل المقاييس حيث تم التخطيط لها بدقة من حيث الزمان والمكان والهدف .حيث كان الهدف من تلك الجريمة كسر إرادة الناس وإخضاعهم لسلطة إمر الواقع لأن الجناح السوري لحزب العمال ا لكردستاني (ب ي د) فشل حتى الان من الحصول على الشرعية في الشارع الكردي( وما زال يعاني من ازمة الشرعية) وإنه إستخدم جميع الطرق والوسائل لبلوغ هذا الهدف ورغم إمكانياته العسكرية والمادية والدعم الذي يتلقاه من النظام السوري وإمتلاكه ماكنة إعلامية ضخمة لايستهان بها ووجودهم في سوريا لمدة ثلاثة عقود وإرتباط البعض بهم من خلال دماء أبنائهم ووقوف عدد من مايسمون أنفسم بالمثقفين (أصحاب الاقلام الصفراء) الى جانب سياسة هذا الحزب والتبرير لمواقفه وممارساته الغير شرعية و اللامسؤؤلة تجاه الشعب الكردي. هؤلاء لن يحصدوا سوى الخيبة والفشل .ولم ولن يستطيعوا كسب عقول وعواطف الناس بسبب سياستهم الرعناء هذه.
وبالرغم من بشاعة الجريمة ووضوحها من حيث معرفة هوية القتلة (عناصرمن وحدات حماية الشعب ) وهوية الضحايا مواطنين كرد من أهالي( باسوطة ,برج عبدالله,تل غزال,عامودا) المسالمين اللذين يريدون أن يعيشوا أحراراً وان يعبروا عن ارائهم بالطرق السلمية والحضارية.
يحاول البعض وخاصة من اشباه وأنصاف المثقفين اللذين باعوا ضمائرهم مقابل منصب أو حفنة من الدولارات التشكيك بتلك الجرائم التي إقترفتها ميليشيات ب ي د بحق ابنائنا من خلال خلق ونسج قصص وروايات من خيالهم وفكرهم المريض التي لاتصمد أمام الواقع ولو لبرهة من الزمن.وهناك من يحاول ان يساوي بين الضحية والجلاد هدفهم التشويش على الرأي العام وإخفاء الحقيقة ظنناً منهم بأنهم يستطيعون من خلال عملهم هذا التخيف عن القتلة أو عن الجهة التي أعطت الاوامر وخططت للجريمة في الغرف المظلمة ومحاولة إخفاء الجريمة.
إن هولاء القتلة لادين لهم ولاينتمون الى الجنس البشري ومجردين من إنسانيتهم لايهم إن كان ملتحياً أو بدون قادم من الشمال أو الجنوب كلهم قتلة وماجورين لافرق.
لقد تربى هؤلاء القتلة على الحقد والكراهية لكل ماهو جميل .صحيح إن بعض من هؤلاء القتلة يسكنون منذ عشرات السنين بمدينة عامودا ولكنهم لاينتمون اليها لأن هناك فرق بين السكن وبين الانتماء وإن كل من يخطط ويحرض ويقتل ويأمر بقتل أبناء مدينته ويُجهِز على الجرحى. في طبيعة الحال لاينتمي الى هذه المدينة بأي شكل من الاشكال.لأن مدينة عامودا هي مدينة التسامح وإن ثقافة القتل والغدر والكراهية ثقافة غريبة ودخيلة على المجتمع العامودي .لقد حاول هؤلاء القتلة من خلال جريمتهم هذه الانتقام من عامودا ومن تاريخها ومن مواقفها القومية والوطنية وموقفها المساند للثورة السورية.ومحاولة زعزعة وضرب الاستقرار والسلم الاهليين في هذه المدينة الامنة من خلال إفتعال معارك وصراعات جانبية تحت حجج وذرائع كاذبة .وإتهام الناشطين والمناضلين بتجارة الحشيش والعمالة والاساءة الى سمعتهم ظنناً منهم بأنهم سيستطيعون النيل من هؤلاء الشرفاء وإخراجهم من المعادلة وتحييدهم عن اهدافهم ومن المشاركة في الثورة السورية بالشكل التي يرونها مناسبة وبالطرق السلمية.
وهل يمكن لهؤلاء القتلة بعد تلك الجرائم التي إرتكبوها بحق أطفال وشباب وشياب عامودا وتل غزال وعفرين وباقي المدن الكردية أن يَدَعْوا بأنهم وحدات حماية الشعب .وهل يمكن من اجهض الثورة الكردية في كردستان تركيا بعد ثلاثين عاماً من التضحيات أن يدعي بأنه سينجزها في كردستان سوريا من خلال نفس السياسة والعقلية. وإن من يقتل أطفال عامودا بدمٍ بارد لايستطيع أن يبني بيتاً لاوطنناً لقد ظن القاتل أنه بجريمته هذه كسب المعركة ولكنه لم يحصد سوى الخزي والعار .
وإننا جميعاً نتحمل المسؤؤلية ويجب علينا أن نعتذر من امهات الشهداء لأننا جميعاً ساهمنا بشكل من الاشكال بقتل هؤلاء الشهداء بسبب سكوتنا وبسبب الوهن والعجز والجبن والهوان الذي أصابتنا لسنوات
ولم نقف في وجه القاتل ونقول له أنك قاتل ومجرم .لقد سرق هؤلاء القتلة كل شيْ ومازلنا نبتسم في وجوههم القبيحة ونجاملهم ونتأمل منهم الخير.
