• Saturday, 29 June 2024
logo

زيارتي لدار العجزة في عنكاوا ................................فيان جلال

زيارتي لدار العجزة في عنكاوا ................................فيان جلال
قرأت حالة أحد الاصدقاء في الفيس بووك مايلي: (ياناس ماكو أغلى من الوالدين منو معاية)، لم تلقى حالته أي اهتمام أو جواب يشفي غليله

وشاءت الصدف انني قمت بزيارة الى دار العجزة في عنكاوا بصفتي مديرة العلاقات في الهيئة المستقلة لحقوق الانسان لتكوين علاقات مع الدار وفتح الطريق لزيارة رئيس الهيئة والمسؤولين عن شؤن العجزة للدار والوقوف قريبا على احتياجات وكيفية الخدمة المقدمة للنزلاء.
دخلت من الباب الخارجي وصادفني أحد الحراس وفي طرقي لمقابلة مديرة الدار لمحت مجموعة من النزلاء جالسين في حديقة الدار، التقيت بمديرة الدار ست خالدة والتي تعمل مع كادر الدار المكون من سبعة أشخاص يعملون مجانا شعورا منهم بوجوب خدمة هؤلاء الناس دون مقابل تقديرا واحتراما لما قدموه لاولادهم، منهم طبيب يشرف على حالتهم الصحية وممرضة تقدم خدماتها الطبية والادوية للنزلاء وباحثة اجتماعية للوقوف على حالتهم النفسية وحل مشاكلهم الاجتماعية وغيرهم، رأيت مطبخا كبيرا نظيفا والطباخة تعد مستلزمات الاكل( طبعا الطباخة والحراس والمنظفة لديهم رواتب).
بداية تحدث ست خالدة عن فكرة تأسيس الدار والمعوقات التي اعترضت طريقهم لمساعدة وتقديم كل خير لاشخاص ليس لديهم أحد يرعاهم والاسباب عديدة وتركوههم اهاليهم ليواجهوا ايامهم الاخيرة بعيدا عن دفء الاسرة والعائلة.
الدار يضم ، سبعة رجال ستة نساء تتراوح أعمارهم بين 60_80 عاما
ونقلا عن كلام ست خالدة أن الدار لايستلم أي مساعدات مادية من الحكومة انما يعتمد في امداداته على الناس الخيرين والكنائس والمؤسسات الخيرية التي تدعم الدار ماديا ومعنويا والدار مؤثثة جيدا بالنسبة لغرف النوم كالاسرة والفراش الجيد، وأضافت أن هناك نشاطات تقام للنزلاء بالتعاون مع بعض مؤسسات المجتمع المدني والكنائس والمؤسسات الخيرية، ثم طلبت من مديرة الدار رؤية النزلاء والحديث معهم رحبت بالفكرة واخذتني اليهم.
كانت غرفة المديرة في الطابق العلوي وغرف النزلاء في الطابق السفلي، دخلت أول غرفة رأيت اربعة نساء اثنان منهم ممددين على فراشهم وقد أضناهم واتعبهم الزمن، توجهت الى الجالستين يتحاوران معا وتشكيان همهما كل للاخر واسباب تواجدهما في هذا الدار، من ثم خرجت للحديقة وصادفت اربعة رجال جلست معهم وكان الحديث معهم شيقا لايوصف حيث تحدثنا عن هواياتهم كلعبة الدومنة وطاولي وغيرها من العاب الشياب، ثم انتقلنا بحديثنا الى انواع الاكلات التي يرغبون بها وكانت بالاجماع أكلة (دولمة) .
كان هناك عم .......... عمره 80 عاما جالس لوحده وبيده جهاز الراديو يستمع الى أخبار العالم وقبل أن التقيه أخبرتني مديرة الدار أنه يعزف على ألة (اوكورديون) وانه يملك اثنين منها ويعزف أثناء النشاطات التي تقام لهم، طلبت منه أن يعزف لي قليلا ولكنه رفض (لانه تعبان) ولكن وعدني أن يعزف لي في المرة المقبلة بشرط أن أشاركه الغناء فوافقت على شرطه.
في نهاية الزيارة وقبل أن اتركهم سألتهم عما يحتاجونه، قال لي عم............ انه يريد أن يأكل ( هريسة)، تدلل عم.......سأعملها وأحضرها لك... وودعتهم وكلنا لاتسعنا الفرحة.
أصدقائي أعلم انني أطلت عليكم وربما لن تكملوا قراءة ما كتبت ولكن صدقا شعرت هذا اليوم بشعور غريب وكنت فرحة جدا لحديثي مع هؤلاء النزلاء الذين اعطوني أملا جديدا زيارة هؤلاء الاشخاص واجب علينا كلنا.
هي فكرة أطرحها للنقاش ولكم الحكم ثم التنفيذ:
لماذا لا نحاول أن نستضيف هولاء الاشخاص في بيوتنا لايام وخاصة بالاعياد كي نعيد لهم شعورهم عندما كانوا يقضون اوقاتهم مع اهاليهم، أي نعيد لهم الجو الاسري ولو لايام معدودة؟؟؟ شكرا لمتابعتكم الموضوع.
pna
Top