• Saturday, 29 June 2024
logo

في بيتنا معارض......................صبحي ساله يي

في بيتنا معارض......................صبحي ساله يي
قديماً قالوا لنا: ليس من حقكم أن تفرضوا أحزانكم على الاخرين، والتزمت بذلك طويلاً، ولكني ارى أنني عاجز اليوم عن الالتزام بذلك بعد أن تجاوزت أحزاني قدرتي على استيعابها،
ووجدت أن من حقي على الاخرين أن يشاركوني فيها بنصيب ولو قليل، لعلهم يخففون عني ثقل ما احمل في قلبي. شاهدت قبل ايام أحد مسؤولي المعارضة الكوردية في احدى القنوات التلفزيونية وهو يسطر منظومة من المفردات والجمل التي تنضح بالاستهانة بعقول المشاهدين, وكل اناء(طبعاً) ينضح بما فيه, حاولت أن لا افقد أعصابي واتابعه، وتذكرت أسماء امثاله, وكلماتهم الكبيرة كالأمن القومي والتحديات الماثلة ووحدة الأرض والوطن والديمقراطية الحقيقية والدستوروالشرائع، وانا اتابعه، واذا بذكريات تعبر افق خيالي(كما قالت الراحلة ام كلثوم).
السنوات القليلة الماضية من عمر تجربتنا الديمقراطية أثبتت أن قسماً من الشعب الكوردستاني، اختاروا للسياسة والمعارضة مجموعة من البشر يبدو أنهم أضاعوا أعمارهم في فهم التعارض والرفض, فأهملوا التوافق والتسامح والتعايش، وفهم الامور الاخرى، أوعجزوا عن فهمها، وأخطر ما عجزوا عن فهمه هو أصول العمل في المعارضة البرلمانية والسياسية، والمشاركة في اتخاذ القرارات دون المشاركة في تنفيذها، والعجز في فهم بديهيات لا طلاسم فيها ولا غموض، وتجاهل أصول وقواعد التعامل بين الناس في غالبية مجالات الحياة وعلى مختلف المستويات، واتقان فن بيع الوهم في مزادات السياسة.. وبالعودة الى الذي شاهدته على التلفازواتهامه للاكثرية الكوردستانية بالعجز عن حماية الأنفس والحقوق والمكتسبات، ولو كان ما تفضل به السياسي المعارض صحيحاً, لكان الكوردستانيون المؤيدين للحزبين الرئيسين مندثرين ومختفين من الوجود .
تابعت البرنامج والانطباع الذي خرجت به، هو: أن المعارضين الذين على شاكلة الذي شاهدته, جادون حقا في شأن المعارضة والرفض لكل الضروريات والقضايا المهمة، وجادون في تأجيل القضايا إلى أجل غير مسمى, وكأننا لم نخسر مئات الالاف من الشهداء في صراعنا الطويل مع الحكومات المختلفة التي تعاقبت على الحكم في بغداد والتي تشابهت في معاداة الكورد وكوردستان.. هؤلاء حقا بحاجة الى نصائح جادة ليعودوا الى الرشد، ويتعلموا من اخطائهم واخطائنا، لاننا ككوردستانيين بشكل عام واعضاء وكوادر ومؤيدي الحزبين الرئيسيين بشكل خاص، خسرنا الشهداء كثمن مدفوع لوقوفنا ضد الظلم والطغيان، ويعلمون استعدادنا الدائم لدفع المزيد من أجل الحفاظ على حياة الكوردستانيين وكرامتهم وكبريائهم, ويعلمون ان الكوردستانيين(الآن) في مواجهة الإعصار, وما يخبئه الزمن قد يكون أسوأ بكثير مما عشناه حتى الآن, ويعلمون ان الخروج عن الشرعية يؤدي إلى الوقوع في اللا شرعيات المتتابعة والمهلكة، ويعلمون انهم لايرون مرة أخرى تلك الطوابير التي صوتت لصالحهم أمام صناديق الانتخابات .. لقد سئم الكوردستانيون من الاعيب هؤلاء، وتأكدوا أن طرود الديمقراطية والعيش والحرية والكرامة الإنسانية التي تسلموها منهم كانت كلها فارغة لا بضاعة فيها, ولايستطيعون إرغام أي انسان على الالتزام بارائهم وافكارهم التي غايتها الاولى والاخيرة هو الانتقام والاستيلاء على السلطة من خارج صناديق الاقتراع ، فقلوب العامة من الناس قد امتلأت باليأس من تحليلاتهم وتفسيراتهم العقيمة وارائهم وافكارهم وطروحاتهم الخيالية وجدالاتهم البيزنطية. وخلاصة القول حرقت اعصابي وتابعت المشاهدة الى انتهاء البرنامج عسى ان اجد في اللقاء شيئا مفيداً، ولكن لم اجده.
Top