تعد مراسم بيرشاليار واحدة من أبرز الاحتفالات الروحية في منطقة هورامان بمحافظة كوردستان إيران، والتي تُقام سنويًا على مدار ثلاثة أيام متتالية.

هذه المراسم الصوفية، التي تعود جذورها لآلاف السنين، تُنظم في يوم الجمعة الأقرب إلى منتصف شهر بهمن (بين 21 يناير و19 فبراير).

بير شاليار، هو أحد كبار الشيوخ الصوفيين الذي يتمتع بمكانة مرموقة بين الدراويش النقشبنديين في المنطقة، وحسب حكايات أهل المنطقة، يُعتبر بير شاليار أحد الأئمة الروحيين الذين أسسوا تقاليد دينية وفكرية مستمرة منذ العصور الوسطى.

ووفقًا لعمدة المنطقة، أحمد محمديان، فإن الطقوس تتوزع بين الثلاثاء والخميس، حيث يشارك فيها الأهالي في تقاليد دينية واجتماعية تعكس التراث الصوفي العريق.

 
اليوم الأول: الثلاثاء – طقوس "كلاوروتشني"
يبدأ الحفل في قرية سربير، أحد أحياء هورامان، مساء يوم الثلاثاء، حيث تُمارس عادة "كلاوروتشني" التي تضمنت في الماضي، تعليق الأطفال حبات الجوز المنذورة على المداخن الموجودة على أسطح المنازل، وكان صاحب المنزل يضع الوجبات الخفيفة (الزبيب والعنب والتين المجفف) داخل قبعة، ليقوم الأطفال بسحبها إلى أعلى المدخنة، ولكن مع اختفاء المداخن في الوقت الحالي، بات الأطفال يذهبون إلى أبواب المنازل لطلب الجوز المنذور، حيث يرمون قبعاتهم داخل المنازل للحصول على المكافآت مثل الكعك والبسكويت.

كما يذكر محمديان: "تُنظم قرية سربير هذه الطقوس قبل غيرها من قرى هورامان، وذلك بناءً على الاعتقاد أن سكانها تلقوا خبرًا عن بحصول بيرشاليار على مولود في اليوم السابق".

 
اليوم الثاني: الأربعاء – تقديم القرابين وطهي الحساء
ويضيف محمديان: "في الساعة التاسعة صباحا، يتم نقل جميع القرابين والنذور إلى منزل بيرشاليار القديم. وطبعا يتم عزل بعض اللحوم لتحضير الطعام يومي الأربعاء والخميس، والباقي يوزع على الفقراء والمحتاجين.

ويقول محمديان إنه بالإضافة إلى اللحوم، يتم تقديم القمح المحلي وبذور الرمان المجففة وغيرها، "ولهذا السبب، يقومون يوم الأربعاء بطهي حساء محلي يسمى ولوشين". ويتم توزيع هذا الطعام على الناس عند الظهر.

بعد ذلك يصلي الناس العصر جماعة ثم يصعدون إلى سطح المنزل المطل على منزل بيرشاليار. وفي الواقع، هذا السقف هو ساحة منزل بيرشاليار، وهناك تقام مراسم الشوباش والذكر والسماع".

اليوم الثالث: الخميس – الطقوس الختامية

يشرح عمدة هورمان أيضا مراسم بيرشاليار يوم الخميس بالقول: "هنا، تقام المراسم بطريقة مختلفة، أي أنه لم يعد لدينا حفل شوباش وما شابه، في المساء يتلو الناس الذكر والسماعي أمام منزل بيرشاليار، في هذه المراسم، يتم عزف الموسيقى التقليدية مثل ضرب الدف ويتلو الناس الذكر. والدراويش حاضرون أيضا في هذا الطقس".

ويضيف: "مساء الخميس، يذهب الناس إلى منزل بيرشاليار وتقام مراسم التعلولة الليلية (شه‌و نیشت) مع قراءة الشعر والذكر والسماعي". وفي النهاية يلقي إمام جمعة أورمان كلمة وتنتهي مراسم بيرشاليار."

 

 

 

شفق نيوز