• Saturday, 29 June 2024
logo

النظام الانتخابي حلقة مهمة لتطوير النظام السياسي

النظام الانتخابي حلقة مهمة لتطوير النظام السياسي
يدور نقاش واسع حول النظام الانتخابي.. بدأنا في 2005 بالقائمة المغلقة.. والدائرة الواحدة.. والنظام النسبي.. والعتبة القانونية التي تستبعد من لا يتجاوزها.. و (275) مقعداً منها (45) مقعداً للتعويضية.. ولأن اي تلاعب في منطقة معينة سيؤثر على تمثيلية بقية القوائم.. لذلك تم التخلي عن الدائرة الواحدة لمصلحة دائرة/ محافظة، وبعدد مقاعد لكل محافظة حسب التعداد السكاني. وسرنا خطوة نحو نظام "مغلق" كقائمة و"مفتوح" لاختيار المرشح.. ومع الزيادة السكانية زيدت المقاعد الى 325 مقعداً.. بالمقابل خفضت نسبة التعويضية، فصارت (25) مقعداً منها (17) للتعويضية و(8) ككوتا "الجماعات" الدينية او القومية الصغيرة منعاً من تهميشها. كذلك سمح للقائمة ان تقدم ضعف عدد المرشحين.. ورغم ان السبب الاساس كان لحل مشكلة الكيانات داخل القوائم وتوافقها، لكنها قادت لتوسيع قاعدة المشاركة والخيارات.
وفي انتخابات مجالس المحافظات تم اعتماد "سانت لوكو"، فالغيت "العتبة القانونية"، وانخفضت نسبة ضياع الصوت من (30-35%) الى (2-5%) حسب المحافظات.. وهو ما سمح لتمثيل افضل للتيارات الصغيرة.. وهذه حالة صحية يجب ان تساعد -لا ان تعرقل- عمل القوى والتيارات الكبيرة، وتزيد حالات التعاون، وتقلل حالات التغول والاستفراد. وامام هذه التجارب نرى ان النقاشات لتطوير "النظام الانتخابي" لابد ان تعتمد معايير وحسب الاولويات الواردة:
1- ان يمثل "النظام" الارادة الشعبية قبل الارادات الحزبية، ليمثل الشعب بافضل تمثيل ممكن، ويقلل ضياع الصوت.. ونجد ان نظام "سانت لوكو" يعتبر خطوة للامام مقارنة بالسابق.
2- ان يشجع النظام على توحيد القوى والتيارات المتشابهة في برامجها، لا على بعثرتها وتفكيكها، وهنا نجد على العكس ان نظام "سانت لوكو" بحاجة لادخال بعض التعديلات ليقوي نزعات الاتحاد وتكوين القوائم الكبيرة من جهة، دون ان يمس مبدأ تمثيل التيارات والقوى المؤثرة الصغيرة.
3- ان يشجع النظام البعدين الوطني والمحلي في آن واحد.. فيغلب الجانب الوطني في الانتخابات التشريعية.. والمحلي في مجالس المحافظات.. لذلك يمكن زيادة "التعويضية" للحالة الوطنية لدفع القوائم لتجاوز حواجز التخندق الجهوية والمحلية.
4- ان يتضمن النظام سياقات ادق لتسهيل وتسريع عقد الهيئات التشريعية.. فلا تصبح اسيرة المحاصصات.. واستغلال فئة صغيرة لفئات كبيرة، وممارسة التعطيل عبر النصاب والنصوص القابلة لتفسيرات متعددة ومتناقضة.


PUKmedia
عادل عبد المهدي

Top