صحيفة عربية: حراك مسرور بارزاني الدبلوماسي وضع قضايا كوردستان على خارطة الاهتمام الدولي
قالت صحيفة ‹العرب› في تقرير لها، اليوم السبت، أن مشاركة مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا أتاحت فرصة عرض رؤى قيادة الإقليم وقضاياه الراهنة على طيف واسع من القادة وكبار المسؤولين الإقليميين والدوليين مرسّخا بذلك مكانة الإقليم كشريك أساسي للدول والهيئات التي يمثلونها.
وجاءت المشاركة في المؤتمر امتدادا لحراك أشمل كان مسرور بارزاني قد بدأه من العاصمة التركية أنقرة التي زارها مؤخّرا حيث أجرى مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب، قبل أن يتوجّه إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي حيث التقى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان وناقش معه «عددا من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك»، ومنها إلى العاصمة الأردنية عمّان حيث التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وناقش معه جملة من القضايا الثنائية والإقليمية.
وقال مسرور بارزاني في تدوينة عبر منصة (اكس) بعد اختتامه المشاركة في المنتدى: «نختتم مشاركتنا في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بعلاقات أقوى وفرص أكثر لمستقبل كوردستان».
وأجرى رئيس وزراء إقليم كوردستان في دافوس سلسلة من اللقاءات مع مجموعة من الشخصيات الدولية والإقليمية من بينها أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس أذربيجان إلهام علييف، ووزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، ورئيس وزراء كرواتيا أندريه بلينكوفيتش، وولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وجواد ظريف مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية، وأحمد الشيباني وزير خارجية سوريا.
واكتسى النشاط الكثيف لرئيس الحكومة، «أهمية استثنائية بفعل طبيعة المرحلة التي يمرّ بها إقليم كوردستان والتي تتميّز باشتداد الضغوط المسلطة عليه من قبل القوى السياسية المتحكّمة في زمام الدولة العراقية والتي اتّخذت من القضايا الاقتصادية والمالية وسيلة لتصفية الحسابات السياسة مع قيادة الإقليم من خلال إثارتها المشاكل بشأن حصته من الموازنة الاتحادية والأموال المخصصة لصرف رواتب موظّفيه»، بحسب الصحيفة.
وتمكّن مسرور بارزاني، وفق الصحيفة، سواء من خلال لقاءاته في دافوس مع كبار الشخصيات والمسؤولين الدوليين، أو من خلال التصريحات الاعلامية على هامش مشاركته في المنتدى من تسليط الضوء على تلك القضايا والدفاع عن موقف الإقليم منها.
ووضع رئيس حكومة الإقليم أمين عام الأمم المتحدة في صورة الخلافات بين بغداد وأربيل. وجاء في بيان لرئاسة الوزراء أنّ لقاء بارزاني-غوتيريش في دافوس تناول آخر مستجدات الوضع العام في العراق والقضايا الخلافية بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية مع التأكيد على ضرورة احترام الحقوق الدستورية وضمان المستحقات المالية للإقليم.
كما أورد البيان ثناء مسرور بارزاني على «جهود محمد الحسان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها لمساعدة العراق يونامي، في سبيل حل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد، وحفظ السلام والاستقرار في البلاد».
وتمت خلال لقاء رئيس حكومة كوردستان مع وزير الخارجية الفرنسي مناقشة تطوير العلاقات بين الإقليم وفرنسا واستعراض «نجاح انتخابات برلمان الإقليم وجهود تشكيل الحكومة الجديدة»، وجرى التأكيد «على أهمية حل القضايا الخلافية بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية».
وأكّد خلال اللقاء أن «الإقليم أوفى بجميع واجباته والتزاماته الدستورية على أكمل وجه مشددا على وجوب إنهاء انتهاكات حقوق شعب كوردستان وضرورة احترام الكيان الدستوري للإقليم والإسراع بإرسال الرواتب والمستحقات المالية للمواطنين».
وعرض رئيس الحكومة خلال مقابلة صحفية على هامش المنتدى لقضية النفط بالغة الحيوية. وقال لوكالة رويترز إن المفاوضات بين بغداد وشركة بي.بي بشأن اتفاق كبير لإعادة تطوير حقول نفط في كركوك يجب أن تشمل إقليم كوردستان.
وأشار إلى أنّ «المنطقة التي تتحدث عنها بغداد مع بي.بي هي منطقة متنازع عليها. ووفقا للدستور فالمناطق المتنازع عليها لا يمكن اتخاذ قرار بشأنها من أربيل وحدها أو بغداد وحدها»، وأضاف: «لسنا ضد تطوير الحقول عموما لكننا نختلف مع الآلية» ومطالبا بعقد اجتماع ثلاثي للتنسيق.
كما لفت رئيس حكومة إقليم كوردستان لمسألة توقف صادرات النفط من الإقليم مشيرا إلى أنّ الأخير خسر أكثر من عشرين مليار دولار نتيجة لذلك، وأن الحكومة الاتحادية لم تقدم له أي تعويضات.
وأرجع عدم التوصل إلى حل للقضية إلى التعقيدات التي أوجدتها بعض الأطراف في عملية تعديل قانون الموازنة الذي يرتبط به استئناف التصدير. وذكر أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أضاف في اللحظة الأخيرة مادة إلى مشروع تعديل قانون الموازنة الذي كان من المفترض أن يتم التصويت عليه في البرلمان هذا الأسبوع ما جعل التعديل «غير مقبول إطلاقا» بالنسبة للإقليم.
باسنيوز