• Monday, 27 January 2025
logo

الرئيس بارزاني يدعو الكورد السوريين إلى الحوار بين بعضهم ومع دمشق..لقاء مباشر مع الزعيم الكوردي

الرئيس بارزاني يدعو الكورد السوريين إلى الحوار بين بعضهم ومع دمشق..لقاء مباشر مع الزعيم الكوردي

قال الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، اليوم الجمعة، إن الأمة الكوردية ستحصل على حقوقها مع الوقت، وإنه لا يفضل أن يلجأ الكورد إلى العنف والسلاح بأي حال من الأحوال إلا للدفاع عن أنفسهم، مؤكداً أن حزب العمال الكوردستاني PKK إذا أراد أن يبقى وأن يكون له دوراً، فيجب أن يتخلى عن العنف ويترك القتال لأنه يؤجج الخلافات، وفيما أوضح أن علاقات الكورد اليوم مع تركيا جيدة ويمكن استثمارها في استقرار سوريا، بيّن أنه نصح قائد قوات سوريا الديمقراطية ‹قسد› مظلوم عبدي، بعدم اليأس وأن يلجأ إلى الحوار، وأن يتخلص من أي نفوذ خارجي إلى جانب توحيد الموقف الكوردي.

حديث الرئيس بارزاني، جاء خلال حوارٍ مطوّل أجراه الإعلامي إيلي ناكوزي على فضائية ‹شمس› التي تبث من العاصمة أربيل.

 

وفيما يلي نص اللقاء:

المحاور إيلي ناكوزي: فخامة الرئيس أهلاً بك من جديد، وهذه المرة من قناة شمس، القناة الكوردستانية الأولى الناطقة باللغة العربية والتي تتوجه للجمهور العربي، شكراً لك أولاً على تلبيتك الدعوة، ولماذا قناة شمس؟.. الكورد كانوا دائماً يتُهمون بأنهم انفصاليون، لكن إطلاق قناة شمس اليوم وكأنك تقول للعالم العربي إننا جزء من هذه الأمة، هل تفسيري صحيح؟

الرئيس بارزاني: شكراً على هذه الدعوة، وأبارك لشعب كوردستان افتتاح قناة شمس، قناة شمس حققت طموحاً كبيراً بالنسبة لنا، الهدف من قناة شمس هو نقل حقيقة كوردستان إلى العالم العربي وإلى العالم برمته، لأنه للأسف الشديد لحد الآن، الحقيقة في كوردستان كانت غائبة، أو عندما كانت تنقل ناقصة أو مشوهة، فلذلك نأمل أن تسد قناة شمس هذا النقص الكبير الذي كان موجوداً في المراحل السابقة.

المحاور إيلي ناكوزي: على كل حال فخامة الرئيس قبل أن أنتقل إلى الملفات السياسية، هناك أكثر من 200 إعلامي عربي من 20 جنسية يعيشون اليوم تجربة أربيل، وأول ما يخطر على البال هو الأمان في أربيل، الاستقرار في أربيل، الحرية الشخصية، ولقاء المكونات، أعرف أنك لا تحب أن تسميهم أقليات، ولكن بالحقيقة هم أقليات، فاليوم نشعر بهذه التجربة الناجحة في أربيل، أعتقد أن هذا بفضل جهودكم، فشكراً لاستقبالنا واستقبال هذا الفريق، الذي أنا فخور بكل فرد منهم لتحقيق هذا الإنجاز، شكراً لكم على هذه الاستضافة.

الرئيس بارزاني: وأنا سعيد جداً بوجودك صديقي العزيز، وبوجود هذا الستاف الموجود الآن، نرحب بهم ونطمئنهم أنهم يعيشون بين أهلهم وفي بلدهم.

المحاور إيلي ناكوزي: هذا ما نشعر به.

الرئيس بارزاني: الحقيقة أنا أكره مصطلح الأقليات حتى وإن كان هو صحيحاً لكن أكرهه، لذلك أنا قبل سنوات ذهبت إلى برلمان كوردستان وطلبت منهم اعتماد مصطلح المكونات بدلاً من الأقليات، لذلك أنا لن أستعمل كلمة الأقليات وإنما أستعين بالمكونات.

المحاور إيلي ناكوزي: بالكلام عن المكونات، أنتقل إلى سوريا، ونبدأ بسقوط هذا النظام.. اللبنانيون كانوا يعتبرونه كابوساً على لبنان، والسوريون عاشوا الظلم والاستبداد ولكن مؤخراً وبشكل مفاجئ، سقط نظام الأسد، أولاً فخامة الرئيس هل كنت توقع أن يسقط هذا النظام؟

الرئيس بارزاني: حقيقة كنت أعرف أن النظام يعاني من عزلة قاتلة، لكن انهياره بهذه السرعة هذا ما لم أكن أتوقعه.

المحاور إيلي ناكوزي: فوجئت؟

الرئيس بارزاني: تفاجأت بسرعة الانهيار وليس بالانهيار، وأنا أعتقد هذا الانهيار كان يحصل في 2011 لو لا الدعم الروسي والإيراني وحزب اللّٰه اللبناني.

المحاور إيلي ناكوزي: برأيك هل تخلى الروس والإيرانيون عن نظام الأسد؟

الرئيس بارزاني: طبعاً الأولويات والإمكانيات كلها تغيرت، الاعتماد أصبح على القوات السورية وهذه القوات لم تحارب وانهارت، وهذا نفس السيناريو الذي حصل في الموصل سنة 2014، هو تكرر في حلب.

المحاور إيلي ناكوزي: نعم، هناك قيادة جديدة بسوريا، أحمد الشرع، كيف تنظر إلى القيادة الجديدة؟ هناك حذر عالمي وليس فقط في كوردستان العراق، هناك حذر وهناك خوف وقلق من أن نكون استبدلنا نظاماً بنظام آخر، يعني لا توجد راحة نفسية ولكن حتى الآن الشرع يقول كل ما نحب أن نسمعه، كيف تقيم تجربة الشرع حتى الآن؟ وهل عندك حذر أو قلق أم أنك متفائل بوجوده؟

الرئيس بارزاني: صحيح يعني ما نسمعه لحد الآن هو كلام طيب ومعقول، ونأمل أن يترجم إلى أفعال في المستقبل، من حقنا أن نكون حذرين، لأنه الكلام وحده لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة، الكلام يفتح الباب للأفعال، فنأمل أن تكون الخطوات العملية في المستقبل بهدف حل المشكلات والاستفادة من الماضي وأخذ الدروس والعبر من الماضي، فعلينا أن ننتظر.

