• Sunday, 22 December 2024
logo

المبادرات المطلوبة من الرئيس البرزاني

المبادرات المطلوبة من الرئيس البرزاني
الدكتور راوند رسول
-الإیلاف

مطالب الحركات السياسية المعارضة في أقليم مزدهر وامن مثل اقليم كردستان أصبحت كثيرة هذه الأيام ولكن المطلب الاكيد للناس جميعا ان يتم علاج بعض الظواهر الأقتصادية المشكو منها والتي لايحتكر شرف حلها تنظيم سياسي بعينه بالعمل السياسي الجاد والدؤوب والقادر على على استقطاب الجماهيير حول أهدافه الأصلية.

والعمل السياسي الناجح هو القادر على كشف الظواهر السلبية ومحاصرتها وانهائها عمليا, وعبر تقديم النموذج والقدوة في الممارسة وفي توكيد الأهلية على قيادة الجماهيير نحو أهداف نضالها.

واذا كانت الحكومة في نظر البعض من المعارضين هو عنصر الخلل في التوازن فأن الناس يعرفون بالضبط أين يكمن الحل وأنتقال السلطة ستكون من خلال عملية انتخابية برلمانية و مثلما أشار اليه أيضا الرئيس برزاني بالأمس, فالدولة لن تتحول الى مغانم ليقترع عليها أهل البلد بالأقتتال والتذابح.

قد يكون كثيرون هم من المعارضة من ينادون بتنحي أفضل رئيس بالشرق الاوسط وهو الرئيس برزاني ثم ماذا بعد التنحي؟!
هل نكتفي ببيانات الشجب والأستنكار ضد التحريض القادم من الخارج ومن بعض الدول الأقليمية واطلاق تنهدات الألم والحسرة والتحرق غضبا!
أجدى من ذلك كله أن نقوم ببعض المبادرات الصغيرة ولكن المؤثرة واولى المبادرات المطلوبة أن تصدر رئاسة الاقليم عفوا يشمل كل المعتقلين في الأقليم الذين اعتقلوا على خلفيات سياسية في فترات سابقة.

وثانية المبادرات المطلوبة أن يوجه ضغط سياسي فاعل تشارك فيه القوى والهيئات والأحزاب والزعامات الدينية على وجه التحديد,على الدولة لوقف أستمرار عملية اقصاء منتسبي الدولة من المؤيدين لقوى المعارضة تحت سمع الجميع وبصرهم.

وثالثة المبادرات أن تقوم رئاسة أقليم كردستان بمهمة اصلاح منظومة الأعلام الكردستاني لتتحول الى منظومة أعلامية مستقلة شأنها شأن شبكة الاعلام العراقي الحر المستقل لا تعكس في أدائها التوجهات الحزبية الضيقة.

فلماذا لا نخفف من التصريحات المعادة والمكررة والخطابات البليدة ولماذا لانتناول المسألة على طبيعتها؟!
فالرئيس برزاني يعلم جيدا أن المشكلة هي قضية سياسية من الدرجة الأولى وليست مشكلة أمنية ولا بد من ضغط كاف لأجباره على التعاطي معها بطبيعتها الأصلية , وبالحل الوحيد الممكن والمقبول أي بالعودة الى الحوار السياسي , بوصفه المدخل الصحي بمعالجة المشكلات المطروحة من جذورها.
وبقدر ما يستمر تجميد الحوار السياسي , بتغييب مستلزماته وبديهياته وبينها شرط الأعتراف بحق المعارضين في المساهمة الحقيقية بصياغة صورة الوطن ومستقبله, فأن الوجه الأمني سيغلب على ما عداه ملتهما , في جمله ما يلتهمه.

وبقدر ما تنتفي امكانات الحوار السياسي يصبح التغيير الجذري هو المطروح على بساط البحث.
واذا كانت حركة التغيير قد المحت الى هذا المعنى ولم تقله صراحة فان سطور بيانها تضج به, ومن المؤكد ان العديد من القوى السياسية تنتظر من يتقدمها في هذا الاتجاه لتحسم أمرها وتقول الكلمة ذاتها.

ورابعة المبادرات أن تمتد أيادي المخلصين الى اقليم كردستان وأن يتعاون الجميع مع أهله في تنظيم شؤونه وترتيب أموره وتوفير امكانات الدعم لضمان استمرار تجربته الناجحة في العراق والشرق ألاوسط.
Top