وفي الاونة الاخيرة قام رئيس حزب ب ي د صالح مسلم بجولة اوربية للتسويق لسياسات حزبه وإظهار نفسه بمظهر رسول السلام ويحمل رسالة سيدنا المسيح في التسامح وبأنه ضد العنف و ضدإستخدام السلاح وبأنه مع التغيير السلمي في سوريا وبانه يقاتل الارهابين في سوريا محاولة منه للتقرب من االدول الغربية (العالم الحر). هذا التذاكي من صالح مسلم ومن حزبه لاتنطلي على الاوربيين لأن العالم الحر ليس الى هذه من الدرجة من الغباء لكي يصدقوا مسلم ومن لف لفه لان الدول الاوربية دول تحكمها المؤسسات لاكما عندنا تحكمها رؤساء عصابات ومافيات وتجار الحروب ويبدو ان صالح مسلم نسي أو يتناسى بأن حزب العمال الكردستاني (الحزب الام) يعاني منذ عقدين من الزمن من أزمة الشرعية الدولية بالرغم من عدالة القضية التي ناضل من أجلها لأن العالم الحر (اوربا الغربية وأمريكا ) يعرفون حق المعرفة طبيعة وسياسات هذا الحزب وإرتباطاته الاقليمية وخاصة مع محور الشر (أيران,سوريا , حكومة المالكي الطائفية.....).في الوقت الذي يحاضر مسلم ببعض من رفاقه ومؤيديه وبعض من الاوربيين ويتحدث عن قيم السلام والتعايش تقوم ميليشيات صالح مسلم بإرتكاب مجزرة بحق أهالي تل غزال وباسوطة وبرج عبدال وعامودا المسالمين ويخرج علينا مسلم بتصريحات يؤيد فيها ويبرر تلك الجرائم ويتهم المخالف له بأبشع الاوصاف.
وفي هذه المناسبة ادعوا أهالي المغررين بهم الذين إنضم أبنائهم الى وحدات مايسمى وحدات حماية الشعب أو الاسايش وبعد ان تكشفت الكثير من الحقائق بعد مجزرة عامودا عن حقيقة هؤلاء ومصادر تمويلهم المشبوهة والجهات التي ترسم وتخطط لهم بأن يتركوا صفوف تلك الوحدات وان ينضموا الى صفوف شعبهم.
وبعد ان وصل سمعة هذا التنظيم الى الحضيض سيحاول كعادته دائماً بعد أية هزيمة له سيبحث له عن إنتصار ولو وهمي لإنقاذ مايمكن إنفاذه من خلال إفتعال حدث ما مع هذا الطرف أو ذاك وتضخيمها من خلال إعلامه المغرض ولكنه مهما حاول لن يستطيع تجميل صورته أمام الشعب الكردي في كردستان سوريا بعد الجرائم التي إرتكبها مؤخراً.
وبالرغم من الجراح والالم والمرارة التي بداخلنا نرجوا من اهالي الضحايا ( شهداء , جرحى , مخطوفين) أن يعضوا على جراحهم وعدم اللجوء الى الانتقام لأن المجرم الذي يخطط ويعطي اوامر القتل والذي يقف وراء الستار يريد هذا لأن الانتقام لايأتي بنتيجة وخاصة في الظروف الحساسة التي نمر بها اليوم.هذا لايعني بأن يفلت هؤلاء القتلة من العقاب سواء من أطلق النار أو أعطى الاوامرا ومن خطط لتلك الجريمة من خلال جمع كافة الادلة وإقامة دعاوى ضدهم سواء أكانوا أفراد أوجماعات أمام محاكم مختصة ونزيهه سواء في سوريا أو خارجها .هذا الحق لاعلاقة له بما يجري اليوم أو في الغد بين السياسين .
لهذا يتطلب من جميع الاطراف الكردية في سوريا ترتيب البيت الكردي الداخلي, وتجاوز الانا الحزبية والاستفادة من إمكانات الاشقاء في باقي أجزاء كردستان, وعدم الدخول في سياسات المحاور التي تضر بقضيتنا, ويجب تفويت الفرصة على من يريد الاضرار بقضيتنا وإشغال الكرد بمعارك جانبية, وحروب عبثية وهناك من يريد ويعمل ويراهن ليل نهار على إفتعال صراع كردي كردي أو كردي عربي. تلك الاطراف التي لها اجندات خاصة بها, ولايريدون الخير للشعب السوري .ويجب علينا نحن كشعب سوري بكل قومياته وطوائفة ان نتنبه الى هذه المؤامرة التي تحاك من قبل النظام السوري او بعض الانظمة الاقليمية, ويجب علينا ان نفوت الفرصة على هؤلاء .لاننا جميعاً في مركب واحد, إذأ غرق المركب فسيغرق الجميع .وليعلم الجميع بأن الدم الكردي خط أحمر, ومن يتسبب في ذلك تحت أية حجة لن يرحمه التاريح, ويجب على الكرد كاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين والعقلاء الوقف في وجه مثل هذه الدعوات, والممارسات التي ستكون لها اثار كارثية على الوجود الكردي في سوريا, ولن يخرج من مثل هذه الصراعات والحروب العبثية أي منتصر. الكل سيخسر والمستفيد الاول والاخير هم اعداء الكرد.


ولاتي نت
Top