المحاور إيلي ناكوزي: ماذا تنتظر فخامة الرئيس؟ ما هي الخطوات التي يجب أن يقوم بها الشرع حتى تشعر بالاطمئنان؟

الرئيس بارزاني: من الواضح أن الكورد في سوريا عانوا من التعريب ومن الاضطهاد من 1962 من زمن عبد الحميد السراج واستمرت لحد الآن، أهم ما نتوقعه من النظام الجديد في دمشق أن يلغي هذه المعاناة، أن ينهي هذه المعاناة بالنسبة للشعب الكوردي وبالنسبة لباقي مكونات الشعب السوري وأن يحصلوا على حريتهم وأن يشعروا بكرامتهم وبمواطنتهم وبإنسانيتهم، طبعا فيما يخص الشعب الكوردي في سوريا ندعوهم إلى أن يسلكوا طريق الحوار ونطلب من دمشق أيضاً أن يتفهموا الخصوصية الكوردية في المنطقة.

المحاور إيلي ناكوزي: حينما تقول إنك تتمنى أن يحصل الكورد على حريتهم، هل هذا يعني أنك تتمنى أن يحصلوا على إقليم أو فيدرالية أو حكم ذاتي؟

الرئيس بارزاني: الحقيقة أنا أترك القرار لهم، أن يتفاهموا فيما بينهم وبعد ذلك بينهم وبين النظام في سوريا، أنا لا أريد أن أحدد نوعية الحل الذي سيعتمدوه، وإنما هم الذين يجب أن يقرروا كيف يتفقوا مع دمشق.

المحاور إيلي ناكوزي: التقيت مؤخراً السيد مظلوم عبدي وكان لقاءً تاريخياً، هكذا وصف هذا اللقاء، ماذا نقل لك من مخاوف فخامة الرئيس؟ وبماذا نصحت مظلوم عبدي؟

الرئيس بارزاني: رأينا أن الظروف المناسبة والمصلحة القومية العليا تتطلب أن ألتقي مع السيد مظلوم، طبعا جاء مشكوراً واستقبلته وتبادلت معه الأفكار والتصورات والتوقعات، وتحدث لي عن لقائه مع السيد الشرع، يبدو أن هناك نقاط مشتركة وهناك خلافات أيضاً، أنا نصحته أن لا ييأس وأن يلجأ إلى طريق الحوار، وأن يتخلص من أي نفوذ خارجي وأيضاً نصحته العمل باتجاه توحيد الكلمة الكوردية والموقف الكوردي.

المحاور إيلي ناكوزي: حينما تقول النفوذ الخارجي، هل تقصد تركيا؟ لأنه يقال اليوم إن تركيا هي التي انتصرت في سوريا..

الرئيس بارزاني: لا... طبعاً تركيا هي التي انتصرت بالتأكيد، لكن أنا أقصد الوضع الداخلي في المنطقة الكوردية وليس سوريا.

المحاور إيلي ناكوزي: هل شعرت أن هناك اطمئناناً عند الكورد بسوريا أم هم خائفون حتى الآن؟

الرئيس بارزاني: الحقيقة هم متفائلون بحذر، يعني لديهم خوف أيضاً.

المحاور إيلي ناكوزي: لماذا؟

الرئيس بارزاني: لأن المستقبل مجهول، لا يعرفون كيف سيكون المستقبل، وسوف نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم لكي يحصلوا على مستقبل مستقر ومشرف ومزدهر.

المحاور إيلي ناكوزي: فخامة الرئيس، الكورد بسوريا معذورون بعد هذا الظلم الذي لحقهم، هل في أي منحى خلال لقائك مع السيد عبدي هل شعرت أنه هناك رغبة انفصالية عند الكورد بسوريا يعني إعطائهم حريتهم ودولة خاصة لهم؟

الرئيس بارزاني: لا أبداً.

المحاور إيلي ناكوزي: هم يريدون أن يكونوا جزءاً من سوريا؟

الرئيس بارزاني: جزءٌ من سوريا لكن لهم حقوق، الحقوق التي حرموا منها منذ البداية، من تشكيل الدولة السورية.

المحاور إيلي ناكوزي: كيف نصحته فيما يتعلق بالتعامل مع حزب العمال الكوردستاني؟ هناك تعقيدات في هذه المسألة..

الرئيس بارزاني: نصحتهم أن لا يذهبوا يصطدموا مع حزب العمال أو يتقاطعوا معهم، لكن حان الوقت أن يترك حزب العمال الكورد في سوريا، أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم وأن لا يتدخلوا في شؤونهم ويتركوا المنطقة، لأن وجودهم يعتبر مشكلة كبيرة وحجة أيضاً للتدخل التركي.

المحاور إيلي ناكوزي: يعني وجودهم أصبح عبئاً على السوريين؟

الرئيس بارزاني: بالتأكيد

المحاور إيلي ناكوزي: ما هو الدور الذي ترى يمكن أن يلعبه إقليم كوردستان في سوريا؟

الرئيس بارزاني: الإقليم بمقدوره أن يلعب دوراً مهماً في توحيد الموقف الكوردي وتشجيع الكورد على الحوار مع دمشق، مساعدتهم للاستفادة من تجربة الإقليم، وليس بضرورة أن تستنسخ تجربة الإقليم وتنقل إلى سوريا، فلكل جزء خصوصية، ووفق الخصوصية الموجودة في سوريا، ونحاول أن نساعدهم اقتصادياً.

المحاور إيلي ناكوزي: عسكرياً؟

الرئيس بارزاني: نتمنى أنه لا هم ولا نحن نضطر إلى اللجوء إلى الاستخدام العسكري.

المحاور إيلي ناكوزي: أريد أن أسألك سؤالاً صريحاً.. في حال تعرض كورد سوريا إلى الظلم والاستبداد، هل كاك مسعود مستعد أن يقاتل وأن تقاتل البيشمركة مع إخوانهم في سوريا؟

الرئيس بارزاني: بصراحة ليس فقط الكورد وإنما أي إنسان إذا يتعرض إلى الظلم ونستطيع أن نساعده، فسنساعده بدون تردد.

المحاور إيلي ناكوزي: عندك شعور أنه يمكن أن يتعرض كورد سوريا للظلم مجدداً؟

الرئيس بارزاني: هناك مخاوف لكن أتأمل أن لا يحصل ذلك.

المحاور إيلي ناكوزي: هل ترى نموذج العراق الفيدرالي، أذكر منذ أكثر من عشرين عاماً كنت شديد الحرص على الدستور، أن يكون هناك دستور عراقي يحفظ حقوق الإقليم، هل تشعر أن هذا النموذج في العراق ممكن أن ينطبق على سوريا وأن يكون هناك حكومة مركزية وفيدراليات؟

الرئيس بارزاني: أولاً تعريف الفيدرالية بالنسبة لنا، نحن نفهم الفيدرالية هكذا أنها توزيع عادل للثروة والسلطة، فالفيدرالية حل مناسب وحل ناجح للدول التي فيها قوميات متعددة، وفي سوريا أيضاً، فسوريا بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب، لا بأس بالعكس، أنا أعتقد الفيدرالية هو الحل الأمثل، لكن إذا كانت هناك معوقات أو عدم اقتناع بالفيدرالية، فلا يجوز أن يكون بديل الفيدرالية هو القمع والاضطهاد، ونكران حقوق الآخرين المهم أن يحصل الكل والآخرون أيضاً على حقوقهم فالعنوان أو الصيغة هذا يترك لهم.

