• Saturday, 29 June 2024
logo

الثقافة العربية الكوردية.. تواصل اخضر

الثقافة العربية الكوردية.. تواصل اخضر
التواصل والتلاقح عنوان حضاري كبير والثقافة هي المفردة الكبيرة وبؤرة الضوء الأكثر اشعاعا في هذا العنوان، فالحضارة دون تمازج ثقافي_فكري_حواري بعيدا عن تشنجات وذرائع.
ولذلك جاء الملتقى الثقافي العربي_الكردي في مدينة النجف الاشرف في الفترة 4-7/5/2013 ليضع لبنة قوية في جدار التلاقي الثقافي بين قوميتين وثقافتين لابد لهما لكي يتعايشا ويتناغما إن يتفاهما ويتعارفا وان يمسحا هامش الغربة بينهما، هذه الغربة التي اختلقتها الأنظمة السابقة في العراق التي راهنت على تحويل العراق باتجاه ثقافة واحدة وبلون واحد هو لون الحزب الحاكم والدكتاتور الحاكم وذلك على مدى (35) عاما.
بعد 9/4/2013 كان لابد إن تحدث انعطافة في طريق شراكة العرب واللورد والمكونات الأخرى في العراق الجديد، وهذه الانعطافة عنوانها التعايش، وليس الغالب والتصالح وليس التناحر والافتراق، إما الاختلاف فكما قلنا في كلمتنا إمام الملتقى فانه دليل صحة وعافية وليس دليل التشظي في الرؤى ولا دليل الابتعاد إلى حدود التلاقي.
إن الكورد في العراق بأمسّ الحاجة لهكذا ملتقيات لإلقاء الضوء على كل المتغيرات في اقليم كوردستان العراق وللبحث في اجواء من الحرية في آليات ترجمة الابداع الكوردي إلى العربية وبالعكس، وايضا، وهذا مهم جدا، للتعريف بكل الوان التعبير الفني والادبي والفكري الكوردي وبكل عمق التراث في جو ديمقراطي ليس فيه ممنوعات ولا قمع ولا حجب كما كان الوضع في الزمن الدكتاتوري.
إن النجف بما لها من رمزية عالية وعراقة دينية وتاريخية تستطيع إن تلعب دورا هاما في الثقافة بين الاديان والطوائف والثقافات العراقية، وهذا ماحدث بالفعل في الفترة 4-7/5 على صعيد التلاقي العربي الكوردي الثقافي. فقد حضر حشد كبير من المثقفين العرب والكورد وشخصيات هامة مثل الملا بختيار مسؤول المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني الذي قدم، اضافة إلى كلمته الثقافية، محاضرة حول تاريخ وآفاق النضال التحرري في العراق وشرح التطور السياسي والاجتماعي والعمراني في الاقليم. وكذلك السيد بحر العلوم ورئيس جامعة الكوفة وشخصيات ثقافية من الجانبين، شكلت جسرا متينا أخضرا للتلاقي. لقد بحث الملتقى في الشعر والفكر والسينما والمسرح الكوردي وطرحت فيه شهادات لشخصيات عربية متضامنة مع القضايا الكوردية ومؤمن بتعايش الهويات، ومنها شخصيات شاركت في النضال التحرري الكوردي ميدانيا مثل زهير الجزائري الذي تحدث عن حكاياته ويومياته في الجبل.
إن ابرز محور نجح في عرضه الملتقى هو الاجابة عن سؤال حول كيفية الخروج من مأزق تناحر الهويات إلى المساحة الخضراء لتعايش وتلاقح وتواصل الهويات العراقية، باعتبار التنوع هو الثراء واغناء المجتمع العراقي والطريق الوحيد لبناء مجتمع عراقي ديمقراطي برلماني تعددي فيدرالي. وفي كلمتنا باسم وزارة الثقافة دعونا إن يكون هذا التلاقح قصة حب طويلة بيننا كعراقيين وان لايكون اختلافنا الا مؤقت وفي انتظار مواعيد جديدة لنلتقي.
إن الملتقى العربي الكوردي الثقافي في النجف كان شعلة حب وضّاءة وهي تأتي بعد دورتين للملتقى في بغداد والبصرة.

فوزي الاتروشي

puk
Top