• Sunday, 25 August 2024
logo

ابتكار الحلول يغني عن افتعال الأزمات

ابتكار الحلول يغني عن افتعال الأزمات
بقلم : إياد السامرائي*

كان الخلاف الأخير الذي نشب بين إقليم كردستان والحكومة المركزية واحداً من أسوأ الصور التي قدمتها الحكومة العراقية لشعبها وللعالم الخارجي .

وكل التصريحات والتبريرات لا يمكن لها أن تمحي تلك الصورة أو ما تركته من إيحاءات في النفوس ، وخاصة وقد انبرى فريق من الإعلاميين للترويج لأفكار الفتنة والاختلاف .

وأقول وبمنتهى الصراحة لا يمكن لدولة تحترم نفسها ونظامها وشركاء الحكم فيها أن تحرك قواتها ودباباتها لتتواجه هذه القوات فيندلع قتال بسبب أدنى خطأ يحصل من أي من الطرفين .

أنا هنا لا أريد أن انحاز لأي طرف أو إلى من أظنه الأقرب إلى الصواب لأني اعتقد إن الموقف بجملته خاطئا ولان شعبنا لا زال لم ينس ما حصل من قتال في الماضي ولا زال يتذكر ويبكي على حلبجة والأنفال ومرارات يعيشها بسبب الاحتلال ومن وقف معه أو ارتكب الجرائم تحت مظلته ، وإذا أردنا أن نستحضر الماضي فلن يبقى عراق ولا شعب ينتمي إليه.

علينا أن نكون كبارا في نظرتنا ومواقفنا لنستحق ما ندعيه من انتماء لهذا الوطن ، ونريد أن نقدم حلول تساهم في معالجة المشاكل لأني لا أرى اليوم إلا مسكنات لا ندري متى ينتهي مفعولها بينما الشعب وكل الحريصين على مصلحة البلد يريدون معالجات حقيقية .

لذلك نطالب الحكومة العراقية وحكومة الإقليم بتفويض شؤون الأمن في جميع المناطق التي تسمى ) متنازع عليها ) والتي هي موضع خلاف إلى أبناء تلك المناطق من خلال تجنيدهم شرطة محلية يتبعون السلطات الإدارية في المحافظة المعنية وتشكل بشكل متوازن لا غلبة فيها لمكون على آخر وتكتفي الحكومة المركزية والإقليم بتنسيب ضباط ارتباط لغرض التنسيق.

أنا على ثقة بان كل المشاكل الأمنية سوف تنتهي في تلك المناطق إذا اعتمدنا هذه الصيغة ولنجربها ونرى ! .

لقد علمتنا التجارب أن أبناء كل منطقة هم اقدر على حفظ أمنها وهم اقدر على التفاهم مع بعضهم ولسان حالهم دائماً يقول أبعدوا خلافتكم عنا وعندها سنكون بخير.

ومن ناحية أخرى ، أرى انه آن الأوان لإنهاء قيادات العمليات من كل العراق ، فقد انتفى مبرر وجودها ، وينبغي أن تتولى وزارة الداخلية المهمات الأمنية الداخلية بالكامل وهي بحكم الأمر الواقع تحت إدارة رئيس مجلس الوزراء .

وليتوجه جيشنا إلى مزيد من التدريب والاستعداد ليتوافق ذلك مع صفقات السلاح التي تعاقد عليها ليكون مهيأ لحماية الحدود وتأدية واجبه في حماية الوطن ولتغيير الصورة التي تكونت عنه في أذهان المواطنين ، فذلك أجدى من أن نجعله أداة صراع ، ووسيلة تغذية خلاف لا نعلم كيف تكون نهايته.



الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي*
Top