المحاور إيلي ناكوزي: لكن هناك فهم عربي للفيدرالية وكأنه تقسيم إلى دويلات..

الرئيس بارزاني: مع الأسف هذا فهم خاطئ ولهذا ترى المشاكل تتفاقم يومياً بسبب هذا الفهم الخاطئ حتى لدينا هنا في العراق.

المحاور إيلي ناكوزي: هل اليوم كورد العراق باتوا يحلمون بشكل مختلف بعد هذه التطورات؟ هل رجع لدى الكورد حلم بالانفصال؟ التطورات لصالحكم هذه الأيام..

الرئيس بارزاني: نحن في الحقيقة نتصرف بعقلانية بدون تهور وبدون الاستفادة من فرص غير معلومة النتيجة كيف تكون، صحيح توجد تطورات، لكن مسألة الانفصال اعتبرها كلمة استفزازية حقيقة، حق تقرير المصير هو حق شرعي، حق إلهي، اللّٰه أعطى لكل شعب هذا الحق، الشعب الكوردي الأمة الكردية لها هذا الحق، لكن كيف يتحقق.. يجب أن يكون في ظروف معينة، بالتفاهم وبالتوافق مع الشعوب التي نتعايش معها في المنطقة، لكن أن ينكر علينا هذا الحق، هذا ظلم كبير ولن نقبله.

المحاور إيلي ناكوزي: لكن هذا الظلم استمر أكثر من مئة سنة..

الرئيس بارزاني: لكنه لم يؤدِ إلى نتيجة، الأمة الكوردية بقت، لم تنصهر ولم تنته ولن تنتهي، إذن تبقى المشاكل مستمرة، فإذن يجب أن نجد حلاً، الاتحاد الاختياري ممكن لكن لا يمكن لأي دولة أن تفرض على شعب بالقوة بأن هذا الشعب أو هذه الفئة من الشعب، تؤيد هذه الحكومة بالقوة، لا يمكن أن تحصل على تأييد وعلى قلوب الناس.

المحاور إيلي ناكوزي: هل لديكم شعور أن الكورد أقوى اليوم؟

الرئيس بارزاني: الكورد بنظري قضيتهم على الدوام قضية عادلة وقوية، لكن تصرف الكورد أحياناً تجعل هذه القضية تضعف أو تقوى، لكن القضية قوية، والحق قوي.

المحاور إيلي ناكوزي: هل تلمح إلى الوحدة الكوردية؟

الرئيس بارزاني: طبعاً، مع الأسف الشديد أحياناً الكورد لا يحتاجون إلى أعداء ولا إلى خصوم، يعني تصرفاتهم هي التي تفوت عليهم الكثير من الفرص، ورأينا الكثير من ذلك.

المحاور إيلي ناكوزي: هل ترى كورد سوريا موحدين اليوم؟

الرئيس بارزاني: لا ليسوا موحدين، لكننا نعمل الآن على توحيدهم، ونشجعهم على التوحيد على هدف نبيل وشريف بحيث يحصلون على حقوقهم وبدون اللجوء إلى العنف أو إلى إراقة الدماء أبداً.

المحاور إيلي ناكوزي: هل تؤيد إنشاء منطقة منزوعة السلاح في سوريا؟ بدأ الكلام أن يكون منطقة منزوعة السلاح، ولكن هناك خوفبسبب عدم وجود ضمانات..

الرئيس بارزاني: منطقة منزوعة السلاح أين؟

المحاور إيلي ناكوزي: نتحدث عن الكورد، هناك مطالبات بأن تكون هذه المنطقة خاصة على حدود تركيا، أن تكون منطقة منزوعة السلاح لطمأنة الأتراك بالتحديد.

الرئيس بارزاني: أي إجراء يؤدي إلى طمأنة الأطراف المعنية، يكون إجراء جيد حتى وإن كان تأسيس منطقة منزوعة السلاح.

المحاور إيلي ناكوزي: بشكل عام أشعر أنك متفائل..

الرئيس بارزاني: أنا متفائل نعم، متفائل بحذر، يجب أن يكون التفاؤل مع حذر، لأنه كثيراً ما رأينا...

المحاور إيلي ناكوزي: بالتسعينات زرت القامشلي أو القامشلو..

الرئيس بارزاني: نعم في 1996.

المحاور إيلي ناكوزي: وفي ذلك الوقت استقبلت مئات الألوف من السوريين الكورد، السوريون الكورد بعثوا لي رسائل يقولون فيها إن القامشلي مشتاقة لك.. هل اشتقت أنت لقامشلي فخامة الرئيس؟

الرئيس بارزاني: قامشلي في القلب.

المحاور إيلي ناكوزي: ومتى الزيارة؟

الرئيس بارزاني: أتأمل أن تكون بأقرب وقت ممكن، وفي الفرصة المناسبة، أنا أيضاً اشتقت لقامشلي ولأهالي القامشلي ولكل إخواننا في سوريا من الكورد.

المحاور إيلي ناكوزي: فخامة الرئيس، عندنا أحد الزملاء، اسمه هامبرفان كوسة، هو كوردي سوري لاجئ سياسي في ألمانيا، تعرض للاعتقال والظلم، وهو زميل في قناة شمس، يسميك نور عيوني، كيف تفهم هذه العلاقة مع السوريين؟ هذا الحب لمسعود بارزاني؟

الرئيس بارزاني: حقيقةً أنا أعتبره شرفاً كبيراً أن ينظر شاب كوردي أو الشباب الكورد في كوردستان سوريا أو في أي جزء آخر هكذا، وأود أن أقول إني أبادلهم نفس الشعور ونفس الحب.

المحاور إيلي ناكوزي: نور عيوني.

الرئيس بارزاني: نور عيوني وقلبي.

المحاور إيلي ناكوزي: سؤالي أيضاً، أشعر أن لديك تفاؤل حذر ولكن اليوم لا ألوم السوريين إذا هم، ليس فقط الكورد السوريين، السوريين بشكل عام لا يُلامون على الشعور بالخطر، هل تتوقع مسيرة صعبة وطويلة كما حدث في العراق بعد سقوط صدام أم أنك ترى أن الأمور تتقدم بسرعة بشكل ما؟

الرئيس بارزاني: أنا أعتقد أن النظام الجديد في سوريا يستطيع أن يستفيد بشكل كبير من تجربة العراق.

المحاور إيلي ناكوزي: بكتابة الدستور مثلاً؟

الرئيس بارزاني: نعم، أن لا يقع في نفس الأخطاء التي وقعت في العراق، يستطيع أن يستفيد بشكل كبير.

المحاور إيلي ناكوزي: تجربة الكورد في العراق لم تكن سهلة، كانت صعبة، فبعد إقرار الدستور ولكن غالباً لا يتم خرق هذا الدستور..

الرئيس بارزاني: المشكلة هي النوايا إذا كانت النوايا حسنة، فليس هناك مشكلة تستعصي على الحل، لكن إذا كانت النوايا غير حسنة، فألف دستور لا يفيد، هذا هو المشكلة.

