• Thursday, 06 February 2025
logo

تقرير: تحركاتك السريعة خلال جلوسك أمام مكتبك ربما تكون «رسالة» من جسمك

تقرير: تحركاتك السريعة خلال جلوسك أمام مكتبك ربما تكون «رسالة» من جسمك

سلطت الإذاعة الأميركية العامة الضوء على سلوكيات قد نفعلها خلال جلوسنا أمام مكاتبنا دون أن نعرف سببها، مثل هز الرجلين، والنقر بالأصابع أو بالقلم.

 
وقالت: «عندما تقوم بهذه التحركات السريعة لا تقاومها، فقد تكون طريقة جسمك لإخبارك بأنه لسبب ما تحتاج إلى الحركة الآن».

وتنقل الإذاعة عن كاتي بومان، عالمة الميكانيكا الحيوية ومؤلفة كتابي: «إعادة التفكير في وضعك»، و«الحركة مهمة» نصيحتها بالنهوض، وتغيير الوضع، والتمدد أو ممارسة بعض الأنشطة البدنية.

وتشير الأدلة العلمية إلى أن التحرك بسرعة مفيد لصحتنا، حيث يزيد من تدفق الدم إلى أطرافنا، ويساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم، ويقلل من خطر الوفاة بسبب الجلوس لفترات طويلة.

وكذلك يمكن أن يخفف من التوتر والقلق، ويحسّن الانتباه، وخاصة بالنسبة لبعض الأشخاص المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، ولكن كما يعلم الكثير منا، قد يكون من الصعب الابتعاد عن أجهزة الحاسوب في منتصف يوم العمل.

ويقوم الباحثون بدراسة رغبتنا في التحرك بشكل غير منتظم، وتقديم طرق مناسبة للعمل في المكتب لتلبية حاجتنا إلى الحركة.

وقدمت بومان نصائح بشأن الحركة في أماكن العمل:

غيّر وضعيتك ولا تقلق كثيراً بشأن «الوضعية الصحيحة»

تقول بومان إن التحرك بشكل غير منتظم هو علامة على أنك بحاجة إلى الخروج من وضعية السكون، وحتى الوضع الذي تشعر بالراحة فيه في البداية يمكن أن يبدأ في التسبب في آلام الظهر أو الصداع أو التصلب إذا حافظت عليه لفترة كافية.

ولذا استمع إلى جسدك واخلط بين الأشياء، حيث بدّل وضع جسمك بين الجلوس والوقوف والاستلقاء والحركة.

وقد يعني هذا اختيار الوقوف في الجزء الخلفي من غرفة المؤتمرات أثناء اجتماع كبير للموظفين، أو إجراء مكالمة أثناء المشي أو قراءة تقرير مع دعم قدميك في غرفة الاستراحة.

ويمكنك أيضاً تجربة مكتب الهجينة التي تسمح بالجلوس والوقوف، حيث أظهرت الدراسات أن مثل هذه المكاتب يمكن أن تقلل من آلام الظهر والرقبة والكتف.

وتقول ليدا مالك، اختصاصية العلاج الطبيعي، ومؤلفة كتاب «علم التمدد»، إنه يجب أن تكون «قابلاً للتكيف والتغيير والخروج».

ولا تقلق كثيراً بشأن ما هو «وضع جيد» و«سيئ»، حيث يتفق كل من مالك وبومان على عبارة شائعة بين اختصاصيي العلاج الطبيعي، وهي أن «أفضل وضعية لك هي وضعيتك التالية» لتجرب عدة أوضاع.

توقع حاجة جسمك للحركة

بغض النظر عن كيفية تحركك طوال اليوم، تؤكد بومان على أهمية التخلي عن فكرة أن الحركة لا ينبغي أن تنتمي إلى أماكن عملنا.

وتقول: «إذا كنت شخصاً يحتاج إلى الحركة، فإن الحركة يمكن أن تساعدك حقاً في تنظيم نفسك، وهذا يسمح لك بأداء أفضل عمل ممكن».

حدد موعداً لتناول وجبات خفيفة لممارسة الرياضة

تنصح مالك بأن تبتعد عن التوتر والقلق من خلال أخذ استراحة للحركة بعد كل مهمة، مثل القيام بأداء 10 تمرينات قرفصاء في بداية كل ساعة، أو بعض القفزات في كل مرة تقوم فيها بإنجاز شيء ما من قائمة المهام الخاصة بك، أو الانتهاء من اجتماع.

وتقول إن الجلوس أمام المكتب طوال اليوم يضع ضغطاً على العمود الفقري والكتفين والوركين، وفي النهاية يمكن أن يؤدي ذلك إلى آلام مزمنة، كما يزيد نمط الحياة المستقرة من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.

وتابعت: «القيام بتمرين لمدة ثلاث دقائق أو المشي أو القيام بقفزات صعوداً وهبوطاً في غرفتك، يمكن أن يساعد كثيراً».

وتقول جين مورغان، طبيبة القلب، إن القيام بهذه التمارين القصيرة المتقطعة بانتظام، التي تسمى «وجبات خفيفة لممارسة الرياضة»، يمكن أن تزيد أيضاً من عملية التمثيل الغذائي، وتساعدك على العيش لفترة أطول.

اذهب في نزهة لمدة خمس دقائق (كل نصف ساعة تحديداً)

إذا كنت لا تحب تناول وجباتك الخفيفة أثناء ممارسة التمارين الرياضية في مكتب مزدحم، فيمكنك أيضاً القيام بنزهة قصيرة ومتكررة.

وبدأ الباحث كيث دياز وفريقه في المركز الطبي لجامعة «كولومبيا»، بالشراكة مع زملائه، في البحث عن أقل قدر من الحركة التي تحتاجها لمواجهة مخاطر الجلوس لفترات طويلة.

ويقول دياز: «لقد وجدنا أن المشي لمدة خمس دقائق كل نصف ساعة يُعوّض كثيراً من أضرار الجلوس».

فبعد خمس دقائق فقط من المشي الهادئ، لاحظ المشاركون في الدراسة انخفاض ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول وجبة الطعام بنحو 60 في المائة.

وكذلك تقول مورغان: «أي سرعة للمشي توفر بعض الفوائد للقلب، لذا خصص بضع دقائق للنهوض والتجول في مكتبك، أو إكمال دورة حول مبنى العمل».

ماذا عن الألعاب المضادة للتململ؟

قد يكون لديك ألعاب التململ، مثل كرات الإجهاد، والدوارات، والألعاب الصغيرة على مكتبك. ما الدور الذي تلعبه هذه الألعاب في قيامنا بالنقر وهز الرجلين؟

تعد نتائج الدراسات حول هذه الألعاب متضاربة، فقد أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على ألعاب التململ بين الأطفال وطلاب الجامعات في الفصول الدراسية أن هذه الأدوات يمكن أن تؤثر سلباً على الانتباه والذاكرة والقدرة على التركيز على المهام.

وتشير دراسات أخرى إلى أنها يمكن أن تساعد في تنظيم المشاعر أو تقليل القلق بين الأطفال، كما يمكن أن تكون مفيدة أيضاً لبعض الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد.

لذا إذا كنت تريد وسيلة تساعدك على الحركة، فيمكنك محاولة الاحتفاظ ببعض ألعاب التململ على مكتبك، ولكن احذر فقد تكون مزعجة بعض الشيء.

 

 

 

الشرق الاوسط

Top