• Saturday, 29 June 2024
logo

إلى مُعَلِّم النَّقد راسم قاسم.............................عبدالكريم يحيى الزيباري

إلى مُعَلِّم النَّقد راسم قاسم.............................عبدالكريم يحيى الزيباري
نشر الأستاذ راسم قاسم موضوعاً بعنوان(قراءة نقدية في المجموعة القصصية مقهى العميان) لكن ما الفرق بين القراءة النقدية والانطباعية؟

قصة " مقهى العميان" نشرتها جريدة الزمان في عددها 6 آب 2009 وهي محاولة للتفاهم مع تغيرات العالم الجديد بتفعيل الخيال الخامل ضد العقل الأسطوري الذي يرى في القصر الجمهوري أو في مقهى العميان معانٍ مُقدَّسة، والقاص يروم نزع هذه الفكرة بتقريرٍ غربي مزعوم مهمته الإيقاظ والتنبيه بطريقة استفزازية، بقوة فأسٍ يضرب الجليد المتجمِّد فينا بكشف الحالة العقلية للمجتمع وإدراك التناقضات في بنية النَّسق الفكري التي لا يخلو منها مجتمع قديم أو معاصر. الأسطورة أسطورة لأنَّ العالم من حولنا لا زال يحتفظ بغموضهِ، وبعض النصوص كذلك. " مقهى العميان" علامة فاصلة بين عصرين مختلفين. بين مرحلتين إبداعيتين بين الواقعية الوثائقية التي تنقل الواقع كما هو أو النقدية التي تربط الواقع بالنقد أو غير ذلك، وبين عملية الأسطرة وهي محاولة ربط النَّص بأساطير كونية حاولت وتحاول تفسير العالم. كما في "يوليسيس" جيمس جويس، وكما في الطابع الغيبي الأسطوري في " مائة عام من العزلة" حيث تتوافق الكثير من الخيوط مع السرد الأسطوري، لأنَّ الأسطورة قيل كلِّ شيء هي قصة قبل أنْ تصير أسطورة بفعل نوع القراءة اللاحقة. هل من الواقعية وجود مقهى لا يرتاده غير العميان يمتاز بخصائص وسلطات القصر الجمهوري كافة؟ هل مِنْ حقِّ النَّاقد أنْ يقول لو قال القاص كذا أو كذا؟ هذا في النقد العربي القديم زمن الذبياني في سوق عكاظ، أما اليوم فللنقد مذاهبه ومصطلحاته ومناهجه وهو يرفضُ أنْ يكون حَكَمَاً أو بديلاً عن كاتب النَّص.. ويرفض أنْ يعود القهقرى إلى مجرد انطباعات شخصية ذاتية عن كاتب القصة أو قارئِها. والنقد ليس تلخيصاً ولا شرحاً ولا وصفاً للنص. واقعية ولا واقعية، إذا كان قاسم لا يرى في " مقهى العميان" سوى قصة واقعية، فليسَ عليهِ إلا أنْ يعيد قراءتها، أو يقرأ أكثر عن المناهج النقدية وقبل ذلك عن الواقعية واللاواقعية.
وبعد 170 كلمة يقول قاسم(وإنا أرى ان الضعف في مستوى بعض القصص يعود للترجمة وليس إلى روح النص وادعو ان تكون الترجمة لواحد من المترجمين وتعرض الترجمة للتدقيق على آخرين للأطمئنان. ولا نريد أن نخرج عن الموضوع) وإنَّا ضمير جمع والفعل أرى مفرد. والصواب: وإنَّا نرى أو وأنا أرى. سوف أتوقف عن التصحيح اللغوي لأنَّ الكاتب لا يميز بين همزة القطع وهمزة الوصل كما تبين لاحقاً. كيف رأى الضعف في مستوى الترجمة وهو لا يجيد الكردية؟ كما ورأيت قاسم لا يميز بين الأسطورة كميثولوجيا بحسب المفهوم التقليدي الشائع وبين ما يسميه رولان بارت أساطير الحياة اليومية.

pna
Top