المحاور إيلي ناكوزي: وما زلتم تعانون.. سنتحدث مرة أخرى عن الإقليم والعلاقة مع بغداد، بمناسبة الكلام عن الإقليم، شهدنا انتخابات ناجحة جداً تقدم فيها الحزب الديمقراطي الكوردستاني بشكل واضح، أكثر من 800 ألف صوت وكان يمكن أن نصل إلى المليون صوت، لو لا بعض الأوراق الملغاة، ما رأيك بما حدث؟ هل كنت أيضاً تتوقع هذا النجاح في الانتخابات، وهذه كمية الأصوات الهائلة؟ هذا تجديد لولاء الكورد لمسعود بارزاني.

الرئيس بارزاني: في الحقيقة، النجاح كان أكبر من توقعاتي، كنا واثقين من الفوز والنجاح، لكن ليس بهذه الحجم، أولاً أشكر شعب كوردستان على هذه الثقة الغالية، والانتخابات جرت تحت إشراف المفوضية في بغداد، وليس من مفوضية الانتخابات في كوردستان، ووفق الكثير من القوانين التي شرعت في المحكمة الاتحادية، وفي كثير من الأحيان المعارضة حاولت بشتى الوسائل من خلال بغداد ومن خلال مؤسسات بغداد، التأثير على الحزب الديمقراطي وإضعافه، وإلحاق هزيمة بالحزب الديمقراطي، هذا كان الهدف لكن الشعب الكوردي خيب كل هذه الظنون وفشلت كل هذه المحاولات، بالرغم من كل التآمر الذي حدث، الحزب الديمقراطي فاز فوزاً كبيراً، وفعلاً لو لا بعض المشاكل الفنية، فالحزب حصل على أكثر من 800 ألف صوت، وكان هناك بحدود 150 ألف صوت محترق، ولو كانت دائرة واحدة كان يمكن أن تكون مقاعد الحزب الديمقراطي بدلاً من 39 مقعداً، تكون أكثر من 45 مقعداً، ولو أجريت انتخابات على مستوى البلد كله، وإذا أضيفت أصوات كركوك والموصل، فأصوات الحزب الديمقراطي ستتجاوز المليون صوت، وأعتقد سيكون الحزب رقم واحد على مستوى العراق كله.

المحاور إيلي ناكوزي: أعتقد لا يوجد حزب لديه مليون صوت، ولكن في الوقت الذي تقول فيه لو لا التآمر، من يتآمر على الحزب الديمقراطي؟

الرئيس بارزاني: قسم من أجهزة بغداد وقسم من المعارضة الموجودة في كوردستان.

المحاور إيلي ناكوزي: هل المعارضة تتآمر؟ أو أنها معارضة ديمقراطية؟

الرئيس بارزاني: لا، ليست فقط معارضة ديمقراطية، المعارضة الديمقراطية على رأسي، لكن كان هناك تآمر، اشتراك في التآمر.

المحاور إيلي ناكوزي: ماذا يريدون من وراء التآمر على الحزب؟

الرئيس بارزاني: يريدون أن يهزم الحزب الديمقراطي أن ينهزم، أن ينكسر، أن يتقلص، تقسيم الحزب الديمقراطي، تحجيم الحزب الديمقراطي، هذا كان الهدف.

المحاور إيلي ناكوزي: اليوم يقال إن هذه الانتخابات، وهي تجربة فعلا فريدة من نوعها في العالم العربي، لا توجد تجربة مثيلة لها..

الرئيس بارزاني: في الحقيقة، لم أكن أتوقع أن الانتخابات تجري بهذه السلاسة، وهذه الظروف الأمنية، فقد جرت بسلام وبسلاسة، ولم تحدث حادثة واحدة، وتحت إشراف مفوضية الانتخابات في بغداد، وتحت إشراف مراقبين دوليين والأمم المتحدة.

المحاور إيلي ناكوزي: هذه الانتخابات جرت بسبب الضغط الدولي عليك، فخامة الرئيس؟

الرئيس بارزاني: لا أبداً، هذه الانتخابات تأخرت لسنتين، كان من المفروض أن تحدث هذه الانتخابات قبل سنتين، وليس الحزب الديمقراطي الذي أوقف الانتخابات، بل الذين اسموا نفسهم معارضة وقسم منهم موجودون في الحكومة وشركاء بالحكومة.. رجل مع الحكومة ورجل مع المعارضة، هؤلاء أخّروا الانتخابات، طلبوا تغييرات إلى أن أتوا بالمحكمة الاتحادية في بغداد التي تدخلت وغيرت الكثير من القوانين.

المحاور إيلي ناكوزي: لماذا يتأخر تشكيل الحكومة؟ طالما اليوم أفرزت الانتخابات هذه النتائج ما يفترض أن يكون تشكيل الحكومة أسهل لماذا تأخذ هذه الأمور هذا الوقت؟

الرئيس بارزاني: فيما يتعلق بالأطراف الفائزة، بالنسبة لنا قلنا منذ البداية ليس لدينا فيتو على أحد، وأنه يمكن لأي أحد أن يشترك في الحكومة وفق الاستحقاق الانتخابي وهذا مبدأ أعتقد محق، فلماذا تحدث الانتخابات إذن؟ طبعاً ممكن من أجل المصلحة الوطنية أن يبدي الشخص مرونة في مواقع معينة الآن هناك وفد من الديمقراطي مكلف بالاتصال والتفاوض مع كل الأطراف وأجرى اتصالات مع الكل، وفي آخر لقاء مع الوفد، قطعوا شوطاً كبيراً جداً مع وفد الاتحاد الوطني ونتأمل أن تشكل الحكومة بأقرب وقت ممكن، لكن طبعاً الأطراف كل واحد يحاول أن يحصل على أكبر قدر من المكاسب.

المحاور إيلي ناكوزي: هذه هي اللعبة الديمقراطية، هل هناك أيضاً تشاور مع باقي الأطراف؟

الرئيس بارزاني: مع كل الأطراف، لكن بعض الأطراف قررت مسبقاً عدم المشاركة الحكومة، وبعضها لم تقبل أصلاً بالنتائج، رفضت النتائج، فالفائزون والذين لديهم استعداد لكي يكونوا في الحكومة أو معارضة في البرلمان بدون استثناء جرى الاتصال مع كل هؤلاء، ونحن نحترم آراءهم ومواقفهم، ونتفهم أيضاً ظروف قسم منهم، لكن بالنتيجة يجب أن تتشكل الحكومة وسوف تتشكل إن شاءالله.

المحاور إيلي ناكوزي: ما هو شكل الحكومة التي تتمناها؟

الرئيس بارزاني: أتمنى أن يشترك الجميع في الحكومة..كل الأحزاب اللي فازت بالانتخابات، كوردستان كبيرة والكل أبناء هذا البلد ولكل واحد حق في هذا البلد.

