اكتشاف جديد يقدم أملاً للمصابين بالتهاب الأمعاء
اكتشف الباحثون المحرك الرئيسي لمرض التهاب الأمعاء (IBD) والعديد من الاضطرابات المناعية الأخرى التي تؤثر في العمود الفقري والكبد والشرايين، مما رفع الآمال عند ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
ووفق تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، يعد هذا الإنجاز مثيراً بشكل خاص لأن المسار البيولوجي المكتشف حديثاً يمكن استهدافه بواسطة الأدوية المستخدمة بالفعل، مع العمل الجاري لتكييفها مع المرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء وغيره من الحالات.
وقال الدكتور جيمس لي، رئيس مجموعة الآليات الوراثية لمختبر الأمراض في معهد فرانسيس: «ما اكتشفناه هو أحد المسارات المركزية التي تسوء عندما يصاب الناس بمرض التهاب الأمعاء».
وأضاف لي: «حتى بالنسبة لعلم المناعة الأساسي، يعد هذا اكتشافاً مثيراً... يخبرنا بأن هذا شيء يمكننا علاجه».
يعاني أكثر من نصف مليون شخص في المملكة المتحدة مرض التهاب الأمعاء. والشكلان الرئيسيان منه هما مرض «كرون» والتهاب القولون التقرحي، مع إصابة ما لا يقل عن 7 ملايين شخص على مستوى العالم.
وينشأ المرضان عندما يهاجم الجهاز المناعي الأمعاء، مما يسبب مجموعة من الأعراض المنهكة من آلام البطن وفقدان الوزن إلى الإسهال والدم في البراز. في حين أن الأدوية مثل الستيرويدات يمكن أن تخفف الأعراض، إلا أن بعض المرضى يحتاجون إلى عملية جراحية لإزالة جزء من الأمعاء.
عثر فريق لي البحثي على هذا الاكتشاف بعد التحقيق في «صحراء الجينات»، وهو امتداد من الحمض النووي الموجود على الكروموسوم 21 الذي لا يرمز للبروتينات، والذي تم ربطه سابقاً بمرض التهاب الأمعاء وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.
ومن خلال تجارب تحرير الجينات، أظهر العلماء أن الجين «ETS2» أساسي للسلوك الالتهابي للبلاعم وقدرتها على إتلاف الأمعاء في مرض التهاب الأمعاء. وقال لي: «لقد كان هناك بحث لبعض الوقت عن الدوافع المركزية لهذه العملية المسببة للأمراض، وهذا ما تعثرنا فيه». ويُعتقد أن المسار البيولوجي نفسه يؤدي إلى اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى، بما في ذلك التهاب الفقار المقسط، الذي يسبب التهاب العمود الفقري والمفاصل لدى نحو واحد من كل 1000 شخص في جميع أنحاء العالم، وأمراض المناعة الذاتية النادرة التي تؤثر في الكبد والشرايين.
على الرغم من عدم وجود أدوية تستهدف جين «ETS2» على وجه التحديد، فقد حدد العلماء فئة من الأدوية المضادة للسرطان تسمى مثبطات «MEK» التي يشتبهون في أنها ستُضعف نشاط الجين. في الاختبارات المعملية، كان أداء الأدوية كما هو متوقَّع، مما أدى إلى تقليل الالتهاب في عينات الأمعاء المأخوذة من مرضى التهاب الأمعاء.
الشرق الاوسط