• Saturday, 29 June 2024
logo

لقاء اربيل وحل المشاكل العالقة

لقاء اربيل وحل المشاكل العالقة
عقد مجلس الوزراء لجلسته في اربيل يوم 9 حزيران الجاري، كان حدثا اعتياديا لو جاء في غير الظروف الحالية حيث الازمة العراقية تلقي بظلالها منذ فترة طويلة، ولكن انعقاد الجلسة في اقليم كردستان واللقاء بين رئيس مجلس الوزراء ورئيس اقليم كردستان كانت خطوة ايجابية اولا وبعثت بعدة رسائل منها اذابة الجليد في العلاقات بين بغداد واربيل، وبعد ذلك قدرة القادة العراقيين في تجاوز الخلافات والبحث الجدي عن ايجاد الحلول لها، وضرورة التهدئة والهدوء في العلاقات في ظل الظروف الاقليمية الحالية والتي قد يتاثر بها العراق سلبا او ايجابا، وهذا يتطلب ترميم البيت العراقي لمواجهة التحديات المستقبلية، الازمة العراقية اثبتت وبشكل قاطع بانه لايمكن ايجاد الحلول للازمات دون الحوار المباشر بين الاطراف، اللقاء بين المالكي وبارزاني لايجد الحلول للمشاكل التي تعترض العلاقات بين الجانبين، ولكنه يفتح الافاق مجددا للتواصل المستمر ومن ثم ايجاد الحلول للامور الخلافية حيث الاجواء مهيأة والارضية خصبة ومن خلالها تتمكن اللجان المشكلة لاداء دورها بعيدا عن الاجواء المشحونة. النقطة الاخرى التي تم التاكيد عليها بين الجانبين هو اعتماد الدستور كمرجعية لحلحلة الخلافات، الجلوس الى طاولة الحوار افضل بكثير من استخدام ساحة الاعلام لتبادل الاتهامات بين الكتل والكيانات، واية خطوة ايجابية في مسار العملية السياسية يتنعكس ايجابا على الشارع العراقي فبعد اللقاء الذي دعا اليه السيد عمار الحكيم ولقاء المالكي وبارزاني لابد وان تاتي ثمارها وتقطع الطريق على كل من يحاول زرع بذور الفتنة بين العراقيين، وترميم البيت العراقي بما يخدم المصلحة العامة سيكون سدا منيعا امام من يستهدف ارواح العراقيين، لان اية فجوة في العلاقات السياسية يستغلها الاعداء لتنفيذ اجنداتهم والسياسيون خير من يعرف ذلك. يخطئ من يظن ان لقاء المالكي وبارزاني يساهم في حل العقد الخلافية بين بغداد واربيل فقط بل هو الخطوة نحو حل الازمة العراقية برمتها، والنقطة المهمة التي لابد من التطرق اليها ان هذا اللقاء الذي حدث في اربيل لن ياتي على حساب الاخرين كما يحاول البعض التلويح به، اي انه ليس لقاء الاتفاقيات لتهميش الاخرين او على حساب حقوقهم. وكما اوضح رئيس اقليم كردستان خلال المؤتمر الصحفي بانهم اتفقوا على حل جميع المشاكل التي تواجه العراق وهذه رسالة اطمئنان للمتشككين باللقاء هذا. وهو بداية لازالة جميع المعوقات التي تعترض العلاقة بين الجانبين، بقدر ما كان اللقاء خطوة ايجابية الا ان الشارع ينتظر خطوات ايجابية يلمس خلالها بان المشاكل في طر يقها الى الحل، وان لايكون اللقاء مجرد لقاء امام الوسائل الاعلامية وهذه مسؤولية القيادات لدى الجانبين لازالة الشكوك عند الشارع العراقي. ليكن تاريخ اللقاء انعطافة في مسار العملية السياسية وان يساهم بوتيرة متسارعة لانهاء فصول الازمات، وان تكون واجبات اللجان بعيدة عن ساحات الاعلام لحين الوصول الى نتائج ومن اعلانها عبر وسائل الاعلام، اللقاء هذا تضمن الاشارة الى الكثير من المشاكل العالقة بين الجانبين وحملت وعودا والجميع بانتظار ترجمتها على ارض الواقع لاثبات حسن النوايا، وبين الاجتماع الذي دعا اليه السيد عمار الحكيم ولقاء اربيل واستذكار دور الرئيس مام جلال مهندس الحوارات بين الفرقاء العراقيين يامل العراقيون بدء صفحة جديدة عنوانها بناء العراق وتامين امن وامان شعبه. ولابد من الانتباه الى الذين لايروق لهم اي تقارب عراقي وسحب بساط اثارة المشاكل والنعرات بين مكونات الشعب العراقي من تحت اقدامهم.

عبدالهادي مهدي

‌puk
Top