المحاور إيلي ناكوزي: ما الذي يمنع ذلك حقيقة؟

الرئيس بارزاني: والله أتمنى تسألهم إذا أتيحت الفرصة اسألهم، لأنني مستغرب لم لا؟

المحاور إيلي ناكوزي: هل هو صراع على السلطة؟ كيف تفسر عدم الاشتراك بعد الفوز؟

الرئيس بارزاني: طبعا قبل الانتخابات، الكل كانوا جاهزين للاستيلاء على السلطة وعلى كل شيء ولا أدري إذا كانوا يعطون حق اللجوء للديمقراطية أم لا.

المحاور إيلي ناكوزي: لكنك واضح توجه دعوة مرة أخرى؟

الرئيس بارزاني: إلى آخر لحظة سوف نسير معهم وندعوهم، والآن أيضاً أدعوهم أن يشاركوا في الحكومة.

المحاور إيلي ناكوزي: هل هناك مدة زمنية تحب أن يلتزم بها الأطراف؟

الرئيس بارزاني: طبعاً الوقت غير مفتوح، لا يمكن أن نستمر إلى كما يقول قسم بإجراء الانتخابات الفيدرالية، قبل شهر تشرين الأول، مستحيل، لا يجوز القبول بذلك، لكن يمكن الانتظار لبعد شهرين كأقصى حد.

المحاور إيلي ناكوزي: كيف كانت ردة فعل الدول الأجنبية على الانتخابات؟

الرئيس بارزاني: كان رد فعلهم جميعاً إيجابياً جداً، وأبدوا تقديراً عالياً للانتخابات التي جرت، وإقليم كوردستان استرد وزنه على المستوى الدولي.

المحاور إيلي ناكوزي: ولكن ما زال الإقليم يواجه تحديات مع بغداد، فلا زلنا نتحدث عن مشكلة الرواتب وتصدير النفط من كوردستان، فخامة الرئيس بصراحتك المعهودة، ما هي المشكلة الحقيقية مع بغداد؟ هل أيضاً بالنوايا أم هناك أشياء أخرى تدخل على هذا الخط؟

الرئيس بارزاني: مع الأسف شديد الآن ليس هناك جهة واحدة تتخذ القرار، هناك أطراف متعددة، والمشكلة الأساسية حقيقة هي النوايا.

المحاور إيلي ناكوزي: من هي هذه الأطراف التي تقف دائماً كسد منيع بين أن تعود الأمور إلى مجاريها؟

الرئيس بارزاني: هي هذه الأطراف التي لم تبن شارعاً في جنوب العراق ولا في وسط العراق، التي منعت بناء مدرسة أو جامعة في أي مكان، هؤلاء الذين وقفوا أمام التنمية والإعمار في العراق.

المحاور إيلي ناكوزي: تقصد الأحزاب الشعية في العراق؟

الرئيس بارزاني: أرجوك لا أريد أن أخوض في التفاصيل.. لكن هناك أطراف نواياها سيئة يعني بالنسبة لكوردستان وحتى بالنسبة للعراق، وإلا كيف ممكن أن يتصرفوا بهذه الطريقة.

المحاور إيلي ناكوزي: أنا أستمع دائماً إلى رئيس الحكومة السوداني وأعلن أن حضرتك أيضاً تكن له الاحترام..

الرئيس بارزاني: أنا أحترمه، لكن توجد هنالك عقبات كثيرة في طريقه.

المحاور إيلي ناكوزي: حتى في طريق رئيس الحكومة؟

الرئيس بارزاني: طبعاً، هو اتفق مع رئيس وزراء الإقليم على مسائل كثيرة، لكنهم لم يسمحوا له أن ينفذ هذه الاتفاقات.

المحاور إيلي ناكوزي: يعني أن المشكلة ليست من رئاسة الحكومة بل من باقي الأطراف؟

الرئيس بارزاني: نعم من الأطراف الأخرى.

المحاور إيلي ناكوزي: وكيف تحل هذه المشكلة؟ يعني إذا هي مشكلة بالنوايا ستبقى عالقة هذه المشاكل..

الرئيس بارزاني: المشكلة، مع الأسف الشديد، أنا أيضاً حائر كيف تحل، لنوايا الإنسان أحياناً عندما يتطلع على حقيقة الأمور تتغير، ويتغير موقفه، فخلال هذه الفترة أتأمل أن هؤلاء استفادوا من التجربة، والانتخابات القادمة في العراق أيضاً ربما تأتي بوجوه جديدة وبعقليات جديدة وبدم جديد، يعني أن تكون خالية من النوايا السيئة هذا ما نتأمله.

المحاور إيلي ناكوزي: ماذا تعني لك القرارات الثلاثة اللي اتخذت البارحة، رأيت على إكس تويتر سابقاً، كان عندك موقف إيجابي، من موضوع إعادة العقارات هل هذه بداية أم هذا ما كنت تنتظره؟

الرئيس بارزاني: هذا موضوع مهم جداً حقيقة، في وقتها مجلس قيادة الثورة بالنظام البعثي صادر أراض واسعة مملوكة للكورد والتركمان أيضاً، وحاولنا مراراً في السابق لكنهم كانوا يتهربون دائماً من إلغاء هذه القرارات، طبعاً البرلمان هو الذي يجب أن يلغي هذه القرارات، فدائماً إما النصاب لا يكتمل أو تحدث معارضة شديدة، فاستمر الحال إلى يوم أمس، وطبعاً اعتبر هذا نصراً للعدالة وللضمير وخطوة جيدة جداً.

المحاور إيلي ناكوزي: من التعليقات التي سمعتها أن الشيطان يكمن في التفاصيل، وهناك صعوبة بإعادة هذه العقارات وهذه الأراضي..

الرئيس بارزاني: بعض الأجهزة الحكومية كانت تتحجج بأن هذه قوانين سارية، الآن هذه القوانين ألغيت، ويجب أن ترجع هذه الأراضي إلى أصحابها، فبماذا تتحجج؟ وإلا يصبح احتلالاً بمصادرة غير قانونية وهذا لن يكون مقبولاً أبداً.

المحاور إيلي ناكوزي: هل هذه تحل مشكلة الأراضي المتنازعة عليها في كركوك أم هي بداية حل؟

الرئيس بارزاني: لا، هذه بداية، أعتقد أن هذا سوف يساعد.

المحاور إيلي ناكوزي: ما الذي شجع البرلمان بأن يتخذ هذه القرارات المهمة، هل هناك تغيير في المناخ السياسي؟

الرئيس بارزاني: لا أعرف، ليست لدي معلومات، لا أعرف ماذا الذي جعلهم يتشجعون ويتخدون هذا القرار، طبعاً يقال إنه لرئاسة البرلمان كان دور ممتاز والنواب أيضاً يعني نشكرهم حقيقة لكل أطراف التي أبدت مرونة وأيدت إصدار هذا القانون المهم.

