عيدالصحافة: بأية حال؟
![عيدالصحافة: بأية حال؟](https://gulanmedia.com/public/site/images/single/1.jpg)
لطالما أثارت علاقة الصحافة العراقية مع محيطها، جدالاً واسعاً ونقاشا فوضويا غير مستقر حتى هذه اللحظة، فعدا اللخبطة في استيعاب مفهوم حرية الصحافة نفسه، وغياب اية قوانين وتشريعات واضحة وضامنة، يجري الحديث منذ زمن عن مستوى هذه الصحافة وقدرتها في العيش بمثل هذه الظروف، ولهذا يمكن بسهولة اكتشاف حجم هذه الأزمة التي تعيشها فعلا.
القارئ المواطن "المفترض" الذي تتوجه اليه هذه الصحافة، ينأى منزوياً تماماً وكأنه في جهة اخرى، مشغولاً ببحثه اليومي عن احتياجاته الضرورية المفقودة، وغير المعني، هو الذي يكاد يعرف خفايا قاهرة ويتداول وقائع فجائعية تتسلط عليه يومياً بقضية مهمة يعتبر كثيرون انه طرف فيها (لكن هل يوجد قارئ فعلا؟).
المشكلة ليست كلها في الآخرين ، فبينما يتمدد الصحافي"الموظف" كأخطبوط ويتراجع للأسف الدور الذي يجب ان يلعبه الاعلامي الحقيقي الفاعل او يقل، يتلاشى من جهة اخرى الخيط الفاصل بين حدود الاشياء في مهنته المتاعب المفترضة وقيمتها، مايسهل لهذه السلطات النافذة فعلا ابتلاع كل الشروط التي يجب ان تتوفر لصحافة مهنية وحرة، بل وشتمها والسخرية منها. المشكلة أقول يصنعها الآخرون بالطبع ويساهم فيها بـ "دأب" وسط إعلامي منفلت وضعيف في مجمله يتحمل وزرا في صناعة هذه الضبابية التي تلف المشهد الذي تتربع عليه الصحافة دون وجه حق، ثمة صحافة متواطئة، تتغنى بمايحصل وماتزال تفهم أن عليها أن تمجد نهارها هذا، وتتغنى بأفعالها وإنجازاتها الفاشلة، وصحافة بين بين يمكن ربما ان نطلق على بعضها مجازاً بصحف معارضة، وهي قليلة أو ضعيفة، مشكلتها ايضا انها قائمة على رد الفعل، يحرّكها ويلهو بها، تبني خطابها تبعاً لذلك، خصوصاً مع عدم تشكل معارضة سياسية أو مجتمعية أصلاً، بمعناها الفاعل والحقيقي .
في كل الأحوال الظروف الآن صعبة، والامل ان يتجسد في المستقبل عيد حقيقي للصحافة نحتفل به جميعنا، عيد لانراه اليوم للأسف.
محمد ثامر يوسف
puk