المحاور إيلي ناكوزي: فخامة الرئيس هل فكرتم ولو للحظة بالانسحاب من العملية السياسية؟

الرئيس بارزاني: والله كثيراً ما فكرنا الحقيقة ونحن لسنا طلاب مناصب في بغداد.. يعني رئيس جمهورية أو نائب رئيس وزراء أو وزير معين.. لا الموضوع هو حقوق قومية وكرامة شعب، وشراكة حقيقية، فمثلاً لديك وزير ولكن إذا كان لا يستطيع أن يمثل شعبه ولا يسمع كلامه وحتى في البرلمان بالنسبة لكتلة الديمقراطي أو كتل الأحزاب الأخرى، إذا يلجأون في البرلمان إلى الأكثرية والأقلية، فدائماً نحن خاسرون، فعددنا ليس هذا العدد الذي نستطيع أن نفرض رأينا، لكن هناك اتفاق مبدئي على ثلاثة ثوابت هي الشراكة والتوازن والتوافق، والعراق يجب أن يحكم وفق هذه الثوابت الثلاثة، وبدونها لن تحل المشاكل، نحن نريد شراكة حقيقية ولن نقبل بالتبعية، مستحيل.

المحاور إيلي ناكوزي: حينما تفكر في الانسحاب من العملية السياسية هذا ليس مناورة سياسية بحد ذاتها، بل شيء جدي تفكرون بها؟

الرئيس بارزاني: لا أبداً، إذا نصل إلى قناعة كاملة وإلى يأس بأن هذه المبادئ الثلاثة انتهت فلا داعي بعد.. لماذا نشترك بحكومة لا لك فيها رأي ولا صلاحية ولا تستطيع أن تغير أو تزيد أو تنقص. أمجرد أن لديك وزير؟ لا داعي أن يكون عندك وزير، لن نصبح شهود زور.

المحاور إيلي ناكوزي: لكن الانسحاب قد يؤدي إلى القتال من جديد؟

الرئيس بارزاني: لا لا، إن شاء اللّٰه لن يحدث اقتتال أبداً، هذا ليس شرطاً.

المحاور إيلي ناكوزي: هل خفت على العراق من إسرائيل بعد كل ما حصل كان واضحاً إن هذه المرة أن إسرائيل أرادت وكما قال نتانياهو رئيس وزراءها يريد تغيير وجه الشرق الأوسط وأعلن إنه هناك شرق أوسط جديد، ضرب لبنان، ضربت سوريا، هدد نتانياهو العراق، كيف شعرت بهذه المرحلة، هل العراق الآن بخطر؟

الرئيس بارزاني: أعتقد الآن الخطر أبعد قليلاً، يعني ابتعد عن العراق إلى حد ما، لكن بالتأكيد الخطر لا زال قائماً، إذا قامت فصائل مثلاً أو جماعات في العراق بعمليات عسكرية وإطلاق صواريخ على إسرائيل أو شيء من هذا القبيل، فبالتأكيد الخطر سيكون حقيقياً وجدياً، وأعتقد من خلال القنوات الرسمية وبواسطة دول وصلت تهديدات وتحذيرات جدية إلى العراق من إسرائيل وحتى من أمريكا أيضاً بأنه إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فإن إسرائيل ستضرب، هذا ما سمعناه من بغداد، من وزير الخارجية ومن رئيس الوزراء.

المحاور إيلي ناكوزي: فخامة الرئيس المشكلة في العراق، مثل المشكلة في لبنان، ميليشيات خارج إطار الدولة خارج إطار الجيش الرسمي تفتح جبهات على حسابها وتثير القلاقل في المنطقة، سمعت من أيام أو أسابيع أنه بدأ يطرح حل دمج الحشد في القوات الرسمية العراقية، هل تنصح بهذا الشيء؟ هل تنصح بحل هذه الميليشيا أم تبقى الأمور على ما عليها اليوم؟

الرئيس بارزاني: أياً كانت الصيغة التي تعمل بها هذه الجماعات المسلحة لكن يجب أن تخضع لقرار القائد العام للقوات المسلحة، وأن لا تتدخل في السياسة..

المحاور إيلي ناكوزي: ولكنهم يتدخلون ويصنعون السياسة مؤخراً..

الرئيس بارزاني: إذن المخاطر على العراق ستكون موجودة دائماً، فأي قوة مسلحة حتى الجيش يجب أن لا يتدخل في السياسة فكيف الحال إذا كانت هناك فصائل غير معروفة.

المحاور إيلي ناكوزي: فخامة الرئيس ، نسمع عن مبدأ السلام مع إسرائيل، هناك اتفاقات أبرهام ويمكن أن ينضم الخليج أيضاً إلى هذه الاتفاقات، هل ترى الوقت مناسباً للبحث بمشروع سلام للعراق مع إسرائيل؟

الرئيس بارزاني: لقد رأينا ما هي نتائج الحروب من 1948وحتى 7 اكتوبر، ماذا كانت النتيجة غير الدمار والخراب والدماء، فالأمر لا يرتبط بما تحب أو ترغب أو ما هو رأيك بالاتفاق أو الاختلاف مع هذا الطرف أو ذاك الطرف، لكن السلام هو الطريق الصحيح.

المحاور إيلي ناكوزي: بعد ما رأيت ما حدث بغزة..

الرئيس بارزاني: مأساة.. هي مأساة لكن هل تستمر هذه المأساة أم يجب إيقافها، أنا أتمنى أن يصمد وقف إطلاق النار وفي النتيجة أن يأخذ السلام طريقه.

المحاور إيلي ناكوزي: هل ترى إمكانية أن يلعب الإقليم دور الوسيط في هذه العملية بين المتنازعين؟

الرئيس بارزاني: لا أعتقد، هناك دول وأشخاص أولى منا لذلك، هم أقرب، وبحكم الإمكانيات والظروف والمجال، وإذا كان بالإمكان أن يلعب الإقليم دوراً للمساعدة في الحل السلمي فالإقليم لن يتردد، لكن لا أعتقد أن الإقليم في موقع يستطيع أن يلعب دوراً في هذا المجال.

المحاور إيلي ناكوزي: هل ترى أن النفوذ الإيراني تراجع بالمنطقة؟

الرئيس بارزاني: بالتأكيد هذا واضح.

المحاور إيلي ناكوزي: ماذا عن العراق؟

الرئيس بارزاني: لم يحدث تغيير في العراق، لكن واضح جداً ذلك في لبنان وسوريا، فسقوط النظام في سوريا كان ضربة لإيران.

المحاور إيلي ناكوزي: وسقوط حزب اللّٰه أيضاً..

الرئيس بارزاني: طبعاً.

المحاور إيلي ناكوزي: هل ترى أنه مع وصول ترامب هناك أفق للهدوء والاستقرار بالمنطقة أم أن الجانب الإيراني سيبقى على هذا الموقف المتصلب؟

الرئيس بارزاني: الإيرانيون أذكياء، أتمنى أن يكون هناك حل سلمي سياسي لكل

المشاكل لكن أتصور الوضع مع إيران أو العلاقة مع إيران إما يكون هناك حل سياسي أو سيكون هناك تصعيد خطير، ولا يمكن أن يبقى الوضع متأرجحاً بين الحل واللاحل، كما كان في العهد السابق من الإدارة الأمريكية.

المحاور إيلي ناكوزي: ما هو شكل العلاقة الأمثل بين العراق وإيران، وكيف ترى شكل العلاقة التي يجب أن تكون في المستقبل؟

الرئيس بارزاني: العلاقة على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة ولا يكون هناك أي تدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة بينهما، فإيران دولة جارة على امتداد ألف كيلومتر وربما أكثر، وهناك تاريخ ومشتركات كثيرة، وإيران دولة مهمة في الإقليم، ويجب أن تكون العلاقات على أساس الاحترام المتبادل.

المحاور إيلي ناكوزي: حضرتك التقيت بالرئيس الإيراني بزيارة قام بها إلى الإقليم، كيف كان هذا اللقاء؟

الرئيس بارزاني: كان لقاءً ممتازاً، والرئيس الإيراني الجديد يتكلم اللغة الكوردية كما لغة الأم، لأنها فعلاً الكوردية، وكان لطيفاً وودوداً، وكان متشجعاً جداً لتطوير العلاقة وإصلاح ما أفسدته التصرفات السابقة لبعض الأطراف، كان لقاءً ممتازاً.

المحاور إيلي ناكوزي: تكلمتم باللغة الكوردية؟

الرئيس بارزاني: نعم تكلمنا باللغة الكوردية، وكلانا مولودان في مدينة واحدة وهي مهاباد، ولدينا نفس الاسم "مسعود"..

المحاور إيلي ناكوزي: اليوم ذكرى تأسيس جمهورية كوردستان في مهاباد منذ 79 سنة، هل تشعر أن هناك تغيير في علاقة إيران مع الكورد؟

الرئيس بارزاني: مجيء الرئيس الجديد، مسعود بزيشكيان فرصةٌ جيدة جداً لتحسين العلاقة مع الكورد في إيران وحتى في الأجزاء الأخرى.

المحاور إيلي ناكوزي: هل تشعر أن الكورد في إيران مقبلون على أيام أفضل؟ لأنه في السابق الكورد كما في سوريا، تعرضوا للكثير من الظلم في إيران، كيف ترى مستقبل كورد هناك؟

الرئيس بارزاني: مقتنع وليس لدي شك بأن الأمة الكوردية ستحصل على حقوقها في المستقبل لكن هي مسألة وقت وزمن، ولكن في كل الأوقات أنا ضد أن يلجأ الكورد إلى العنف وإلى السلاح بأي حال من الأحوال.

المحاور إيلي ناكوزي: اليوم حتى حزب العمال الكوردستاني يقال إنه يقكر جدياً باللجوء إلى السياسة؟

الرئيس بارزاني: إذا كان يريد أن يبقى وأن يكون له دور في المستقبل فيجب أن يتخلى عن القتال ويترك القتال، لأن القتال دائماً يؤجج الخلافات ويعمقها ويعقد المشاكل، ولكن إذا الشخص اضطر أن يدافع عن نفسه، فهذه مسألة أخرى.

المحاور إيلي ناكوزي: اليوم نتحدث عن علاقات الإقليم بمحيطه، يبدو أن العلاقات مستقرة مع تركيا ويبدو أنها نحو المزيد من التحسن، في السابق كان الوضع مقلقاً جداً بين تركيا والإقليم.

الرئيس بارزاني: (مبتسماً) أنت تخلق مشكلة..

المحاور إيلي ناكوزي: تتذكر هذه المشكلة.. كيف تصف هذا التطور في العلاقة اليوم بين الإقليم وتركيا؟

الرئيس بارزاني: علاقة جيدة ونأمل أن نستطيع أن نستخدم هذه العلاقة لمصلحة استقرار المنطقة بشكل عام.

المحاور إيلي ناكوزي: هل ممكن أن يلعب الإقليم هذا الدور بين سوريا وتركيا اليوم؟

الرئيس بارزاني: ممكن..

المحاور إيلي ناكوزي: أعتقد من خلال تجربتكم الطويلة مع الأتراك، توصلتم إلى اعتراف من الأتراك بأحقية الكورد بالعيش الكريم والحرية..

الرئيس بارزاني: هناك لقاءات رسمية وحتى في المقابلات العلنية والتصريحات العلنية سواء من الرئيس أردوغان أو المسؤولين الأتراك دائماً يأكدون خاصة في في الفترة الأخيرة ودائماً يأكدون على أن الكورد والترك إخوان، الأخوة الكوردية - التركية، هذا شيء جديد بالنسبة لتركيا، كان يعتبر كفر سابقاً إذا نطق أحد هذا الكلام، كان هناك زعيم حزب يجن جنونه إذا سمع اسم كوردستان، الآن هو يتكلم بهذه اللغة الجديدة فهذا تطور كبير حقيقة، الكل يصرحون أنه ليس لدينا مشكلة مع الشعب الكوردي، والمشكلة مع حزب العمال الذي يحمل السلاح ويهدد الأمن القومي، يجب حل هذه المشكلة هذا لا يمكن أن تحل، حزب العمال لا يمكن أن يسقط حكومة تركيا وفي كل الأحوال ممكن أن تبقى مجموعات متفرقة تحمل سلاحاً، وتنصب كميناً في هذا المكان أو تطلق النار، لكن هذا لا يؤدي إلى أي نتيجة أبداً سوى إراقة المزيد من الدماء فيجب البحث عن الحلول السلمية، انتهى زمن هذه الحروب.

المحاور إيلي ناكوزي: كيف تطور هذا الفكر التركي تجاه الكورد فخامة الرئيس هل تردها لشخصية أردوغان أم هي السياسة العامة؟ كيف انتقل هذا الموقف من السلبية القصوى إلى إيجابية مشهود لها في هذه الأيام؟

الرئيس بارزاني: حينما التقيت مع أردوغان سنة 2009 حينما كان رئيساً للوزراء في ذلك الوقت، وفي هذا اللقاء أكد لي أنه يريد حل القضية الكوردية وأنه لا يؤمن بالحرب وأنه لا ينكر وجود الشعب الكوردي هذا أنا سمعته منه في 2009، طبعا ممكن عوامل كثيرة أدت إليه، ومنها أن القتال والحرب لم تؤد إلى نتيجة، يعني لا حزب العمال انتهى ولا استطاع أن يحقق شيئاً، وممكن التطورات العالمية وتطورات المنطقة كلها خلقت جواً أو قناعة لدى المسؤولين في تركيا أيضاً أنه فعلاً عن طريق الأخوة والتعاون يمكن بناء البلد وتأمين الاستقرار في البلد وهذا جيد.

المحاور إيلي ناكوزي: هل تعتقد أن الكورد أصبحوا رقماً صعباً في المنطقة لا يمكن تجاهله؟

الرئيس بارزاني: أكيد أكيد..

المحاور إيلي ناكوزي: وأنت مرتاح لهذا التطور اليوم؟

الرئيس بارزاني: طبعا طبعا أنا مرتاح.

المحاور إيلي ناكوزي: ما عدت تقلق جدا على القضية الكوردية..

الرئيس بارزاني: طبعا أنا أعرف أنه توجد تحديات كثيرة الطريق ليس مبلطاً ولا مفروشاً بالزهور لكن هناك تطور إيجابي كبير حقيقة وهي قضية أمة قضية عادلة لا بد من أن تصل في النتيجة إلى النهاية الموفقة والمرجوة إن شاء اللّٰه.

المحاور إيلي ناكوزي: ماذا يعني لكم وصول ترامب إلى الحكم من جديد؟

الرئيس بارزاني: بالنسبة لنا وبالنسبة للكل هذا عهد جديد في أمريكا.

المحاور إيلي ناكوزي: استمعت إلى خطاب ترامب أثناء القسم؟

الرئيس بارزاني: نعم، استمعت إليه..

المحاور إيلي ناكوزي: هناك قرارات اقتصادية وزيادة تعرفة، ولكن هناك بعض القرارات المعنوية والتي قال فيها إن أمريكا وسياساتها اليوم ستتبدل، سيكون هناك فقط جنسين ذكر وأنثى..

الرئيس بارزاني: أهنئ الرئيس ترامب على هذا الموقف المشرف، أنا إنسان مؤمن بالله وورد في القرآن الكريم بسم اللّٰه الرحمن الرحيم: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى"، ترامب رجع إلى ما وضعه اللّٰه بالنسبة للإنسان فعلاً ذكر وأنثى، فأنا أبارك له على هذا الموقف المشرف.

المحاور إيلي ناكوزي: كان لكم تجربة مع ترامب سابقاً؟

الرئيس بارزاني: نعم من 2016 إلى 2020 تقريباً، لم تكن التجربة موفقة حقيقة، يعني هو كان جديداً ويبدو ما كان عنده معلومات كثيرة عن الكورد وعن المنطقة قسم من الذين كانوا يتولون ملف العراق وكوردستان من السفارة والقسم العسكري والممثل الكل كانوا منحازين ضد الكورد بشكل كبير وكانت صدفة عجيبة.

المحاور إيلي ناكوزي: الكورد هم أول من قاتل داعش، والبارزانيون قدموا أول شهيد، هل تشعر (25:20) أنه لا يزال هناك خطر من داعش؟ لأنه حضرتك وقتها اعترفت أن الولايات المتحدة الأمريكية ساعدت الكورد كثيراً من الجو حتى استطاعوا أن ينتصروا في المعارك..

الرئيس بارزاني: نعم عندما بدأت الحرب مع داعش، الإسناد الجوي الأمريكي والتحالف ولكن الأمريكي بالدرجة الأساسية لعب دوراً كبيراً جداً في دحر داعش وساعدت البيشمركة بشكل كبير في تحقيق النصر، وداعش لا يزال تهديداً جدياً وخاصة بعد التغيير اذلي حدث في سوريا تضاعف تهديد داعش في العراق.

المحاور إيلي ناكوزي: وهذا يعيدنا للسؤال عن الشرع تحديداً لأنه كنا نسمع أنه كان ينتمي إلى هذه الفصائل ومن هنا يأتى القلق من أن تعود داعش إلى الازدهار من جديد؟

الرئيس بارزاني: صحيح لكن الإنسان يتغير..

المحاور إيلي ناكوزي: برأيك الإنسان يتغير..

الرئيس بارزاني: والله الإنسان يتغير، ليس كل إنسان لكن هناك أناس يتغيرون، والشرع قد يكون مر بمراحل متعددة ورأى الكثير في حياته، وقد يكون استفاد من التجربة ومن الدرس.

المحاور إيلي ناكوزي: إذا عاد داعش هل البيشمركة جاهزة للقتال من جديد؟

الرئيس بارزاني: جاهزين وأكثر من جاهزين..

المحاور إيلي ناكوزي: بعد غياب طويل عن أربيل رجعت وجدت يعني ما شاء اللّه تطور عمراني كبير، الحياة أفضل، الناس تعيش باطمئنان وستقرار، عادة حينما يشعر الشعب بهذه الطمأنينة والاستقرار يبتعد عن القتال وعن عقيدة القتال، لذا أنا أسأل إذا كان هذا التطور الخطير في أربيل هل يوجد ناس مستعدة فعلاً للقتال؟

الرئيس بارزاني: عندما يتعلق الأمر بوجود الشعب وبكرامة الشعب هناك مئات الألوف من الشباب المستعدين أن يموتوا في سبيل الدفاع عن هذه المكاسب وعن كرامة شعبهم.

المحاور إيلي ناكوزي: فخامتك ذهبت إلى الجبهة بأيام داعش شخصياً، هل ما زلت مستعداً لهذا الأمر؟

الرئيس بارزاني: إن شاءالله لن نواجه ذلك، لكن طالما أستطيع أن أمشي أنا مستعد للقتال من جديد.

المحاور إيلي ناكوزي: ماذا تقول لترامب، نشعر أن ترامب قد تغير وأصبح أكثر علماً بشؤون المنطقة، لو جلسته معه، ما هي الرسالة أو الطلب الذي تطلبه منه اليوم؟

الرئيس بارزاني: أتمنى وأطلب منه أن يعمل على تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة ومساعدة الشعوب المضطهدة.

المحاور إيلي ناكوزي: يعني أنك لا تؤيد الانسحاب الكلي للأمريكيين من المنطقة؟

الرئيس بارزاني: بكل صراحة، أنا ضد هذه المزايدات، حتى في 2011، لو بقي الأمريكيين ولم ينسحبوا لم يكن بإمكان داعش أن يحتل نصف العراق، الآن أيضاً، إذا انسحبوا سيتكرر السيناريو بشكل أسوأ، فلماذا هذه المزايدات، ولماذا الخوف من أن يبقوا بموجب اتفاق، كل طرف يعرف واجباته.

المحاور إيلي ناكوزي: يعني وجودهم ضروري في المنطقة؟

الرئيس بارزاني: نعم ضروري..

المحاور إيلي ناكوزي: سؤالي الأخير، كورد تركيا وسوريا والعراق وإيران، إذا كنت توجه كلمة للكورد اليوم، ما هو الذي يجب أن يطمح إليه الكورد، وما هو الأمر الذي يتخلى عنه الكورد؟

الرئيس بارزاني: أن يعرفوا أن لديهم قضية عادلة ومقدسة، وأن لا يتخلوا عن قضيتهم، ولكن لا يجوز أن يلجأوا إلى العنف من أجل الدفاع عن هذه القضية، يجب أن يلجأوا إلى الأساليب الحضارية والحوار والإقناع والتشاور لكن لا يجوز أن يتخلوا عن قضيتهم.

المحاور إيلي ناكوزي: أخيراً، دائماً تذكر الوحدة بين الكورد، إلى أي مدى ترى في المرحلة القادمة سيتوحد الكورد؟

الرئيس بارزاني: هناك عقبات كثيرة، لكن في النتيجة لا بد أن يتوحدوا عاجلاً أم آجلاً.

المحاور إيلي ناكوزي: هل أنت متفائل أم أن الخلافات أصبحت عميقة؟

الرئيس بارزاني: أنا مقتنع، لكن أعلن أن هناك تعقيدات، لكنني مقتنع، وسأعمل على تحقيق هذا الهدف بكل ما عندي من قوة.

 

Top